الذكاء الاصطناعي يستبدل الوظائف… هل يحل محل البشر؟

تالا الحريري

أثار ظهور الذكاء الاصطناعي الجدل منذ اليوم الأول خصوصاً بوجود chatgpt وتطور الروبوتات إلى حد كبير بحيث يمكنها القيام بعمل الانسان بدقة أكثر ومن دون مقابل مادي. هذا الأمر أقلق الكثيرين من إمكان سيطرة الذكاء الاصطناعي على المهن كافة وحينذاك لا يعود للانسان أي داعٍ. وعدا عن وظيفة الذكاء الاصطناعي في الأعمال التقنية، استطاع أيضاً استنساخ الأصوات وتقليد الحركات حتى شهدنا روبوت على هيئة مذيعة بإمكانها تقديم نشرة الأخبار بصوت متمرس من دون أخطاء لغوية أو تلعثم، كما أنّ تفاصيل وجهها لا تفرق عن وجه الانسان بتاتاً. ويبقى السؤال هل فعلاً سيقضي الذكاء الاصطناعي على الموارد البشرية؟ وهل يمكن للاقتصاد العالمي الاعتماد عليه والتخلي بصورة كاملة عن الانسان؟

بالطبع لا يمكن إنكار أهمية هذا التطور الذي وصلنا اليه، ففي الجزء الأكبر من القضية، سهّل الذكاء الاصطناعي عمل الانسان نوعاً ما وساعده في الحصول على نتيجة مُرضية، ما زاد من انتاجيته كما أنّه بات ملجأ الكثيرين في الاستناد إلى المعلومات والمساعدة في كتابة النصوص وغيرها. لكن عيوب chatgpt ظهرت في محطات معينة، فبعد البحث والتدقيق في قدرة الاعتماد التام عليه، تبين أنّ معظم ما يقدمه ليس دقيقاً أو صحيحاً، لذلك فانّ ذكاء الانسان لا يزال متقدماً على الذكاء الاصطناعي، ويمكن أن يكملا بعضهما البعض لكن في الوقت الحالي لا يمكن الاعتماد بصورة تامة على الذكاء الاصطناعي.

أوضح المستشار في أمن وتكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي رولاند أبي نجم لـ”لبنان الكبير” أنّ “الكثير من الدراسات المضادة في موضوع الذكاء الاصطناعي وقدرته على استبدال اليد العاملة، ستظهر في طبيعة الحال، لكن في النهاية هناك دراسات وواقع. في الفترة الأخيرة باتت هناك القدرة على استبدال عدّة وظائف مع وجود الذكاء الاصطناعي وذلك لأسباب عديدة من بينها الوضع الاقتصادي العالمي والشركات التي تتكبد خسائر كبيرة تحديداً شركات التكنولوجيا. وهذا موجود في أرقام تسريح الموظفين التي قامت بها شركات مواقع التواصل وشركات التكنولوجيا وشركات أخرى مثل أمازون وغيرها الكثير، وهذا أكبر نقيض للناس التي تقول إنّ الذكاء الاصطناعي لن يستبدل الوظائف، اذ سيفتح مجالات لوظائف جديدة، فاذا أردنا الحديث عن اليد العاملة (يعني الأشخاص الذين يعملون بأياديهم) يمكننا مثلاً استبدال الوايتر بالروبوت، كما أنّ مجال التصنيع صار كله روبوتات، وكل شيء يتم من خلال اليد العاملة بات بالامكان استبداله بروبوت. اذا اطلعنا على الوظائف التي تحتاج إلى عمل روتيني كالمحاسبة أو المحاماة وغيرها، أيضاً يمكن للذكاء الاصطناعي استبدالها. هذا كله بالذكاء الاصطناعي التوليدي (generative ai) مثل chatgpt وغيره المتعلق بكتابة النصوص”.

وأشار الى أن “هذا الذكاء الاصطناعي التوليدي بات قادراً على كتابة سيناريو كامل لفيلم ويمكنه القيام بفيلم كامل من شخصيات وأماكن وغيره من العناصر. ونتحدث أيضاً عن general ai، الفرق بينه وبين generative ai، أنّ الأول وهو الذكاء الاصطناعي العام بات يمكننا أن ندخل عليه common sense الانسان) العقل السليم). يعني كان الذكاء الاصطناعي سابقاً غير قادر على القيام بوظائف مثل الطبيب النفسي، لكن الذكاء الاصطناعي العام حالياً الذي لا يزال في بداية مراحله يمكن أن يصل الى مرحلة يكون لديه common sense الانسان، فبرأيي تلك الدراسات المضادة غير واقعية أو منطقية”.

شارك المقال