“الفالنتاين”… بين ضحايا الزلزال

حسين زياد منصور

لم يكن ضرر الزلزال على الأراضي التركية والسورية وحسب، وصحيح أن أصداءه وارتداداته وصلت الى لبنان والعراق والأردن وفلسطين، الا أنه هز اللبنانيين جميعاً، وجعلهم يشعرون بالخوف، وأي هزة وإن كانت درجاتها قليلة، تبث الرعب في نفوسهم، وأصبحوا يحسبون لها ألف حساب.

ارتدادات الزلزال غيّرت مسار بعض اللبنانيين خلال الأيام المقبلة، بعد أن تملكهم الرعب والخوف من المجهول، فكانت احتفالات عيد العشاق في 14 شباط ضحية أخرى تضاف الى قائمة ضحايا الزلزال. اذ ألغى عدد من الفنانين حفلاتهم، حداداً على من قضوا بسبب هذه الكارثة، وكذلك المقاهي والمطاعم، فارتدادات الزلزال في لبنان جعلت الناس تشعر بالخوف، ما دفع عدداً منهم الى إلغاء حجوزاتهم في أماكن السهر.

علي صاحب أحد المقاهي، وضع برنامجاً خاصاً لليلة 14 شباط، وتلقى الكثير من الاتصالات للحجز، الا أن البعض عاد وألغاه قبل أيام من عيد “الفالنتاين”، وعند سؤاله عن السبب كانت الإجابة موحدة: “نفضل الاحتفال في المنزل في ظل وجود خطر الهزات والزلازل، خيفانين تصير هزة بنفس الليلة”.

الأمر نفسه ينطبق على سهيل، الذي يمتلك مطعماً صغيراً يقدم الوجبات على أنواعها، فقد أعد سهرة “رومانسية” كما يحب أن يسميها، فإلى جانب الطعام الذي سيقدمه في ليلة عيد الحب، طلب من أحد الفنانين الغناء في مطعمه، وكل ذلك بأسعار متدنية لجذب الزبائن، لكن ما حصل مع علي تكرر معه، اذ حجزت طاولات المطعم بأكمله، لكنه تلقى بعض الاتصالات لالغاء الحجز.

فنانون يتضامنون

وتضامناً مع ضحايا الزلزال في سوريا، ألغى عدد كبير من الفنانين العرب حفلاتهم المقررة في عيد الحب، وبعضهم تبرع بمبالغ لمساعدتهم. ووصف الكثير من المتابعين ذلك بالتجسيد المتكامل للأخوة الحقيقية العربية والانسانية، معتبرين أن الأخلاق والآداب والقيم الانسانية والاجتماعية تسمو فوق كل شيء خصوصاً في أوقات المصائب، مثل الكارثة الانسانية التي ألمت بدولتي سوريا وتركيا.

وهناك فنانون تبرعوا بالأموال لاغاثة المتضررين من الزلزال، من جنسيات عربية مختلفة، وبعد تأجيل حفل ناصيف زيتون ورحمة رياض في أبو ظبي، أعلن مدير فرقة زيتون مروان الأدهم عبر صفحته على “فيسبوك” أن الأخير تبرع بـ 360 مليون ليرة للضحايا، وتبرعت النجمة نجوى كرم بمليوني دولار للضحايا، وكذلك النجمة السورية سلاف فواخرجي وطليقها الممثل وائل رمضان تبرعا بمبلغ 21 مليون ليرة سورية للمتضررين في بلدهما، اما تيم حسن فتبرع بمبلغ 107 ملايين ليرة سورية، وبحسب ما أعلنت نقابة الفنانين السوريين أن بسام كوسا تبرع بمبلغ 15 مليوناً، والثنائي حسام جنيد وإمارات رزق تبرعا بـ 200 مليون ليرة سورية، ونادين خوري بمبلغ 20 مليون ليرة سورية، كما تبرع آخرون من دون الكشف عن المبالغ مثل رنا الأبيض ورنا العضم.

اما الفنانة نانسي عجرم، فنفى المنتج يوسف حرب، إلغاء حفلاتها التي ستحييها في الولايات المتحدة وكندا، مؤكداً أن الجولة الفنية ستتم في الموعد المحدد مسبقاً، وأنه، بالاتفاق مع نانسي، سيتم التبرع بجزء من عائدات هذه الحفلات للمتضررين، وسينظم مزاد خيري مع كل طرف، لجمع أكبر مبلغ من المال يدفع للأسر المنكوبة.

وأدى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا الى سقوط آلاف القتلى والجرحى، وتشريد الكثير من منازلهم ونزوحهم داخل أراضيهم التركية والسورية.

شارك المقال