“إكسبو ٢٠٣٠” انجاز جديد لـ “رؤية ٢٠٣٠”… القيادة السعودية تفرض حضوراً عالمياً للمملكة

هدى علاء الدين

تتويجاً لرؤيتها الفريدة وفي خطوة مهمة لتعزيز مكانتها كقوة عالمية رائدة، فازت العاصمة السعودية الرياض، باستضافة معرض “إكسبو 2030″، من الجولة الأولى للتصويت بـ 119 صوتاً متفوقة على مدينتي روما الايطالية وبوسان الكورية الجنوبية، في التصويت الذي أجراه المكتب الدولي للمعارض، الذي يشرف على تنظيم معارض “إكسبو” العالمية.

وعبّر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن استعداد المملكة لاحتضان العالم في “إكسبو الرياض 2030”. واعتبر أن الفوز يأتي ترسيخاً لدور السعودية الريادي والمحوري والثقة الدولية التي تحظى بها، مشيراً إلى أن المملكة ستبذل قصارى جهدها لتقديم نسخة استثنائية وغير مسبوقة من معرض “إكسبو”، وستسخّر أحدث التقنيات وتجمع ألمع العقول للاستثمار الأمثل للفرص وطرح الحلول للتحديات التي تواجه العالم.

وكانت المملكة قد تقدمت بطلب لاستضافة الاكسبو في مدينة الرياض، تحت شعار “حقبة التغيير: معاً نستشرف المستقبل”، مركزة على ثلاثة محاور هي “غد أفضل” و “العمل المناخي”، و”الازدهار للجميع” لتشكل معاً إطاراً مترابطاً لمعالجة التحديات الدولية المشتركة في المجالات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية والاجتماعية والتكنولوجية، وذلك بهدف إبراز دورها في قيادة العالم نحو مستقبل مستدام.

وبحسب الدولة المنظمة، تتركز الجهود العالمية على جدول أعمال الأمم المتحدة 2030 وأهداف التنمية المستدامة، والتي تتطلب جهوداً تعاونية باستمرار سواء من الحكومات أو المجتمعات. وعليه، سيكون معرض الرياض “إكسبو 2030” بمثابة فرصة لدرس أثر نتائج هذه الخطة وأهدافها على تحقيق الأهداف العالمية على مدى الأعوام الـ20 المقبلة.

فما هي أهمية استضافة معرض “إكسبو 2030″؟

تشكل استضافة المملكة لمعرض “إكسبو الدولي 2030” في مدينة الرياض حدثاً مهماً يعكس مكانة المملكة كقوة اقتصادية وثقافية عالمية. ويعود ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها:

  1. التوقيت المناسب: سيتزامن المعرض مع عام تتويج رؤية 2030، ما يمنح المملكة فرصة استثنائية للكشف عن الانجازات المتعلقة بتحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام، تنويع الاقتصاد من خلال الاستثمار في القطاعات غير النفطية وخلق فرص عمل، تحسين جودة الحياة للمواطنين والمقيمين، تعزيز موقع المملكة كوجهة سياحية عالمية، تطوير البنية التحتية والقطاعات الحيوية وبناء مجتمع حيوي.
  2. الأهمية الاقتصادية: من المتوقع أن يحقق “إكسبو 2030” فوائد اقتصادية كبيرة للمملكة تتمثل في جذب أكثر من 25 مليون زائر وخلق فرص عمل جديدة في قطاعات السياحة والضيافة والبناء، فضلاً عن جذب الاستثمارات الأجنبية وتعزيز مكانة السعودية كمركز اقتصادي عالمي ورافعة اقتصادية رائدة في العالم.
  3. الأهمية الثقافية: سيوفر المعرض فرصة للمملكة للتعريف بثقافتها وتراثها وإبراز تنوعها الثقافي للعالم، بحيث يهدف “إكسبو 2030” إلى إبراز الثقافة السعودية والعربية للعالم من خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات والبرامج الثقافية التي ستسلط الضوء على التراث والتاريخ والتنوع الثقافي للمملكة.

وتبلغ ميزانية إكسبو الرياض 7.8 مليارات دولار، وتشمل خطط السعودية لاستضافته إنشاء موقع جديد للمعرض على مساحة 6 ملايين متر مربع، وتطوير شبكة من وسائل النقل العام لربط الموقع بالمدينة، فضلاً عن إطلاق مجموعة من المبادرات والبرامج التي تدعم أهداف التنمية المستدامة. ومن المتوقع أن يستقطب المعرض حوالي 40 مليون زائر ومليار زيارة عبر الواقع الافتراضي مع مشاركة 246 هيئة غير حكومية، على أن تبلغ الايرادات بما فيها عائدات التذاكر أكثر من 1.5 مليار دولار.

أتى فوز السعودية باستضافة الاكسبو بمثابة تتويج للجهود الحثيثة التي بذلتها المملكة لتحقيق أهداف رؤية 2030. وقد عكست هذه الانجازات متانة الاقتصاد السعودي ومكانته الرفيعة بين الدول القيادية على مستوى العالم، عززتها أرقام ومؤشرات إيجابية مالية واستثمارية واجتماعية غير مسبوقة، والتي تجاوزت خلالها العديد من الأهداف التي تم تحديدها في رؤية 2030، أبرزها نمو الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 8.7 في المئة عام 2022، وهو الأعلى بين دول مجموعة العشرين، انخفاض معدل البطالة بين السعوديين إلى 8 في المئة، ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 34.5 في المئة، تحقيق المرتبة 17 عالمياً في مؤشر التنافسية العالمية، ارتفاع تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر للسعودية إلى 29.6 مليار ريال، بلوغ ناتج المملكة المحلي الاجمالي بالأسعار الجارية نحو 1.11 تريليون دولار، وارتفاع حصة الاقتصاد السعودي من الاقتصاد العالمي إلى 1.1 في المئة، لتكون جميعها القوة الدافعة لاختيار الرياض المدينة الأمثل لهذا الحدث العالمي.

تفرض المملكة العربية السعودية نفسها اليوم رقماً صعباً على الساحة العالمية، بحيث يمثل “إكسبو الرياض 2030” استثماراً ضخماً في مستقبلها الذي أرادته على مستوى رؤيتها الطموحة القائمة على تعزيز مكانها كمركز عالمي للابتكار والنمو الاقتصادي. كما يعكس التزام قيادتها ببناء مستقبل أفضل للمملكة والعالم وتوفير منصة عالمية للابتكار والتعاون تكون من خلالها مركزاً استراتيجياً لتبادل الأفكار والحلول لمختلف القضايا العالمية.

شارك المقال