هانت الأرواح… وانعدمت المروءة!

سهى الدغيدي‎‎

أصبحت جرائم القتل عادة في وقتنا الحالي، وكأن روح الانسان أصبحت ملك انسان آخر وليست ملك الله وحده.

الأسبوع الماضي شهدت مصر جريمة تقشعر لها الأبدان، تلتها جريمة أخرى في الأردن، وإن اختلفت الضحايا وتعددت أسماؤها فالسبب واحد، رفض الزواج من أشخاص مرضى نفسياً وعقلياً لا يرتاحون الا اذا قتلوا.

الجريمة الأولى ارتكبها طالب مصري قام بطعن زميلته أمام جامعة المنصورة شمالي القاهرة ثم نحرها، والسبب رفض الضحية الزواج منه. ووفقاً للتحريات الأولية التي رصدت من زملاء المتهم والضحية وأصدقائهما، تبين أن الطرفين من القرية نفسها في مدينة المحلة الكبرى في محافظة الغربية، كما يدرسان معاً في الفرقة الثالثة في كلية الآداب جامعة المنصورة.

وتوصلت التحريات المبدئية إلى أن المتهم كان يحب الضحية وعرض عليها الزواج أكثر من مرة لكنها أبلغته أنها لا تفكر في ذلك حالياً.

اما الجريمة الثانية المروعة فكان مسرحها إحدى الجامعات الخاصة فى العاصمة الأردنية عمان، حين أقدم أحد الأشخاص على إطلاق عيارات نارية باتجاه إحدى الفتيات داخل الجامعة شمال العاصمة، حسبما نقلت وسائل الاعلام الأردنية. وقال مصدر أمني أردني إنه نتج عن ذلك إصابة الفتاة التي تم اسعافها الى المستشفى في حالة سيئة، وما لبثت أن توفيت متأثرة باصابتها.

أول جريمة قتل في التاريخ عرفتها البشرية كانت في عهد سيدنا آدم عليه السلام عندما قام ابنه قابيل بقتل أخيه هابيل. والقصة في القرآن تقول إن كلاً من قابيل وهابيل قدما قرابين إلى الله سبحانه، فتقبل الله قربان هابيل؛ لصدقه وإخلاصه، ولم يتقبل قربان قابيل؛ لسوء نيته، وعدم تقواه، فبدأ الحقد في نفس قابيل وخطط لقتل أخيه، وهذا دليل على أن القتل موجود منذ بدء الخلق.

من الأسباب التي تؤدي إلى القتل، الحقد والغيرة والبغض والخيانة والكره، ويمكن مكافحتها بزيادة الوعي في المدارس والجامعات وتخويف الناس من عقوبتها وعدم التساهل فيها أو إيجاد مبررات لمرتكب الجريمة.

جميع الرسالات والكتب السماوية تحرم القتل المتعمد من دون حق، فنجد القتل محرماً في الاسلام بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية، وكذلك تحريماً قاطعاً في المسيحية في ضوء الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد. وتفرض الرسالات السماوية حداً للقتل مساوياً له.

كنا دائماً نقول تعددت الأسباب والموت واحد، واليوم اختلف الوضع وتغيرت المقولة لتصبح تعددت الأسماء والسبب واحد.

شارك المقال