مصافحة سعودية ايرانية أولى في لبنان… ولودريان يروّج للحوار

لبنان الكبير

اتفاق بكين رسا أمس في فندق “فينيسيا” في بيروت حيث أقام السفير السعودي وليد بخاري حفل عشاء جمع سفراء الدول العربية والاسلامية والأوروبية، وسجلت أول مصافحة ايرانية – سعودية على الأراضي اللبنانية، بين السفير بخاري والسفير الايراني مجتبى أماني. وفيما يبدو أن المملكة ترسي تقاربها مع سوريا عبر دعوة القائم بأعمال السفارة السورية، كان لافتاً حضور السفير القطري أيضاً في العشاء نفسه.

الى ذلك، تتجه الأنظار اليوم الى قصر الصنوبر، حيث يقيم الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مأدبة فطور ستجمع سفراء الخماسي الدولي من أجل لبنان، باستثناء السفير المصري، لارتباطه بسفر إلى الخارج، بينما استقلت السفيرة الأميركية طائرتها عائدة من واشنطن الى بيروت للمشاركة في اللقاء. وبالطبع سيحضر السفير السعودي، فضلاً عن السفير القطري، ليكون نسخة مصغرة عن اللقاءات الكبيرة التي تحصل في فرنسا. وسيطلع لودريان السفراء على جولته الأولى على القادة السياسيين.

وقالت مصادر سعودية لموقع “لبنان الكبير”: “ان العشاء الذي أقامه السفير بخاري في فندق فينيسيا حمل رسالتين: الأولى هي الانسجام مع نظرة القيادة في المملكة التي أرساها ولي العهد سمو الأمير محمد بن سلمان سواء بالاتفاق الايراني – السعودي أو التقارب مع سوريا، وتمت ترجمة ذلك من خلال أول مصافحة سعودية ايرانية على الأرض اللبنانية، وأول تواصل بعد سنوات بين السفارة السعودية والسفارة السورية بحضور القائم بالأعمال. أما الرسالة الثانية فكانت في حضور غالبية سفراء الدول العربية والاسلامية والأجنبية، وكان الهدف من جمعهم يندرج ضمن الديبلوماسية المستدامة التي أرستها رؤية 2030 وهدفها في لبنان أن يجتمع السفراء لتشكيل شبكة أمان من أجل لبنان وأمنه واستقراره”.

وأكدت المصادر أن لا علاقة للعشاء بالتطورات المرتبطة بملف الرئاسة، وأنه عشاء دوري كان يقيمه أحد السفراء المعتمدين في لبنان وأعادت السعودية احياءه بعد انقطاع لأربع سنوات، اذ كانت كل عام تبادر سفارة الى جمع الديبلوماسيين، ولكن منذ انتشار وباء كورونا وما بعده، لم تبادر السفارات إلى إحياء هذا اللقاء، فأخذت المملكة المبادرة ودعت إلى هذا الحشد، وهذا ليس غريباً على مملكة تغير من خريطة المنطقة وتفرض الاستقرار في كل البقع الجغرافية التي تتواجد فيها.

ووفق المعلومات فان العشاء كان لاعادة احياء اللقاء الدوري، ولوجود الوزير لودريان في لبنان، وكان حضوره أساسياً فيه. أما وزير الخارجية عبد الله بو حبيب فكان حضوره لتمثيل لبنان ورافقه المدير العام للوزارة هاني شميطلي.

واستبق هذا العشاء اللقاء الذي سيعقد صباح اليوم في قصر الصنوبر، والذي دعيت إليه الدول الخمس الصديقة للبنان.

وأفادت أوساط سياسية لموقع “لبنان الكبير” أنه كان للودريان طرح في لقاءاته الخاصة، واللافت في هذا الطرح أنه تحدث عن مواصفات سبق أن تحدثت بها المملكة العربية السعودية، إلا أنه أضاف صفة أساسية، هي أن لا يكون المرشح للرئاسة مسبباً لانقسام عمودي في لبنان، ما قد يعني أن الموضوع خرج من البحث في اسمَي المرشحَين اللذين كانا نجمي الجلسة الأخيرة في مجلس النواب.

ومن هذا المنطلق، فإن أكثر كلمة كررها لودريان في لقاءاته كانت “الحوار”، طارحاً امكان اجرائه وأي مكان هو الأفضل لذلك، وكذلك أي توقيت سيكون الأنسب له، وطرحه مبني على التوافق وليس على منطق كسر أو غالب أو مغلوب.

وختمت الأوساط السياسية: “إن السيناريوهات باتت مفتوحة على كل الصعد في لبنان بعدما بات الأفق مغلقاً ولا حل سوى بالتوافق والحوار.”

وفي هذا الاطار، اعتبرت أوساط سياسية مواكبة للملف الرئاسي أن مؤشرات اجراء حوار غير ناضجة بعد، مبدية تخوفها من اطالة أمد الأزمة في لبنان.

وكان لودريان استهل جولته أمس في السراي الحكومي، حيث استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وجرى عرض مفصل للوضع في لبنان والمساعي التي تقوم بها فرنسا لحل الأزمة السياسية.

وانتقل بعدها لودريان الى بكركي حيث التقى البطريرك الماروني بشارة الراعي وهو المكان الوحيد الذي تحدث فيه إلى الاعلام،. وقال الموفد الفرنسي بعد اللقاء: “سأتواصل مع كل الفرقاء اللبنانيين للخروج من الأزمة وسأسعى إلى وضع أجندة إصلاحات توفّر الأمل لإخراج لبنان من أزمته ولا أحمل أي طرح لكنني سأستمع الى الجميع والحل في الدرجة الأولى يأتي من اللبنانيين”، مضيفاً: “هي زيارة أولى ستلحقها زيارة أخرى الى لبنان للخروج من المأزق والحل يأتي من اللبنانيين وفرنسا ستبقى حاضرة دائماً”.

بعد بكركي، توجه لودريان الى معراب حيث التقى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع لأكثر من ساعة أكد بعده الأخير أن “الحوار هو في المظهر جيد، ولكن الانتخابات الرئاسية لا تكون عبر الحوار، مع العلم أننا طرحنا على بعض الفرقاء عدّة أسماء وبعض الطروح رهن أجوبتهم، ولكن منذ اللحظة الأولى، هم مصرون على اسم سليمان فرنجيّة، فعلى ماذا يطلبون منا الحوار؟ وهم يريدون إقناعنا بمرشحهم من خلال الحوار”.

وبينما استكمل لودريان لقاءاته، أفيد أنه سينهي جولته ويعود بعد حوالي الشهر، ما قد يعني أن الاستحقاق الرئاسي أقله سيطول لشهر اذا لم يكن أكثر، كون لبنان ليس على طاولة أولويات الدول، وفي ظل تشدد القوى السياسية المحلية في موقفها. وعلم “لبنان الكبير” أن الأروقة السياسة تتحدث عن فراغ طويل، قد يتخطى العام 2023 في حال لم يفرض الخارج الحل على القوى السياسية التي لا تستطيع أن تولد حلاً.

إلى ذلك، علم موقع “لبنان الكبير” من أوساط مطلعة أن النائب المستقل غسان سكاف سيستأنف تحركاته ومبادراته الرئاسية لكسر الحواجز بين كل المكونات السياسية من أجل الوصول الى رئيس للجمهورية، وستبدأ هذه المبادرة والحركة بعد عودة لودريان الى فرنسا.

وأكدت هذه الأوساط أن النائب سكاف لن يلتقي اليوم لودريان خلال اللقاء الذي سيجمع غالبية النواب التغييريين وبعض المستقلين، وسيكون له لقاء ثنائي معه فيما بعد.

شارك المقال