الرعاية الصحية الأولية… منقذ جديد للمواطن!

تالا الحريري

لطالما سمعنا عن مراكز الرعاية الصحية، ولكن لم يكن الضوء يُسلط عليها لإبراز مدى أهميتها في أن تكون المدخل الأساس للقطاع الصحي ودورها في ظل هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة. لم يكن أي منّا يعرف ما تقدّمه من خدمات، كما أنّ غالبية المواطنين لم تعتبرها سوى “دكان” ولا تخفي خوفها منها، وهذا يعود إلى إنعدام الثقة التي لم تبنها الدولة جيّداً مع مواطنيها. إلّا أنّ الخدمة في مراكز الرعاية الصحية الأولية لا تقتصر على المعاينة وحسب، بل تشمل أيضاً إستشارة طبيب إضافة الى الدواء واللقاحات ومتابعة العائلة مجتمعة أيضاً وليس كشخص فقط.

في السياق، ترأست مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة الدكتورة رندة حمادة إلى جانب الممثل عن مكتب الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (جايكا) جون تاكاشيما، جلسة أمس، شرحت فيها أهمية مراكز الرعاية الصحية الأولية بالنسبة الى المواطن والقطاع الصحي. وأشارت الى “أنّنا نتعاون مع شركاء محليين من ضمنهم الـNGO والجيش اللبناني والبلديات وغيرها، ومن الخارج مؤسسات دولية كبعثة الأمم المتحدة (UN organization) وجايكا على رأسها”، لافتة الى وجود “262 مركزاً للرعاية الصحية موزعة على العديد من المناطق الجغرافية تستوفي الشروط التي وضعتها وزارة الصحة”.

وبالتعريف عن هذه المراكز، أوضحت حمادة أنّها “تقدم خدمات صحية، وقائية وعلاجية تتراوح بين الطب العام، طب الأطفال، الطب النسائي، الأسنان، القلب والشرايين، التوليد، إضافة إلى إختصاصات أخرى حسب حاجة المجتمع المحلي. وهي مراكز موجودة على مدار الأسبوع، ليست مجانية لكنّها تأخذ تعرفة رمزية جدّاً تتراوح بين 5 و18 ألف ليرة لبنانية. إضافةً إلى اللقاحات والأدوية المزمنة وغير المزمنة لكنّها لا تشمل أدوية السرطان والأمراض المستعصية”..

بالنسبة الى المراكز يجب أن تحافظ على التعرفة، فالوزارة لا تريد أن ترفعها، لكن برأي حمادة “يمكن أن ينظروا في الوضع الاقتصادي لكل من ينضم جديداً الى المركز، فإذا كانت حالته تسمح من الممكن رفع التسعيرة قليلاً، ولكن يجب ألا ترفع على الفقير. هناك دعم من المنظمات الدولية أي أنّ هناك 110 مراكز يعفى المواطن فيها من الدفع أو يدفع 3 آلاف ليرة، في المقابل يقوم الاتحاد الأوروبي عبر جمعيات أو مؤسسات عدة بدفع الفريش دولار عن المريض للمركز”.

وأكدت أن “الرعاية الصحية هي حق للجميع من دون تمييز في الانتماءات وغيرها كذلك لمكتومي القيد، وهدفنا أن نصل الى الناس في المناطق التي يتواجدون فيها حتى لا نكبّدهم مشقة التنقل في ظل هذه الظروف الإقتصادية الصعبة. إذ يجب أن يستوفي المركز الشروط التالية: أن يكون لديه الخدمات الأساسية، يخدم نطاقاً جغرافياً معيناً، قادر على إستعمال نظام المعلومات ومؤهل للعمل سوياً بضمان جودة الخدمة. وهناك مراكز كثيرة رفضت الوزارة التعامل معها لأنّها لا تزال غير مستوفية للشروط المطلوبة وأخرى ألغينا العقد معها لأنّها خالفت”.

من جهته، أشاد تكاشيما بالمراكز الصحية، مشدداً على أهميتها وضرورة التركيز عليها وصب الجهود فيها. ودعا إلى المساعدة في زيارة هذه المراكز والاطلاع عليها لتسهيل التعاون.

يُشار إلى وجود 500 مستوصف في لبنان، والفرق بين المستوصف ومركز الرعاية الصحية، بحسب حمادة أنّ “المستوصف يمكن أن يكون عبارة عن غرفة يُوزّع الدواء فيها، لكن مركز الرعاية يجب أن يشمل 5 خدمات أساسية على الأقل. ويتم تقديم خدمة لقاحات الأطفال من خلال وزارة الصحة للمستوصفات الموجودة حتى تكون هناك خدمة للمناطق التي لا تتواجد فيها مراكز كبيرة”.

أضافت: “تلقيح الأطفال انخفض وهذا ما يمكن أن يعرضنا للشلل مرة أخرى. وزارة الصحة تقدم اللقاحات المجانية وعالية الجودة، لكنّها تحتاج إلى دعم حتى تغطّي اللبنانيين والمقيمين على الأراضي اللبنانية والمراكز كذلك”.

المركز الصحي لديه نظام معلوماتي (فينيكس) متصل بوزارة الصحة يتم أخذ تقارير شهرية وسنوية عبره لتبني عليها الوزارة احتياجاتها للسنوات المقبلة. هذه الشبكة الوطنية لديها برنامج الاعتماد الكندي أي جودة في الخدمة المقدمة ودعم لهذه الخدمات. أي شكوى أو أي مركز لديه حاجة هناك خط ساخن 01830371 أو على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”انستغرام” Primary Healthcare Lebanon و”تويتر” LebanonPhc.

شارك المقال