“لاءات” بخاري بحضرة “التجدد”… وطهران تهدي ماكرون “سجينين”!

لبنان الكبير

تأكيداً على حيادية المملكة العربية السعودية في الشأن الرئاسي، استكمل السفير وليد بخاري أمس لقاءاته وزار مقر كتلة “تجدد” واجتمع مع مرشح المعارضة النائب ميشال معوض وأعضاء الكتلة، غداة استقباله رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فأثبت بذلك موقف دولته مجدداً، لا فيتو على أحد، لا دعم لأي مرشح، والمملكة لا تتدخل في شأن لبناني داخلي، وهي تحث فقط على إنجاز الاستحقاقات.

وفجأة، قامت طهران أمس بـ”بادرة إنسانية” تجاه باريس بإطلاق فرنسيين محتجزين لديها، ما استجلب لها الشكر من المسؤولين الفرنسيين وفي مقدمهم الرئيس ايمانويل ماكرون، لكن اللافت كان ما قاله وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان لنظيرته الفرنسية كاثرين كولونا التي اتصلت به شاكرة.

عبد اللهيان تحدث عن الجذور الثقافية والتاريخية العريقة التي تربط كلا البلدين، معتبراً النظرة الفرنسية التي تتسم بالواقعية حيال ايران “خطوة ايجابية”. وتناول التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ماكرون خلال زيارته الى الصين حول استقلالية استراتيجية بلاده، ما استثار الادارة الأميركية وحكومات أوروبية.

هذا التبادل الديبلوماسي الودي أثار حكماً أسئلة لا بد منها عن “المقابل” الذي ستقدمه باريس لطهران، والأهم: أين؟

داخلياً، أكد الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، أن سليمان فرنجية ليس مرشح صدفة بالنسبة إلى الحزب بل هو مرشح طبيعي وجدي، تاركاً الباب مفتوحاً أمام النقاش والحوار والتلاقي. وشدد على أن الحزب لا يفرض مرشحاً على أحد، وليرشح كل طرف أي اسم يريد، وليذهب الجميع إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس، متجانساً في هذا الموقف مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بترك الرئاسة للعملية الديموقراطية.

وفي خطاب متلفز، أعرب نصر الله عن اعتقاده أن “مجلس النواب اللبناني يمكنه أن يكمل التشريع بصورة طبيعية وليس تشريع الضرورة فقط، وحكومة تصريف الأعمال يجب أن تبقى تمارس أعمالها ضمن حدود الدستور على الرغم من كل الصعوبات ومشكورين على القيام بذلك”، متسائلاً: “هل لأحد أن يقارب بصحة وسلامة وصوابية الأحداث في لبنان بمعزل عن أحداث المنطقة؟”. وتوجه برسالة انفتاح إلى الدول العربية وعلى رأسها السعودية، قائلاً: “لا عداوات دائمة ويجب علينا كلبنانيين أن نستفيد من المناخات الايجابية في المنطقة”.

إلى ذلك، لا تزال الاتصالات بين معارضي فرنجية مستمرة من أجل الاتفاق على اسم مرشح موحد. وأشار عضو كتلة “تجدد” النائب أديب عبد المسيح في حديث تلفزيوني الى “أننا نسعى الى توحيد صفوف المعارضة والأسماء المطروحة هي جهاد أزعور وصلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزيف عون”، لافتاً إلى أن “الأوفر حظاً هو جهاد أزعور لأن التيار الوطني الحر لا يعارضه”.

في هذه الأثناء، نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية حديثاً نسبته إلى ديبلوماسي فرنسي قال فيه إن “ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قال نعم لماكرون من أجل فرنجية”. وأوضحت الصحيفة أن فرنجية “هو أولاً وقبل كل شيء مرشح التحالف الشيعي، حركة أمل وحزب الله، ومع ذلك فإنه يحافظ على علاقات ودية مع الخليج والولايات المتحدة. وبالنظر إلى أن فرصه قد تعززت بسبب التقارب المستمر بين المملكة العربية السعودية وسوريا، فإن الزعيم البالغ من العمر 57 عاماً يستشهد أيضاً بعلاقته الوثيقة مع الأسد، وهو صديق طفولته”.

وأشارت أوساط سياسية مواكبة لـ”لبنان الكبير” الى أن الحركة الاقليمية والدولية، على الرغم من حيادها، تدفع باتجاه انتخاب رئيس في أسرع وقت، وتترقب القوى السياسية خطوات متسارعة في هذا الاتجاه، وما تحدث عنه الرئيس نبيه بري عن انتخاب رئيس قبل 15 حزيران من ضمن هذه الأجواء، بحيث من المتوقع أن يشهد الاستحقاق الرئاسي زخماً كبيراً في الأسابيع المقبلة. وتوقعت مرجعيات سياسية أن يكون للبنان رئيس خلال شهر ونصف الشهر كحد أقصى، وإلا سيرحّل الاستحقاق إلى ما قبل نهاية ولاية قائد الجيش في الشتاء، عندها ستكون الأصابع قد قضمت على الآخر، ولا مكان للعض، فالاستقرار الأمني هو الركن الوحيد من الدولة الذي تبقى لهذا البلد، قائلة: “في الفترة المقبلة، خلي عينك عكليمنصو”، في إشارة إلى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، وما قد يقدم  عليه من خطوات ومواقف، وستكون لديه مقابلة الأسبوع المقبل، يتحدث فيها عن آخر التطورات، لاسيما في الاستحقاق الرئاسي.

قضائياً، يبدو أن العدل أصبح يفلت من القبضة العونية على عنقه، فبعد قصقصة جناحي القاضية غادة عون، قرر مجلس نقابة المحامين رفع الحصانة وإعطاء الإذن بملاحقة المحامي وديع عقل، في الدعوى المقدمة ضده من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، على اعتبار أنّها غير ناشئة عن ممارسة المهنة. وبالتالي أصبح العقل المدبر للملاحقات الأوروبية أمام المساءلة في لبنان وبلجيكا.

أما عن ملف اللجوء السوري الذي لا يزال يتفاعل في الأوساط اللبنانية، فأكد  وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين أن “هناك جدّية في هذا الملف والجو ايجابي جداً، وورقة التفاهم جاهزة وحاضرة وهناك جدية حول ذهاب ميقاتي الى سوريا”.

شارك المقال