تعرفة السرفيس تنضم إلى السوق السوداء

تالا الحريري

السرفيس الذي كان بـ٢٠٠٠ ليرة يرتفع تدريجياً يوماً بعد يوم مع النقص في المحروقات وارتفاع أسعارها ليتخطى عتبة الـ10 آلاف أو 15 ألف ليرة، وبات المواطن الذي يستقل السرفيس يحسب ألف حساب كل يوم. وصار السؤال الرائج بين المواطنين “أديه السرفيس اليوم”؟ ورد السائقين البديهي “شو منعمل روحوا شوفوا الغلاء”.

أزمة البنزين والتعبئة بالقطارة للسيارات والانتظار لساعات طويلة، جعلت السائقين العموميين يسعّرون حسب السوق السوداء أو بالمصطلح الأصح على هواهم.

فمن منا كان يتوقع أن النقل العمومي قد يصبح مكلفاً أكثر من مصاريف امتلاك سيارة؟ وماذا يقول المعنيون بخصوص أزمة النقل؟ وهل من حل للسائقين والمواطنين؟

طليس: اتفقنا مع دياب وبانتظار التنفيذ

يقول رئيس “اتحادات النقل البري” بسام طليس لـ”لبنان الكبير” حول آليات دعم قطاع النقل البري: “هذا الموضوع نعمل عليه في الوقت الحالي، وهناك اتفاق خطي بيننا وبين رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، ونقوم بالضغط حتى يبدأ التنفيذ بهذا الاتفاق، حتى لا ننتقل إلى اعتماد تعرفة جديدة. يلي علينا عملناه ورئيس الحكومة وافق لكن ربما لا يريد التنفيذ.” ويضيف: “هناك اجتماعات واتصالات ستتم خلال يومين، ومن الآن حتى الاثنين سيكون لدينا موقف بخصوص هذا الموضوع.”

وحسب طليس، خطة الدعم المطروحة هي أن يتم إعطاء “بونات” بنزين للسائقين العموميين بسعر مدعوم، ومبلغ 500 ألف ليرة للسائق بدل صيانة وبدل قطع غيار لأنها بالعملة الأجنبية.

أمّا عن تعرفة السرفيس التي بدأ الجميع يعتمدها، يوضح طليس: “التسعيرة الرسمية الحالية هي 6 آلاف ليرة، الآن ما يحدث هو اعتماد السائقين سوق سوداء في التعرفة نتيجة السوق السوداء في المحروقات، أمّا إذا اعتُمدت خطة الدعم، فستكون التعرفة 6 آلاف وما دون، وعلى السيارات العمومية الالتزام بالتعرفة الرسمية الصادرة عن وزارة الأشغال. لكن إذا لم تُعتمد الخطة، وأنا لا أميل إلى الاضراب، سنعمل مع وزير الأشغال على وضع تعرفة جديدة تتناسب مع أسعار المحروقات وطبعاً ستكون موجعة للناس والعمال.”

زنتوت: قطاع النقل بحاجة إلى دراسة

وللإضاءة على مؤسسات النقل الخاصة ولمعرفة معاناتها في ظل أزمة المحروقات، يقول خليل زنتوت من “مؤسسات أحمد الصاوي زنتوت”: “نحن لدينا محطة بنزين مخصصة لباصاتنا، أما المازوت فلدينا كميات قليلة لا تتجاوز الـ10 آلاف ليتر، تكفينا لمدة اسبوع أو 10 أيام. طبعاً نواجه ذلك بصعوبة مثل كل الناس التي تواجه المشاكل، لكن ما زلنا نستطيع تأمين خدمة حوالي 3400 إلى 4000 مواطن.”

أمّا عن تعرفة النقل فيقول: “منذ شهرين حتى اليوم ما زلنا محافظين على تعرفة النقل عينها، ولكن هذا لن يستمر طويلاً، وذلك بسبب عدة عوامل منها أزمة المازوت، رواتب الموظفين وقطع غيار الباصات. فأحياناً نضطر إلى أن نستخدم قطعاً مستعملة حتى نبقى قادرين على تلبية الخدمة. أمّا الموظف، فلن يقبل أن يتقاضى الراتب عينه الذي كان يتقاضاه سابقاً. جميعنا نعرف أن كلفة النقل ارتفعت لكن الرواتب ما زالت كما هي أو ارتفعت بنسبة ضئيلة جداً.”

إقرأ أيضاً: قطاع النقل البري في خطر في حال رفع الدعم عن المحروقات

ويضيف: “هناك عدة أنواع من الباصات مثال باص خط واحد من صيدا إلى بيروت وكلفة النقل فيه 7000 ليرة، أمّا الباص الذي ينقل الركاب طوال الطريق فكلفته اقل بحوالي 3000 إلى 4000 ليرة.”

وحسب زنتوت، فإن “المواطنين الذين يلجأون اليوم إلى النقل العام ارتفع عددهم إلى نحو 4000 مواطن، هذا يعني أن الاقبال زاد على الباصات بعد ارتفاع تعرفة السرفيس أو حتى عدم القدرة على تأمين بنزين للسيارة”.

ويختم زنتوت: “ما يصير في البلد ارتجال، الدولة لا تدرس الموضوع ولا تخطط ولا تقرر بناء على دراسات علمية، بل تتخذ قرارات ارتجالية. نحن بحاجة إلى دراسة لقطاع النقل ككل، فهذا القطاع مهم جداً، لانه يخفف عن الناس ويقلص استعمال الوقود والسيارات.”

شارك المقال