لقاح ثنائي التكافؤ… الحل لفيروس كورونا؟

تالا الحريري

لم يعد كورونا بالنسبة الى الكثير من الناس فيروساً أو مرضاً بل أصبح كالانفلونزا وغيرها، ولم يعد هناك خوف من التجمعات أو من المصاب حتى، الا أن أخذ الحيطة عند الإصابة لا يزال موجوداً، فيما الهلع السابق غاب. وكل فترة يتم إنتاج جرعة جديدة من اللقاحات كجرعات تنشيطية لتعزيز المناعة قدر المستطاع، لكن يبدو أنّ حمايتها لا تدوم طويلاً، فمع التغيرات الجديدة في الفيروس يصبح اللقاح بحاجة إلى تفعيل ليتصدى لها لا سيما وأنها قد تفتك بالمناعة. ماذا عن لقاح ذي مدى أطول؟

لقاح ثنائي التكافؤ هو لقاح يحمي من المجموعتين A وC. يعطى كجرعة وحيدة للأشخاص فوق عمر السنتين، ويوفر حماية لمدة 2 – 3 سنوات. يستهدف هذا اللقاح بروتين السنبلة من أوميكرون BA.1 إضافة إلى سلالة الأسلاف. وتشير البيانات (منها بيانات Pfizer) إلى أن هذه النتائج تزيد بمقدار الضعفين في تحييد الأجسام المضادة ضد BA.1، مقارنة بلقاحات كورونا الأصلية.

تقوم “موديرنا” حالياً باختبار هذا الخيار في المرحلة الثانية والثالثة من التجارب البشرية، كما تبحث تجارب أخرى من “موديرنا” في تركيبات مختلفة ثنائية التكافؤ، بما في ذلك اللقاحات التي تستهدف سلالات الأسلاف وبيتا، وتبدو واعدة، واسم اللقاح العلميmRNA-1273.214.

هناك استراتيجيات أخرى يمكن إعتمادها في تركيبة اللقاح، أولها اللقاحات التي تستهدف أجزاء أخرى من التركيب الفيروسي تكون أكثر استقراراً، أو اللقاحات التي تستهدف أجزاء متعددة من الفيروس وقد تكون هذه اللقاحات أكثر ديمومة من الحالية.

والطريقة الأخرى تتضمن الافادة من قدرة تحييد الأجسام المضادة في الأنف والحلق لاستهداف فيروس كورونا عند نقطة دخوله. تبدو الدراسات التي تجرِّب لقاحات الأنف واعدة، على الرغم من أنها لا تزال في مراحلها المبكرة.

وبخصوص إرتفاع نسبة الاصابات في العالم أوضح البروفسور أناتولي ألنشتاين، أنّ أميركا وأوروبا بدأتا موجة جديدة من الاصابات بكورونا، وذلك بسبب تغيرات حصلت في متحور أوميكرون. وقال: “العالم يشهد حالياً ارتفاعاً في عدد الإصابات بمرض كوفيد-19 بسبب التغيرات العديدة التي حصلت في متحور أوميكرون، التي تتكاثر بصورة أفضل من سابقاتها. أي أنّه لم يعد BA.2 فقط، بل BA.3،BA.4، BA.5ما يؤدي إلى إصابة 700 – 800 ألف شخص في العالم يومياً”.

وبالفعل نرى أنّ كل من BA.4 و BA.5تفوقا على BA.1، فهذان المتغيران يعتبران أكثر مقاومة لتحييد الأجسام المضادة وتكون ثلاثة أو أربعة أضعاف من BA.1.

إلى جانب ذلك، أظهرت البيانات الحديثة أن عدوى أوميكرون لا تنتج مناعة قوية وتتميز بمستويات منخفضة من الأجسام المضادة المعادلة، والتي يجب أن تكون أعلى وأكثر ثباتاً لمنع عودة العدوى بسرعة.

شارك المقال