مفاعيل عدم الاستقرار تنعكس سلباً على الاقتصاد وحركة الأسواق

راما الجراح

وضعت الحرب على غزة وتصاعد التوترات الأمنية على الحدود الجنوبية قطاع تجارة التجزئة ومحال بيع السلع والمنتجات الكماليّة أمام تحدٍ كبير، وبدأت تظهر المخاوف من احتمالية توسع رقعة الحرب ما انعكس بصورة مباشرة على غياب المستهلك عن هذه الأسواق الحيوية، وباتت الحركة خجولة جداً. ويوماً بعد يوم نشهد على شلل قطاع حيوي جديد في لبنان.

انعدام المبيعات في محال الألبسة، والأقمشة، والأدوات المنزلية وغيرها من الكماليات دفع عدداً من التجار الى اتخاذ قرارات صرف الموظفين بسبب عدم تحمل أعباء مصاريفهم، ومنهم من لجأوا إلى إقفال محالهم للحد من تكبد خسارات إضافية، وقد يكون الوضع أكثر فداحة في حال لم يستقر الوضع الأمني.

كبي: الحركة في شهر أصبحت خجولة جداً

وأكد رئيس لجنة الأسواق في جمعية تجار بيروت رشيد كبي عبر موقع “لبنان الكبير” أن “هناك تصعيداً دائماً على الحدود الجنوبية ما أدى إلى الحد الكبير من إقبال الناس على الأسواق لا سيما مؤسسات وشركات الكماليات، ويمكن القول ان أسواق بيروت أصبحت شبه خالية بكل أسف، واليوم هناك أولويات محدودة من تأمين لقمة العيش، فواتير الكهرباء والأدوية، وبعدها يمكن الذهاب إلى الكماليات في حال الاستطاعة. في هذه الفترة تراجعت الأسواق بما نسبته ٢٠٪ من أصل الـ ٣٠٪ التي كنا نعمل بها في شهر أيلول، بما معناه في شهر واحد الحركة أصبحت خجولة جداً”.

وأشار الى أن “التصريحات التي نسمعها زادت من خوف الناس، وباتت المحال التجارية غير قادرة حتى على تحمل أعباء الموظفين في ظل تراجع الاقبال عليها، وفي حال استمرار الوضع على هذا النحو لمدة شهر من دون مجيء نسبة من المغتربين في عطلة رأس السنة والذين يلعبون دوراً مهماً في تحريك العجلة الاقتصادية، سينكمش اقتصاد لبنان بصورة كبيرة وسينهار أكثر فأكثر”، معرباً عن أسفه لأن “الموازنة اليوم تحمل ضرائب وأعباء مخيفة لا يمكن تحملها، والأشقاء العرب في هذه الأوقات الصعبة التي يمر بها لبنان لا يحاولون دعمنا بأي طريقة بعدما كانوا يشكلون سنداً أساسياً لنا”.

أبو دياب: الخسائر ٢٥ مليون دولار يومياً

أما الخبير الاقتصادي أنيس أبو دياب فقال: “نحن في حالة ترقب وانتظار الحرب، وهذا الوضع له مفاعيل أقل من مفاعيل الحرب ولكن لا شك تنعكس سلباً على الاقتصاد اللبناني. صدر بيان عن الهيئات الاقتصادية منذ أسبوع يشير إلى أن ٩٠ في المئة من تجارة الكماليات تراجعت، كذلك الأمر تراجع الاقبال على المطاعم بنسبة ٧٠ في المئة، كما أن نسبة الاشغال في الفنادق لا تتجاوز الـ ١٠ في المئة، وبالتالي هذه خسائر تُقدّر بنحو ٢٥ مليون دولار يومياً. ناهيك عن أن أسواق المواد الغذائية كانت نشطة منذ أسبوعين بسبب تهافت الناس على التخزين للحرب، ولكن اليوم أصبح هناك تراجع في الحركة”.

أضاف أبو دياب: “كانت لدينا نسبة سياحة من أوروبا الشرقية بحسب المراجع المعنية بالسياحة في لبنان، وكانت هناك حجوزات في هذين الشهرين بالاضافة إلى المؤتمرات وسياحة رجال الأعمال، وللأسف تراجعت بصورة كبيرة إلى حد التوقف عن السفر إلى لبنان. الخوف حالياً بدأ يتفاقم أكثر عند أصحاب المؤسسات السياحية تحديداً من أن يكون موسم الشتاء أي الميلاد ورأس السنة خاسراً، وهذا يُقدّر بمليار ونصف الميار دولار”.

واعتبر أن “الوضع غير مشجع من الناحية الاقتصادية حتى بدأنا نرى ضغطاً على صرف الدولار، والشح في الدولار سيؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وإيرادات الدولة الناتجة عن الرسوم الجمركية وغيرها بدأت بالتراجع بسبب هذه الأوضاع أيضاً”.

شارك المقال