الحيوانات مظلومة في لبنان

غيدا كنيعو
غيدا كنيعو

لم ترحم الأزمة الاقتصادية في لبنان أحداً، عدا الفاسدين بالطبع. وامتدت لتطال الحيوانات الأليفة الّتي تغزو البيوت اللبنانية وتعدّ مصدر طاقة إيجابية للكثيرين.

منذ بدء الأزمة بات اللبناني يبحث عن كيفية توفير المال. أعاد هيكلة أولويّاته ليصبح البقاء على قيد الحياة لدى الكثيرين هو الأساس والأهم.

اقتناء حيوانٍ أليف في المنزل بمثابة تربية طفلٍ صغير، اذ يحتاج الى الرعاية الصحّية، الغذائية والمعيشية، ما شكّل عبئاً مالياً كبيراً على الكثيرين وجعلهم إمّا يتخلّون عنه ويتركونه في الشارع وإمّا يبقونه لديهم ولكن مع التّقليل من احتياجاتهم.

يقول صاحب أحد المحال الّتي تقدّم خدمات واستشارات طبّية وتبيع مستلزمات خاصة بالحيوانات: “العناية بالحيوانات الأليفة ضرورية للغاية وأمر أساس لدى اقتناء أي حيوان، ولكن بالطّبع الأزمة الاقتصادية أثرّت بصورة كبيرة على القدرة الشرائية للبنانيين ولذلك أصبحوا يقصّرون في شراء مستلزمات الحيوانات أو التخفيف من زيارتها للطبيب البيطري”.

ويضيف: “طعام الحيوانات مثلاً أصبح باهظ الثّمن لأنّه مستورد من الخارج وبالدولار الأميركي فأصبح الكثيرون يطعمون حيواناتهم من طعام المنزل والفضلات المتبقّية وهذا يُضر بصحّة الحيوان الذّي يختلف نظام غذائه عن الانسان”.

ويشير الى أنّ “موضوع تّبنّي الحيوانات الأليفة أصبح أكثر توفيراً من شرائها، فهنالك الكثير من القطط أو الكلاب مثلاً يأتي من الخارج وسعره يكون بالدولار الأميركي، لذا بطبيعة الحال خفّ الطّلب عليها. حتّى الاستشارات الطّبية للحيوانات قّلت كما اللّقاحات. ومن الضروري للحيوان أن يتلّقى عدّة لقاحات سنوّية لكي تحميه من الأمراض الّتي يمكن أن تنهي حياته، ولكن العديد من الأشخاص أيضاً استغنوا عنها وأصبحوا يعتبرونها غير ضرورية ويكتفون بمعالجة الحيوان فقط عند اصابته بمرض”.

أمّا أصحاب الحيوانات الأليفة فمنهم من يرفض الاستغناء عن حيوانه الأليف ويحاول قدر المستطاع تقديم الخدمات الصحية والغذائية له. وتؤكد لين التي تملك كلباً منذ حوالي أربع سنوات أنّها متعلّقة به للغاية ومن أولوياتها أن تؤمّن له كل شيء “فهو روح وحرام أن لا نعتني بها”، لافتة الى أنها تحاول أن توزّع مصروفها بحيث يكون للكلب جزء خاص به لكي تؤمن له كل شيء.

شارك المقال