تشرين الأول… لسرطان الثدي!

آية المصري
آية المصري

من المتعارف عليه عالمياً، أنّ شهر تشرين الأول، هو شهر التوعية من سرطان الثدي، وذلك وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. شهر ليس لمرضى سرطان الثدي، إنما شهر للتوعية بهدف زيادة الاهتمام بالوقاية من هذا المرض وتقديم الدعم اللازم لمعرفة خطورته، والتشديد على أهمية القيام بالفحص الذاتي الدوري والصور السنوية اللازمة، علماً أنّ نسبة الشفاء من هذا السرطان في مراحله الأولى مرتفعة حتى 90%، وفق آراء معظم الأطباء.

ونشهد خلال شهر تشرين الأول العديد من الحملات الإعلامية للتوعية، كفيديو الجمعية اللبنانية لمكافحة سرطان الثدي، الذي يتضمّن شرحاً لأم علي عن كيفية صنع الخبز، ليتبين في نهاية الأمر أنه يشرح كيفية القيام بالفحص الذاتي. ومعظم الجمعيات والمؤسسات التجارية وغيرها، تقوم بتخصيص جزء من مبيعها لمرضى سرطان الثدي. فما رأي الطبيب المختص في هذا المرض؟ وهل من الضروري الكشف المبكر؟ وماذا عن الخطوات التي يجب أن تدركها وتفعلها كل امراة؟ وما الإجراءات التي تتبعها الجمعيات اليوم؟

بدرا: 95% من الثدي سليم

وأكد الجرّاح يوسف بدرا أنّ “95% من الكتل الموجودة في الثدي، هي كتل سليمة ونظيفة، وفقط 5% معرّضة أن تكون سرطانية، وعلى كل امرأة أو صبية أن تعي هذه المعلومة جيداً، وفي المقابل، لا يجب الإهمال كي لا تتحوّل من حميدة إلى كتل خبيثة، وهنا أهمية إجراء الصورة السنوية والفحص الذاتي الشهري”.

وأوضح بدرا لموقع “لبنان الكبير” أنّ “سرطان الثدي شائع في كل أنحاء العالم، وفي الآونة الأخيرة شهدنا حملات تشجيعية كبيرة من المؤسسات الإنسانية والصحية والجمعيات، بالمشاركة مع وزارة الصحة. الكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان والأورام يلعب دوراً مهماً في العلاج، وبالتالي نسبة الشفاء منه مرتفعة. في السابق كانت حملات التوعية تبدأ بالنساء فوق عمر الـ50، بالإضافة إلى الفحص الذاتي الشهري أثناء الاستحمام. أما اليوم، فيبدأ من عمر الـ40 سنة وما فوق”.

وأضاف: “بشكل عام، عندما يكون هناك سرطان بالوراثة العائلية من الأم أو الأخت، الخالة أو الجدّة، فإنّ جسم البنات يكون مستعداً لسرطان الثدي بنسبة أكبر، وهنا يتم التعاطي معهن بشكل جدّي أكثر، وبالتالي تكون المراقبة حثيثة أكثر ولا يتم انتظار عمر الـ40 سنة بل قبلها بسنوات، وكل حالة تُعالج بحالتها”.

ولفت بدرا إلى أنّ “الفحص الذاتي هو الأساسي، وعلى المرأة أن تفحص الثدي بشكل دائري حول الحلمة وتحت الإبط، كي تكتشف ما بداخله من كتل أو أورام، وعليها إبلاغ طبيبها ليقوم بفحصها وطلب الصور المناسبة. والسرّ الأساسي هو الفحص الذاتي شهرياً. وعادة يُطلب من المريضة فحصا Ecographie (الصورة الصوتية للثدي)،Mammographie (الصورة الشعاعية للثدي)، وذلك بعد الانتهاء من الدورة الشهرية بعد اليوم الخامس بشكل عام، أو حسب المريضة ومدة دورتها الشهرية. وفي حال تم الشكّ بكتلة في الصدر، من الممكن اللجوء إلى القيام بخزعة للثدي عبر حقنة أو اللجوء الى صور أخرى كرنين مغناطيسي للثدي، وطبعاً حسب كل حالة. وإذا تبيّن أنه كيس أو ليفة، فتخضع المرأة للمراقبة”.

وعن الفئات الأكثر تعرّضاً للإصابة، أجاب بدرا: “الفتيات غير المتزوجات، النساء اللاتي لم يسبق لهن الحمل، هنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء اللاتي حملن مرة أو أكثر، المدخّنات، البدانة التي هي ليست سبباً مباشراً، لكنها تزيد من نسبة السرطان، وغيرها…”.

وختم: “يجب التأكيد على الفحص الذاتي، والفحص السنوي الروتيني، والقيام بالتمارين الرياضية والابتعاد من تناول المواد الدسمة، والمعاينة الروتينية عند الطبيب. كل هذه الأمور تساعد على تخفيف حدة الإصابات بسرطان الثدي”.

نصار: الشابّات الأكثر عرضة

وقال رئيس جمعية بربارة نصار، هاني نصار: “في لبنان، هذا شهر التوعية للوقاية من سرطان الثدي أكثر منه شهر مرضى سرطان الثدي. والهدف الأساسي توعية المجتمع اللبناني للكشف المبكر عنه لتخفيف نسبة الإصابات. ودائماً، تقوم بهذه الحملة وزارة الصحة بالتنسيق مع الجمعيات من خلال دعوة السيدات اللواتي تراوح أعمارهن ما بين 40 عاماً وما فوق، بحيث يخضعن للصورة الشعاعية للثدي، لكن هذا العام لم تقم وزارة الصحة بحملة هذا الشهر والعام الفائت أيضاً”.

وتابع: “هذا العام، معظم المختبرات تقوم بهذه الصور، والأسعار مرتفعة: 250 ألف ليرة. للأسف نتيجة هذا الارتفاع سنشهد تصاعداً بعدد الإصابات، ولن يكون الكشف مُبكراً، وأي إصابات متقدّمة بسرطان الثدي سببها عدم اكتشافها بشكل فوري، فلا إمكانات مالية لدى معظم الشابات والنساء اللبنانيات. الحملة هذه السنة ستركّز على الفئة التي ترواح أعمارها ما بين 20 و35 عاماً، لأنّ نسبة إصابتهن مرتفعة، وذلك من خلال القيام بالفحص الدوري الذاتي، وعند الشك بأي ورم، فلتّتجه إلى الطبيب المتخصص الذي سيساعدها. كل هذا بهدف تجنّب أي إصابات في سنّ صغيرة”.

إذاً، على كل سيدة واجبٌ تجاه نفسها أولاً، وتجاه عائلتها ثانياً، ألا تتذكّر سرطان الثدي في شهر تشرين الأول فقط، ولا يجب التراخي والإهمال في موضوع الفحص الذاتي والصور الضرورية. كما يجب على الأم أن تشرح لبناتها ماذا يعني هذا المرض، وكيفية معرفة أي تغييرات في الشكل.

شارك المقال