مقتل عاملي الاغاثة في غزة يزيد السخط الأميركي على اسرائيل

لبنان الكبير

زاد مقتل عاملي الاغاثة الأجانب في غارة إسرائيلية في قطاع غزة، من حدة التوتر في العلاقات بين واشنطن وحليفتها، ومن السخط الأميركي على إسرائيل، التي تختار عمداً تجويع المدنيين، وفق منظمات دولية، في وقت يعيش سكان شمال غزة على “أقل من علبة فاصوليا” في اليوم.

ويجري الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مكالمة هاتفية اليوم الخميس، وتعود آخر محادثة بينهما إلى 18 آذار الماضي، وجرت كذلك في سياق متوتر على خلفية تدهور الوضع الانساني في القطاع الفلسطيني المحاصر والمهدّد بالمجاعة، حيث قُتل 33037 فلسطينياً خلال ستة أشهر من الحرب، وفقاً لحركة “حماس”.

وازداد التوتر في العلاقات مع إصدار مجلس الأمن الدولي في نهاية آذار قراراً يدعو إلى “وقف فوري لإطلاق النار”، من غير أن تستخدم واشنطن حق النقض (فيتو) ضدّه، الأمر الذي أثار غضب إسرائيل وحمل نتنياهو على الإحجام عن إرسال وفد كان من المقرّر أن يتوجّه إلى واشنطن للقاء بايدن وإجراء محادثات حول عملية عسكرية تعتزم إسرائيل شنها في مدينة رفح.

ثمّ جاء مقتل العاملين السبعة في منظمة “المطبخ المركزي العالمي” (وورلد سنترال كيتشن) في غارة إسرائيلية الإثنين، ليزيد السخط الأميركي على إسرائيل. وتتخذ هذه المنظمة من الولايات المتحدة مقرّاً، وتقدّم الامدادات لسكّان غزة الذين يعانون من الجوع.

وفي هذا الاطار، أعرب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء خلال اتصال هاتفي مع نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، عن “سخطه” لمقتل العاملين في المجال الانساني، وفق البنتاغون.

وكان بايدن عبّر علناً عن “غضبه وحزنه” إزاء هذه الغارة، معتبراً أنّ إسرائيل لم تقم بـ”ما يكفي” لحماية المتطوّعين الذين يأتون لمساعدة السكان المدنيين في غزة.

“مخاوف” على رفح 

وشدد أوستن على ضرورة اتخاذ تدابير “فورية” و”ملموسة” لحماية العاملين في المجال الانساني والمدنيين الفلسطينيين في غزة، خصوصاً في شمال القطاع، مؤكداً أنّ مقتل موظفي الاغاثة “عزّز المخاوف” بشأن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، أعلن نتنياهو مرّات عدّة عن الاستعداد لتنفيذها.

وأفاد الجيش الاسرائيلي بأنّ أوستن وغالانت بحثا خططاً لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة، وناقشا “التهديد الذي تشكّله إيران وأنشطتها بالوكالة”، في إشارة خصوصاً إلى “حزب الله” والحوثيين في اليمن.

وكانت طهران توعّدت بالرد على الهجوم غير المسبوق الذي نسبته الى إسرائيل والذي طال مقرّ القنصلية الايرانية في دمشق الاثنين، ما أسفر عن مقتل سبعة من الحرس الثوري.

في إسرائيل، يخضع نتنياهو لضغوط متزايدة من الرأي العام، ويواجه تظاهرات تنظمها المعارضة وتشارك فيها عائلات الرهائن الغاضبة للمطالبة بالتحرك لإطلاقهم.

وعلى المستوى السياسي، دعا الزعيم المعارض بيني غانتس، عضو حكومة الحرب والمنافس الرئيسي لنتنياهو، الأربعاء إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة في أيلول.

“أقل من علبة فاصوليا”

في هذه الأثناء، أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم الخميس مواصلة عملياته في وسط قطاع غزة وفي خان يونس جنوب القطاع. وشهدت الليلة الماضية قتالاً وغارات جوية في وسط وجنوب القطاع، وأفادت وزارة الصحة التابعة لـ”حماس” عن مقتل 62 شخصاً جراء العمليات الاسرائيلية خلال الساعات الـ24 حتى صباح الخميس.

وقال أحد سكان مدينة غزة لوكالة “فرانس برس” الأربعاء لدى محاولته الحصول على مواد غذائية: “تسليم الطحين تأخّر وهناك نقص… وهناك أيضاً نقص في الخضار واللحوم وغيرها من المنتجات الأساسية مثل البقوليات والعدس والحمص”.

وقال مواطن آخر من غزة: “ننام في الشارع، في البرد، على الرمال، ونتحمّل المشقّة لتأمين الغذاء لعائلاتنا، وخصوصاً أطفالنا الصغار”.

ووفقاً لدراسة جديدة أجرتها منظمة “أوكسفام” غير الحكومية، يعيش سكان شمال غزة على 245 سعرة حرارية في اليوم، أو “أقل من علبة فاصوليا”، وهو ما يمثّل “أقل من 12 في المئة من الاحتياجات اليومية من السعرات الحرارية”، وفقاً للمنظمة.

وقال أميتاب بيهار المدير التنفيذي لمنظمة “أوكسفام” الدولية في بيان صادر عن المنظمة: “إسرائيل تختار عمداً تجويع المدنيين”.

في غضون ذلك، أعلنت منظمة “المطبخ المركزي العالمي” (World Central Kitchen) تعليق عملياتها في القطاع، في أعقاب الضربة التي تعرّض إليها عاملوها، ما يزيد المخاوف بشأن الوضع الغذائي لحوالى 2,4 مليون شخص.

وعقب هذا الاعلان، عادت سفينة ثانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية إلى المرفأ الذي انطلقت منه في قبرص بعدما وصلت قبالة سواحل غزة، بحسب موقع فيسل فايندر Vesselfinder.

وقدّرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنّ الضربة الاسرائيلية التي أسفرت عن مقتل سبعة عاملي إغاثة من المنظمة “لها خصائص الغارة الجوية الدقيقة، ما يشير إلى أن الجيش الاسرائيلي كان يقصد ضرب هذه المركبات”.

شارك المقال