معرض الكتاب يعيد الروح الى بيروت… صمود في وجه الطغيان

آية المصري
آية المصري

بيروت كانت ولا تزال عاصمة الحضارة والثقافة والإبداع. أجل، هذه هوية بيروت التي تضم أهم الكتاب والناشرين والشعراء والمؤلفين. بيروت عاصمة الإرث الثقافي الكبير حرمت من معرض الكتاب لثلاث سنوات متتالية نتيجة الأزمات المتلاحقة، من إنتشار وباء كورونا الذي أوقف المواطن عن روتين حياته اليومي، وتداعيات إنفجار مرفأ بيروت والضرر الذي لحق بالجميع، اضافة الى الأزمات الإقتصادية والمعيشية الخانقة والمهيمنة على جميع اللبنانيين. وهذه السنة عاد معرض بيروت العربي الدولي للكتاب في دورته الثالثة والستين، وعادت معه الروح الثقافية والإبداعية.

دور النشر والكتاب والشعراء يستعدون من مختلف المناطق اللبنانية للمشاركة في هذا المعرض، ومحبو القراءة والمتابعة بانتظار الشهر المقبل ليقصدوا هذا المعرض الذي سيمتد من 3 الى 13 آذار.

من هنا جملة من التساؤلات تطرح: ما رأي الجهات المعنية بهذه العودة؟ وهل من دعم ستقدمه وزارة الثقافة؟ وماذا عن الاجراءات المتبعة هذا العام؟ وتحت أي عنوان سيقام هذا المعرض؟ وماذا عن الأسعار في ظل الغلاء المستشري؟.

نعمة: معرض الكتاب من 3 الى 13 آذار

أشار مستشار وزير الثقافة ناصيف نعمة لموقع “لبنان الكبير” الى أن “معرض الكتاب هذا العام يأتي في ظل ظروف اقتصادية صعبة، بات فيها المواطن الذي كان معززاً مكرماً من خلال وظيفته أو مهنته، بحاجة الى أكثر من مصدر رزق ليكفي نفسه وعائلته رمق الجوع وكلفة الانتقال بسبب غلاء الأسعار ورفع الدعم عن الحاجات الأساسية، وبالتالي لم يشهد لبنان حتى خلال الحرب العالمية الثانية وضعاً اسوأ من الوضع الذي نحن فيه اليوم بسبب سوء الادارة والسياسة القائمة والمشكلات المتفاقمة نتيجة رداءة أداء المسؤولين”.

وقال: “بيروت كانت ولا تزال مهد الحضارات وملتقى الديانات وعاصمة الحريات والشرائع والحقوق والطباعة والنشر والتأليف، ولكن مقتنيات الكتاب اليوم أصبحت صعبة المنال، ويستعاض عنها بالكتاب الرقمي الذي يستنسخ أيضاً بكلفة أقل. الا أن وجود الكتاب بنسخته الأصلية بين يدي القارئ له طعم آخر وتذوق لا يفقهه الا أصحاب القلم والكتّاب والقراء الناقدون والمستفيدون من تجارب الآخرين وكتاباتهم. لذا قد يكون هناك رواد للمعرض الذين يعنيهم كل جديد غير مكرر، ولدينا اليوم كتاب ومؤلفون ومبدعون يغنون المكتبة اللبنانية والعربية وهم محليون وعالميون في آن”.

وأكد أنه “لا بد من أن تكرّس هذه الرؤى ليعود لبنان الى الثقافة والابداع من دون الانصياع لرغبات السياسيين وجموحهم، ولا بد من دعم معارض كهذه من قبل الوزارت المختصة ووزارة الثقافة على وجه التحديد، كي تشجع على اقامتها وتدعمها، وتجري الاتصالات اللازمة لتأمين النقل من المدارس والجامعات للراغبين في زيارة المعرض”، آملاً “أن تعود الأمور الى طبيعتها ونتخلص كما العالم من وباء كورونا ويعم الاستقرار بدل الاندثار لمواطنين يحلمون بالعودة”.

حمود: بيروت لا تنكسر

وقال مدير معرض الكتاب عدنان حمود: “معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الـ 63 لأن بيروت لا تنكسر، وهذا العنوان رد صارخ على صمود بيروت تجاه كل الكوارث والأزمات الطبيعية أو السياسية أو الاقتصادية. ومن هذا المنطلق وبعد الانقطاع القسري لاقامة هذا المعرض لثلاث سنوات متتالية بسبب تردي الوضع الاقتصادي وانفجار مرفأ بيروت الذي صدم قاعة المعرض، وانتشار جائحة كورونا، قررت الهيئة الادارية للنادي الثقافي العربي رفع راية صمود بيروت في وجه الطغيان وإعادة الحياة الثقتفية والاجتماعية اليها”.

أضاف: “تشجيعاً لإنجاح هذه الدورة قدمت إدارة النادي حسومات كبيرة على إيجار الأجنحة بلغت 90% من قيمتها لتمكن الدور من تقديم حسومات كبيرة للزوار على أسعار الكتب، وبالتالي تنشيط القطاع الذي عانى ولا يزال من تردي الوضع الاقتصادي بحيث تراجعت نسبة النشر الى أدنى مستوياتها وأصبح العديد من الدور عرضة للاغلاق”.

ولفت الى “أننا شهدنا الى جانب إندفاع دور النشر، طلبات مماثلة للمشاركة في تنظيم الندوات والأمسيات الشعرية وتوقيعات الكتب، لذا حددت الادارة نشاطاً واحداً لكل دار إفساحاً في المجال لمشاركة الجميع في هذا الحدث الثقافي الهام. وخلال الأيام المقبلة ستقدم إدارة المعرض البرنامج الثقافي بصيغته النهائية خلال المؤتمر الصحافي الذي سيعقد في الأول من آذار المقبل في دار نقابة الصحافة على أن يقام حفل الافتتاح عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الخميس 3 آذار في قاعة بافيون رويال سي سايد”.

من المؤكد أن بيروت لن تنهزم ولن تنكسر رغم كل ما تعرضت له، وسيبقى اللبناني كما عرفته الشعوب كلها محباً للحياة التي يستعد لعودتها كالسابق على الرغم من كل السوداوية المهيمنة عليه.

شارك المقال