خاص

تباينات انتخابيّة في 4 دوائر بين قياديين من “التيار”

على الرغم من الورقة الايجابية التي استفاد منها “التيار الوطني الحرّ” من خلال نجاح مسعى التحالف مع “الثنائي الشيعي” في دوائر عدّة انتخابية بما يخوّله الفوز بمقاعد إضافية في بعض المناطق اعتماداً على فائض أصوات حلفائه، وخاصة على صعيد دائرة “بيروت الثانية” وعدد من دوائر البقاع، فإنّ التحديات التي تحيط بالتيار “البرتقالي” تبدو داخليّة أكثر منها تحالفية لجهة التباينات القائمة على صعيد اختيار المرشحين النهائيين على اللوائح. ويتلازم هذا الواقع مع أكثر من دائرة في جبل لبنان على وجه التحديد، بما أدى الى تأخير إعلان المرشحين النهائيين لاعتبارات قائمة حول “الحيرة” لجهة معرفة المرشح الأنسب على صعيد بعض المناطق أو الكباش بين عدد من المرشحين في الدائرة نفسها.

وعلم “لبنان الكبير” أن أولى الدوائر التي تشهد نوعاً من “الحيرة” لناحية اختيار مرشحيها هي دائرة “جبل لبنان الأولى” (كسروان – جبيل)، حيث الاتجاه نحو اختيار الوزيرة السابقة ندى البستاني كمرشحة أساسية على اللائحة، في وقت كان النائب روجيه عازار قد أعلم قيادة “التيار الحرّ” بأنه لا يعتزم الترشح لدورة انتخابية جديدة لأسباب خاصة منذ أكثر من 8 أشهر. ولكن، هناك مجموعة اعتبارات قد تفرض إعادة النظر في الترشيحات باعتبار أن البستاني ليست ناشطة مجتمعياً بالشكل المطلوب على مستوى المنطقة. كما أن أهالي كسروان ليسوا على معرفة عميقة بها على عكس عدد من الوجوه المحسوبة على التيار التي تنشط على مستويات اجتماعية وشخصية وخدماتية في المنطقة. وأشارت المعطيات الى أن عازار كان تلقى اتصالات من شخصيات كبرى على صعيد العهد تحضه على الترشح، في وقت تتمثل نقاط قوته في أنه رجل أعمال موجود على الصعيد الخدماتي والحراك الاجتماعي في المنطقة، بما قد يشكل عامل أمان أكبر بالنسبة الى “البرتقاليين” على الرغم من غياب البصمة الشخصية على صعيد ولايته النيابية. وعلم أن عازار لم يحسم خياره لناحية إمكان العودة عن قراره والترشح في كسروان نتيجة التشجيع الداخلي الذي يتلقاه لخوض الانتخابات. وتجدر الاشارة الى أنه ليس ثمة انقساماً شخصياً ما بين عازار والبستاني في الدائرة، بل تباين في مقاربة عدد من كوادر التيار في المنطقة حول المرشحين الأفضل.

ومن دائرة “جبل لبنان الأولى” إلى دائرة “جبل لبنان الثالثة” (بعبدا) مع إعلان النائب حكمت ديب استقالته من “التيار الوطني الحر” نتيجة “قشّة قصمت ظهر البعير” في ما يخصّ خيار رئاسة التيار لجهة المرشّحين للاستحقاق الانتخابي النيابي. ولم يتردّد ديب في الإعلان صراحة عن علاقة غير جيدة بينه وبين رئيس التيار جبران باسيل، كما إشارته إلى ما سمّاه استبدال “المناضلين” بمجمومة من “المتمولين”. ولا يعتبر مراقبون أنه يمكن الاستهانة بقرار خروج ديب من التيار الذي رتّب نوعاً من الاعتراض في صفوف عدد من المؤيدين والمقربين على امتداد المناطق، بما عكس نوعاً من علامات استفهام حول كيفية تعامل فئة من الجمهور مع مقاربة الاستحقاق الانتخابي.

وبالانتقال إلى دائرة “جبل لبنان الرابعة” (الشوف – عاليه)، يتظهّر بحسب معطيات “لبنان الكبير” أن هناك نوعاً من التباين المتصاعد بين النائب ماريو عون وقيادة التيار لجهة التكتيك الذي تعتمده في الدائرة وعدم التنسيق معه بالشكل المطلوب، على الرغم من أنه نائب المنطقة في وقت تمثّل الدامور “خزّان البرتقاليين” الشعبي الأساس في الشوف. وعلم أن هناك اتجاهاً نحو تجيير الأصوات العونية الحزبية في الدائرة لمصلحة كلّ من المرشح غسان عطا الله عن المقعد الكاثوليكي في الشوف، والمرشح فريد البستاني من دير القمر عن أحد المقاعد المارونية الثلاثة في الشوف، بما يعني انخفاض عدد الأصوات التفضيلية لمصلحة المرشحين الآخرين، علماً أن المعطيات تؤكد عدم حسم ترشيح ماريو عون حتى اللحظة من عدمه أيضاً. وينتظر ما يمكن أن يتظهّر في الأيام المقبلة لناحية حسم هذا القرار، مع العلم أن النائب الداموري كان أطلق صافرات إنذار تحذيرية أمام أكثر من شخصية حول الارتدادات التي يمكن أن تنعكس في حال إهماله ومنطقته انتخابياً وتصويتاً.

وإلى دائرة “الجنوب الأولى” (صيدا – جزين)، حيث ثمة تباينات انتخابية قائمة على صعيد كلّ من النائب زياد أسود والنائب السابق أمل أبو زيد. وعلم “لبنان الكبير” أن أسود يعتزم الترشح للانتخابات كمرشح “تياريّ” أساس، في وقت تعزو الأجواء العامة الأخبار التي تحوم حول استبعاده أو عدم ترشحه الى التسريبات المضلّلة التي تقودها ماكينة مقابلة له ومتضررة من حلوله في المراتب المتقدمة على صعيد “التيار الوطني الحرّ” في جزين، مع تأكيد الاتجاه نحو خوضه استحقاق الانتخابات النيابية على لوائح التيار.

زر الذهاب إلى الأعلى