“جلسة ضروس” بلا رئيس… باسيل يعنّف التيار ويلاطف الحزب

لبنان الكبير

قد تكون جلسة اليوم لانتخاب رئيس للجمهورية شبيهة بالجلسات الـ 11 السابقة من حيث النتيجة، ولكنها بالتأكيد ليست كذلك من حيث الشكل، فقد أعلن مؤيدو المرشحَيْن الحرب الضارية ضد بعضهم البعض، على الأقل هذا هو التعبير الذي نقل عن الرئيس نبيه بري: “ماذا عن اليوم الثّاني بعد الحرب؟”، وهي حرب ضروس تدور حول استمالة النواب المتأرجحين، فيما تنتشر “البوانتاجات” من هنا وهناك، إلا أنها جميعاً تعطي أفضلية لمرشح التقاطع بين المعارضة و”التيار الوطني الحر” الوزير السابق جهاد أزعور.

وبالحديث عن التيار، أطل رئيسه جبران باسيل عشية الجلسة مهدداً المتمردين في تياره بأنهم سيخضعون للمحاسبة إن لم يلتزموا بقرار رئيسهم. وتوجه إلى حليفه “حزب الله”، مؤكداً البقاء في صف الممانعة، لكن الحزب لم يترك له خيارات أخرى غير التعاون مع الخصوم لضرب ترشيح سليمان فرنجية، وبعدها سيتفق مع الحزب على اسم ثالث.

واستناداً إلى “البوانتاج” الذي أجراه موقع “لبنان الكبير”، تبيّن بعد التواصل مع مختلف الكتل أن المفاجآت التي يعد بها الثنائي الشيعي لن تتعدى الأصوات الثلاثة، بحيث أن أصوات فرنجية وصلت وفق آخر المعطيات إلى 49 صوتاً، ولكن لا شك في أن 3 من النواب الذين قرروا التصويت له يشكلون مفاجأة من ناحية أسمائهم. أما أزعور فيبدو أنه سينال قرابة الـ 58 صوتاً، بعد انقسام كتلة التغيير وبعض المستقلين، إلا إذا استطاع باسيل اقناع عدد من النواب المعترضين في تياره، عندها قد يتخطى أزعور الـ 60 صوتاً، ولكنه لن يكون رئيساً إذا قررت 8 آذار تعطيل الجلسة عبر النصاب أو حتى الميثاقية في الدورة الثانية، ويبدو أن هذا هو التوجه لدى الثنائي الشيعي. وبالتأكيد سيكون للورقة البيضاء أصوات تحصدها أيضاً في ظل توجه عدد من النواب إلى هذا الخيار.

وحسم بعض النواب والكتل أمرهم أمس وأعلن كل منهم من سينتخب اليوم، وبينما انقسم التغييريون حول القرار في الجلسة، بعد أن انضم النواب بولا يعقوبيان ونجاة صليبا وابراهيم منيمنة إلى زملائهم مارك ضو ووضاح الصادق وميشال الدويهي، في التصويت لأزعور، يبدو أن النواب حليمة قعقور، فراس حمدان، ياسين ياسين وسينثيا زرازير، لن يصوّتوا له، فيما لم يعلن ملحم خلف رسمياً لمن سيصوّت علماً أنه يميل إلى أزعور.

أما النائب عبد الرحمن البزري فأعلن أن “النواب المستقلين الثلاثة عن الجنوب، خارج التموضعات التي شكلت اساءات الى المرشحين أنفسهم والى الاستحقاق الرئاسي، ونحن لن نصوّت غداً (اليوم) لأي من المرشحين”، إلا أن معلومات “لبنان الكبير” تقول ان النائب شربل مسعد يفضل أزعور، بينما البزري نفسه يفضل فرنجية، وبيقى النائب أسامة سعد الذي يفضل الورقة البيضاء على المرشحين.

ومن جهة تكتل “الاعتدال الوطني”، أكد النائب سجيع عطية أن التكتل سيكون على الحياد في الدورة الأولى، والمرجح هو التصويت بورقة بيضاء، ولكنه سينتخب في الدورة الثانية في حال حصلت.

الى ذلك، عقد تكتل “التوافق الوطني” اجتماعه الدوري أمس في منزل النائب عدنان طرابلسي، وأكد المجتمعون الموقف الذي أعلنوه في الجلسة السابقة وهو أنهم “سيشاركون في جلسة الغد (اليوم) بتوجه موحد وهو التصويت لفرنجية”، آملين أن “تفضي الجلسة النيابية غداً (اليوم) الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد انتظام العمل في مؤسسات الدولة”.

في هذه الأجواء، حمّلت كتلة “الجمهورية القوية” كل مَن يُفقِد النصاب “مسؤولية استمرار الشغور وانعكاساته على البلد على الصعيدين المالي والسياسي”، مجددة التأكيد على قرارها السابق “التصويت للمرشّح أزعور في جلسة 14 الجاري”. ودعت “نواب المعارضة جميعهم، خصوصاً الذين لم يتّخذوا موقفاً حتى الساعة، إلى التصرُّف بحكمة ومسؤوليّة لإنجاز الاستحقاق في هذه الجلسة بالذات، بدلاً من الاستمرار في الفراغ الرئاسي إلى ما شاء الله”.

بدوره، توجه رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل في بيان، إلى النواب قائلاً: “خياركم غداً (اليوم) سيحدد مسار المرحلة المقبلة، فنحن نرفض لغة العنف مقابل العنف والسلاح مقابل السلاح ولدينا فرصة لوضع حد لكل هذا المسار الانحداري واستعادة التوازن في لبنان سلمياً وديموقراطياً”.

ولفت الجميل إلى أن “التصويت لمرشح المقاومة كما سمّاه محمد رعد بالأمس، هو تكريس هيمنة حزب الله على لبنان. التصويت لجهاد أزعور غداً (اليوم) هو تعبير عن رغبتنا في صناعة مستقبلنا ومؤسساتنا واقتصادنا بعيداً عن العنف والفرض وتحت سقف الدستور. أما حرق الأصوات إن كان عبر أوراق بيض أو إسم خارج السباق فهو سيصب في خانة من يحاول أن يسخّف حجم انتفاضة نواب لبنان على واقع بلدهم”، معتبراً أن “لا فائدة من انتظار الدورة الثانية للتعبير عن الرأي لأن احتمال تطيير النصاب وارد، فالامتحان هو في الدورة الأولى”.

وفي المواكبة الخارجية لجلسة اليوم، دعت الخارجية الفرنسية “لبنان إلى اغتنام فرصة الجلسة البرلمانية المقرر عقدها الأربعاء، للخروج من الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد منذ الخريف”.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن – كلير لوجندر في مؤتمر صحافي: “إن فرنسا تدعو إلى أخذ هذه الجلسة على محمل الجد واغتنام الفرصة التي توفرها للخروج من الأزمة”. وشددت على أن بلادها “تواصل الدعوة للخروج من الأزمة منذ ثمانية أشهر”.

وتطرقت إلى زيارة الموفد الخاص الذي عيّنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الوزير السابق جان ايف لودريان، المرتقبة إلى لبنان، لافتة الى أنه سيلتقي كلاً من وزيرة الخارجية الفرنسية وسفيرة فرنسا في لبنان، ليوضع في أجواء آخر الاتصالات. وأشارت الى عدم تحديد موعد الزيارة بعد.

ورداً على سؤال عن إمكان عقد مؤتمر من أجل لبنان في باريس، أجابت لوجندر: “يتعين علينا في بادئ الأمر أن نجري تقويماً للجلسة البرلمانية التي ستعقد غداً (اليوم)”.

إلى ذلك، تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً من وكيلة وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، وأكد متحدث باسم وزارة الخارجية حصول الاتصال من دون الادلاء بتفاصيل عما تم نقاشه، إلا أن المؤكد أن الاستحقاق الرئاسي كان هدف الاتصال.

على صعيد آخر، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي جلسة لمجلس الوزراء عند الثالثة من بعد الظهر في السراي، لاعداد ورقة لبنان الى مؤتمر بروكسل للنزوح السوري، وأقر العقد بالتراضي في تعيين المحاميين ايمانويل داوود وباسكال بوفيه في القضية المقدمة من الدولة الفرنسية ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في قضية السيدة الأوكرانية آنا كاساكوفا.

وبينما تطرق ميقاتي إلى الوضع المحموم، وبعض الملفات المهمة، من عدم القدرة على دفع أجور العاملين في القطاع العام في نهاية حزيران، إلى ملف الترقيات العسكرية، شهدت الجلسة إشكالاً بين وزيرين من الانتماء السياسي البرتقالي نفسه، وزير الاقتصاد أمين سلام ووزير السياحة وليد نصار على خلفية مطالبة سلام بصلاحية وزارته بشأن مشاركة لبنان في “اكسبو قطر” فيما تم تفويض نصار بها. وتوجه نصار الى سلام بالقول: “بدك تعمل رئيس حكومة عمول بس مش عليّ”. ليرد سلام قائلاً: “بعمل رئيس حكومة عليك وعلى يلّي أكبر منك”.

شارك المقال