جمعيات وأطباء يرفعون الصوت من طرابلس: لا تظلموا الحيوانات

إسراء ديب
إسراء ديب

تشهد مدينة طرابلس ازدياداً ملحوظاً في عدد الحيوانات الشاردة لا سيما الكلاب التي باتت تُواجه ما يُواجهه المواطن اللبناني الذي يُعاني الفقر والجوع وعدم قدرته على تأمين لقمة عيشه بكرامة، ولكن يُمكن القول انّ هذه الكلاب باتت تُواجه في الكثير من الأحياء حملة شرسة تزهق أرواحها بطرق عدّة أقلّ ما يُقال عنها بأنّها وحشية، استدعت تدخلاً مباشراً من مدافعين عن حقوق الحيوانات مع عددٍ من الأطباء المتخصصين سعياً الى الحدّ من التعرّض العنيف لها، وذلك من خلال التجمّع في التلّ، لرفع الشعارات والصور التي تُشير إلى جرائم طالت الكلاب تحديداً في الأشهر الأخيرة.

قد يسخر البعض من هذا التجمّع الذي يرون أنّه “مبالغ فيه” أو أنّ الإنسان يستحقّ الاهتمام أكثر من الحيوانات، وهي آراء مختلفة يُدركها المجتمعون جيّداً. لكن وبعد الاطلاع على عدد الحالات التي ترصدها الجمعيات المعنية بهذه الحقوق، وملاحظة الجرائم والطرق التي تُقتل فيها هذه الحيوانات، يُمكن القول انّ هذه الأرواح تستحقّ الدفاع عنها في ظلّ عدم التزام بعض المواطنين بمعايير الإنسانية والطرق الصحيحة لإبعاد هذه الحيوانات “إنْ كانت شرسة”، كما عدم تحمّل المعنيين مسؤولياتهم رسمياً.

الإشكالية في هذه القضية، أنّ البعض يقوم بالتخلّص من الكلاب بإطلاق الرصاص عليها لا سيما في طرابلس، حتّى لو كانت غير شرسة (وهي الأنواع الأكثر انتشاراً في الأحياء)، لكن البعض نظراً الى خوفه منها من جهة، وعدم معرفته بطرق التعامل معها من جهة ثانية، يرتكب جريمة يُعاقب عليها القانون لا سيما وأنّ رئيس الجمهورية كان قد وقّع قانون “حماية الحيوانات والرفق بها” عام 2017، أيّ أنّ التعدّي عليها بالقتل يُعد جريمة لا تُغتفر.

إجرام منتشر

تعتبر رئيسة جمعية “كارما” المعنية بحقوق الحيوانات الأليفة زينب رزوق أنّ الإجرام بحقّ الحيوانات بات منتشراً في طرابلس والكثير من المدن بشكلِ غير مقبول، وتقول لـ “لبنان الكبير”: “لو تمّت محاسبة أحدهم، لما تكرّرت هذه الجرائم التي يُعرف الكثير من مرتكبيها وتعرف أماكنهم وهوياتهم، لكن لا يُحاسب أحد للحدّ من التعدّي”.

وتُضيف: “منذ أربع سنوات ونحن نطالب بحلّ المشكلات هذه أمام البلدية بلا جدوى، أمّا النّاس فلا ترحم. ولكن لا ينسى أحد أنّ الكلاب لا تتكلّم ونحن صوتها مع فريق طبّي شاركنا اليوم أيضاً من جبيل ليدعمنا لأنّه يُواكب معنا كلّ التحرّكات والحالات التي نحاول قدر الإمكان مساعدتها”.

وإذْ تُؤكّد تقدير الجمعيات المعنية بالحيوانات لآلام الناس، تُشدّد على تمسكها برسالة تُوجهها الى الدّولة والبلدية “إذ بتنا نقوم بدور الدّولة التي تعتمد علينا، وليس من واجبنا أن نقوم بعملها ولا أحد يُساعدنا للحدّ من آفة يعلم الجميع أنّ الدّين لا يسمح بها، وأنّ الإنسانية تحض على عدم القيام بأيّ خطوة تزيد من حدّة معاناة هذه الحيوانات التي لا تجد ما تأكله، وبالتالي فإنّ الصور التي تنتشر عن الجرائم المرتكبة يجب ألا يراها الأطفال لما لها من تأثير سلبيّ عليهم”.

سموم ممنوعة

الطبيبة سامانتا فارس شاركت مع جمعية “كارما” وغيرها في هذا التجمّع، وتتعاون مع الجمعية لإنقاذ هذه الحيوانات قدر المستطاع، وتقول لـ “لبنان الكبير”: “نعالج حالات الطوارئ قدر الإمكان، كالتسمّم، حوادث السير التي تتعرّض لها الكلاب، إطلاق الرصاص الذي تُسجّل فيه طرابلس أكثر الحالات، إضافة إلى حالات التعذيب التي قد لا تُؤدّي إلى وفاة الكلب لكنّها تُؤذيه بدرجة خطيرة، وعموماً نعالج كلّ الكلاب بلا تمييز لأنّها باتت في حال من الضعف خصوصاً وأنّ أصحابها رموها في الشوارع وهي غير معتادة على ذلك”.

واذ تحذر من السموم المستخدمة في قتل الكلاب، تشدّد على أنّها “مادّة خطيرة وممنوعة من التداول لأنّها قد تقتل طفلًا، وهي ظاهرة منتشرة في كلّ المناطق لا في طرابلس فحسب، وتنفذها بلديات أو جيران لأصحاب الكلاب مثلاً”.

وتلفت فارس إلى أنّ المشكلة المادّية تُعرقل متابعة العلاج لا سيما مع ارتفاع أسعار الأدوية التي تُدفع بالدولار، موضحة أن “العائق المادي لا يقف في وجه هذه الجمعية، ولكن في الكثير من الأحيان نضطر إلى طلب الأدوية من الخارج وندفع ثمنها بعد تأمينها ما يجعلنا محدودين في قدرتنا على المساعدة…”.

شارك المقال