fbpx

المعارضة تنتظر باسيل… وجنبلاط ينتظر القويين المارونيين “قدس الله سرهما”

لبنان الكبير
مجلس النواب اللبناني
تابعنا على الواتساب

احتفل لبنان بمرور عام على انتخاب المجلس النيابي الحالي، وعوض أن تأتي نتائج الانتخابات لصالح تطوير البلد، قسّمت المجلس إلى قوى متعددة، لا تسمح لفريق بأن يحسم الملفات لصالحه، بل هو مجبر على أن يتحالف مع فريق آخر كي يحقق مشروعه السياسي، ولهذا دخل البلد شهره السابع من دون رئيس للجمهورية. وازاء هذا الواقع، أطلق رئيس مجلس النواب نبيه بري مهلة تحذيرية بوجوب انتخاب رئيس جديد للجمهورية في مهلة أقصاها الخامس عشر من حزيران المقبل، في وقت انتظر المراقبون أن يسمعوا من رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط خلال مقابلته التلفزيونية مساء أمس موقفاً يحدد بوصلة المرشحين ويبدأوا بحسابات الأصوات، غير أنه كرر ما قاله سابقاً بأنه يفضّل السير بمرشح تسوية على أمل أن يتمكن رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع “قدس الله سرهما” من التوافق على اسم وسطي، مشدداً على عدم السير بمرشح تحدٍ سواء كان اسمه سليمان فرنجية أو ميشال معوض.

وبالنسبة الى بري، يبدو أنه حدد التاريخ وفق التطورات الأخيرة في البلد والمنطقة، بدءاً من الحراك الديبلوماسي المتعدد الجبهات وصولاً إلى ما يرتقب صدوره عن القمة العربية في الرياض، معطوفاً على التحذيرات من عقوبات قد تفرض على معرقلي الاستحقاق الرئاسي. هذه المؤشرات، بالاضافة إلى علاقات بري الواسعة، شغلت رادارات عين التينة، وأعطت مهلة تنتهي بعد شهر من اليوم. وتتساءل بعض الأوساط السياسية، إن كانت المهلة هي الطلقة الأخيرة قبل تخلي الثنائي الشيعي عن ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنحية، على مبدأ “أدينا واجبنا معك، ولكن الحظ لم يحالفك”. على أي حال، إلى الآن يصر الثنائي على فرنجية، ويطالب الفريق الآخر بتسمية مرشح، لحسم الأمر بالعملية الديموقراطية في مجلس النواب.

على الضفة الأخرى، ينقسم معارضو فرنجية إلى فريقين، المعارضة والتي تشمل “القوى السيادية” وبعض المستقلين إلى جانب التغييريين، و”التيار الوطني الحر” الذي أوقفت قوى المعارضة المواجهة معه، وتفاوضه على القبول باسم توافقي، بحيث يبدو أن حظوظ الوزير السابق جهاد أزعور تتقدم. ولكن رئيس “التيار” جبران باسيل لم يحسم أمره بعد، وتطالبه قوى المعارضة بأن يختار الضفة التي يريد أن يرسو عليها، معتبرة أنه لا يجوز أن يكون باسيل يفاوضها وهو في الحقيقة يناور “حزب الله”. وتتضارب المعلومات حول لقاء سيجمع باسيل برئيس وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا لمناقشة الملف الرئاسي اليوم الثلاثاء في ميرنا الشالوحي، ويفترض من خلال هذا الاجتماع أن ينتقل “حزب الله” إلى الخطة “ب” والبحث عن اسم بديل لفرنجية، وهذا ما يرفضه الحزب الذي لا يزال متمسكاً بترشيح الأخير، ولا يقبل التفاوض بشروط مسبقة عليه. وفي السياق نفسه، هل يمكن لباسيل المضي من دون “حزب الله”؟ فعلى الرغم من التباعد، يعلم باسيل أن أكبر قوة داعمة ورافعة له هي الحزب، فهل يمكن أن يتفق مع المعارضة وينتخب مرشحاً من دون أن يقبل به؟ المطلعون على العلاقة بين الطرفين يعتبرون أن باسيل يناور الحزب لمحاولة الحصول على مكتسبات تثبت له دوره في أي عهد مقبل، وعلى رأسها حاكمية مصرف لبنان.

وليس بعيداً، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية”: “ما دام الفريق الآخر يملك مرشّحاً، فليتفضّل الرئيس نبيه بري ويدعو الى جلسة انتخاب، ولماذا لا تكون الجلسة هذا الأسبوع؟”. وعن الاسم الذي سيصوّت له نوّاب “الجمهوريّة القويّة”، تحفّظ جعجع عن كشف أوراقه، معتبراً أنه ” لا يجوز في التكتيكات الانتخابيّة أن تكشف كلّ شيء. نحتفظ بما نملك من أسلحة حتى يحين الوقت المناسب، ولكن على رئيس المجلس أن يقوم بما هو مطلوب منه، أي أن يدعو الى جلسة في أسرع وقت”. وعمّا إذا كان توصّل الى اتفاقٍ مع “التيّار الوطني الحر”، خصوصاً أنّ المواقف التي صدرت عن نوّابٍ “قوّاتيّين” في هذا الشأن تراوحت بين الايجابيّة والسلبيّة، أجاب: “اسمحوا لي بأن لا أعلن اليوم عن أسماء أو عن توجّه، ولسنا مرغمين على ذلك في الوقت الحالي. ما يهمّ أنّنا في كامل الجهوزيّة لنذهب الى جلسة، وكنّا كذلك منذ الجلسة الأولى، ولكنّ فريق الممانعة يقوم بإسقاط ما يقوم به على الفرقاء الآخرين”.

ديبلوماسياً، قال السفير السعودي وليد بخاري: “نريدُ لبنان أن يكون كما كان واحة للفكر وثقافة الحياة وأن ينعم شعبه بالرخاء والازدهار”. وأشار بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب في قصر بسترس الى “أننا نتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن”.

بدوره، حث السفير الروسي الكسندر روداكوف المجلس النيابي على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، مؤكداً خلال جولة له في راشيا “أننا لا نتدخل في الشؤون اللبنانية، لكن يجب على الشعب اللبناني والنواب أن يختاروا رئيسهم وأن تتشكل الحكومة وتعمل على حل القضايا الاقتصادية كافة، كي ينعم الشعب اللبناني بحياة أفضل”.

إقليمياً، العنوان الأبرز هو القمة العربية في جدة بعد يومين، والتي تصادف عودة سوريا إلى الجامعة العربية، وفي السياق، وصل وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، مساء أمس إلى جدة حيث يترأس وفد بلاده للمشاركة في الاجتماعات التحضيرية للقمة المرتقبة في 19 الجاري.

ولدى وصوله إلى مطار جدة، قال المقداد: “إنّ عنوان هذه القمة العمل العربي المشترك، ونتطلع إلى المستقبل”. وعبّر عن “سعادته بوجوده في السعودية”، متمنياً “لهذه القمة كل النجاح”. وأوضح “أننا هنا لنعمل مع أشقائنا العرب على تحديد المعطيات لمواجهة التحديات التي نتعرض لها جميعاً”، مؤكدّاً أن “هذه فرصة جديدة لنا لنقول لأشقائنا العرب إننا لا نتطلع إلى الماضي، وإنما إلى المستقبل، وهناك الكثير من التحديات التي يجب أن نناقشها ونحشد قوانا العربية لمواجهتها، ومنها قضية الصراع العربي – الاسرائيلي، ومسألة المناخ”.

وكان وزير الاقتصاد والتجارة السوري محمد الخليل، وصل إلى جدة يوم الأحد ورحّب به وزير المال السعودي محمد الجدعان، الذي عبّر عن تطلعاتِ المملكة إلى العملِ المشترك بما يخدم مصلحةَ الشعوب. وتلقى الضيف السوري أيضاً التهاني بالعودة من زملائه في القمة.

وفي الاقليم أيضاً، رُحلت الانتخابات التركية إلى جولة ثانية، وقد استطاع المتنافسان رجب طيب أردوغان وكمال كيليجدار أوغلو، الحصول على نصف رئاسة، على الرغم من ميل الكفة لصالح الأول قليلاً. ويترقب المجتمع الدولي نتائج هذه الانتخابات، ويعتبر البعض أن أردوغان يريد إعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية، وهو منذ المحاولة الانقلابية عام 2016، يحاول أن يجعل الحكم في تركيا أحادياً، ولم يعد يقصر علاقاته مع الغرب على الرغم من أنه عضو في حلف الناتو، إذ أنه فتح مسار التقارب مع روسيا والصين، وهذا الأمر تخشاه دول الغرب، التي تفضل أن يفوز أوغلو، وتعتبر أنه سيبقي تركيا ديموقراطية، ويعيدها إلى كنف المجتمع الغربي.

إشترك بالقائمة البريدية

شارك المقال