محركات الرئاسة تنتظر فيول لودريان… إستدعاءات الى “الصنوبر”

لبنان الكبير

انطفأت المحركات المحلية رئاسيا بانتظار الفيول الخارجي الذي يصل اليوم إلى بيروت عبر الموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان، وذلك غداة اللقاء بين ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي الاسبوع الماضي. وعلى الرغم من أن التعويل على الزيارة ليس بمستوى حل الأزمة الرئاسية، إلا أن القوى السياسية تترقب أن يحقق أي خرق في المراوحة الحاصلة.

وتشير المعلومات إلى إن لودريان لا يحمل في جعبته أي أسماء لمرشحين إلى الرئاسة ودوره سيكون استكشافيا، وسيكون مستمعا أكثر مما هو متحدثا. لكن للمفارقة أن سفير دولة الانتداب سابقا، وعلى عكس السفير السعودي وليد بخاري، لن يجول على الأحزاب والقوى السياسية، بل سيستدعيها إلى قصر “الصنوبر”، في مشهد شبيه باستدعاء رئيسه ماكرون للسياسين بعد انفجار 4 آب والذي لم ينتج عنه أي حل للأزمات في حينها.

ويبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري ينتظر نتائج زيارة لودريان ليقرر متى سيحدد الجلسة الـ 13 لانتخاب رئيس للجمهورية، وقد جزمت أوساط سياسية لموقع “لبنان الكبير” أن بري لن يدعو إلا لجلسة منتجة، وهو ينتظر نتائج زيارة لودريان ليبنى على الشيء مقتضاه.

وقد بدأت التعليقات من القوى السياسية استباقاً للزيارة، حيث أشار عضو تكتل “لبنان القوي” النائب سيمون أبي رميا إلى ان “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان سيجتمع مع رؤساء الكتل النيابية في مقراتهم الحزبية أو منازلهم وسيجتمع مع النواب المستقلين في قصر الصنوبر”. وشدد أبي رميا على أن “لودريان لا يحمل أي طرح رئاسي لكن سيستمع إلى كل الأفكار وسيكتب تقريرًا عما سمعه في لبنان للرئيس ماكرون وعلى أساسه سيجري التنسيق مع الدول الاربع من اللجنة الخماسية”.

من جهته، رأى عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب مروان حمادة أن الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان لن يحمل معه أي صيغة، بل مقاربة فرنسية تلتقي أكثر مع الطرح السعودي إذ ترتكز الى عدم اقتراح مرشح لرئاسة الجمهورية، بل البحث عن مشروع. ولفت في حديث اذاعي، إلى أن “لودريان سيغيّر المقاربة بناءً على عناصر تحرّكت في الأسابيع الماضية وهي الوحدة المسيحيّة من جهة والتصلب الشيعي على ترشيح فرنجية من جهة أخرى، فيما أشار إلى أن اللقاء الديموقراطي منفتح على طرح أسماء أخرى غير تلك التي اقترحها في البداية”.

أما عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم، فقد أكد أن الموفد لودريان سيلتقي مع المسؤولين اللبنانيين ورؤساء الكتل والأحزاب، إلّا أن مهمّته استطلاعيّة لمعرفة ما يمكن اقتراحه وذلك حرصاً على لبنان، بعدما فشلت المبادرة الفرنسية السابقة. وأعلن كرم في حديث اذاعي أن التقاطع قائم بقناعة مِن المعارضين والتيار الوطني الحر، والتمسك بالمرشح جهاد أزعور مستمر بالنسبة إلى أطراف المعارضة، وقال: “إذا دعا الرئيس نبيه بري إلى جلسة انتخابية، وهو ما يجب أن يفعله فنحن جاهزون”، متوقّعاً أن ينال أزعور عدداً أكبر من الأصوات.

في المقابل، كانت لافتة المقابلة التلفزيونية لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أول من أمس، فقد نعى فيها فعليا ترشيح أزعور، معتبرا أنه لا يمكنه أن يستمر في مواجهة نتيجتها الفشل.

وقال عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب محمد سليمان: “لا نقبل ان يتم التعامل معنا كملحق لاي تقاطعات او تفاهمات او تسويات داخلية او خارجية تحصل بمعزل عنا وعن اولوياتنا وتوجهاتنا وعن قضايا ناسنا واهلنا وناخبينا ومناطقنا، وفي نهاية المطاف فإن انتخاب رئيس للجمهورية يحتاج الى عدد كافٍ من أصوات النواب في صندوق الاقتراع وليس الى جلسات لشرب الشاي”.

ولفت سليمان إلى أن “أحدا من الجانب الفرنسي لم يُبادر تجاهنا او يطلب الاجتماع معنا، وعندما تأتينا أي دعوة قد نلبيها وقد لا نلبيها، فإذا كان الهدف من اي لقاء هو التعامل معنا كعدد مرجح لمرشح على حساب آخر، فلن نتجاوب، اما اذا كان الهدف اشراكنا في انتاج حل لمصلحة الوطن والمواطن تحت سقف الدستور فنحن حاضرون بطبيعة الحال، ولا يعنينا بالتالي ما يروّج حول سلة كاملة يحملها لودريان تتضمن اسمي رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المقبلَين، وحين نشعر أنه لم يعُد من جدوى لبقائنا في المجلس النيابي فعندها ستكون كل الخيارات مفتوحة أمامنا”.

وفي شأن اقتصادي، أعلنت جمعية المصارف، في بيان، عن انعقاد الجمعية العمومية غير العادية للمصارف العاملة في لبنان اليوم، و”قرّرت بصورة استثنائية تمديد مدة ولاية أعضاء المجلس المنتخبين من قبل الجمعية العمومية بتاريخ 29/6/2021 لسنة واحدة تنتهي بتاريخ انعقاد الجمعية العمومية العادية الناظرة في حسابات السنة المالية 2023″.

شارك المقال