تغريدة تستحضر الصداقة الحريرية – الجنبلاطية… واللبنانيون يرجمون شيطان الفراغ

لبنان الكبير

بينما يقف المؤمنون اليوم في عرفة لاتمام أركان حجهم ويرجمون الشيطان، يتمنى اللبنانيون أن يستطيعوا رجم شياطين التعطيل الدستوري في بلدهم، بعد أن جعلوا من الفراغ رئيساً، والبلد رهينة أطماعهم، بينما الشعب لا يملك إلا الدعاء في بلد لا يمكن لسياسيه الوقوف وقفة وطنية مشرفة. وبينما قصر بعبدا يعيّد بالفراغ، لا تزال التهاني تتوالى على انتخابات الحزب “التقدمي الاشتراكي”، وأبرزها كان من الرئيس سعد الحريري في تغريدة على “تويتر” قال فيها: “من كمال جنبلاط الى وليد وتيمور تبقى المختارة حجر الزاوية لعروبة لبنان. أصدق التمنيات للصديق ابن الصديق تيمور”.

كلام الحريري عن “الصديق ابن الصديق” رد عليه مصدر قيادي في الحزب “التقدمي الاشتراكي” بالقول لموقع “لبنان الكبير”: “هذا الموقف ينمّ عن فهم عميق لموقع المختارة والحزب التقدمي الاشتراكي في المعادلة الوطنية والانتماء العربي والذي تجسد أيضاً بقوة في الحلف الكبير بين الشهيد رفيق الحريري والرئيس وليد جنبلاط… كما يعبّر عن عمق العلاقة التي ربطت بين الرئيس سعد الحريري والرئيسين وليد وتيمور جنبلاط”.

ومن شياطين السياسة إلى شياطين البوليسية، فقد استهدف الاعلام مجدداً، باستدعاء الصحافيين رحاب ضاهر وربيع فران من مكتب مكافحة الجرائم المعلوماتية، وهذه المرة السبب نقد فني، وبغض النظر عن حق أي مواطن برفع دعوى إن شعر أن لديه الحق في ذلك، إلا أن “لبنان الكبير” يشدد على أن الجهة الوحيدة المخولة محاسبة الاعلاميين هي محكمة المطبوعات، وغير ذلك يكون تعدياً صريحاً على الحريات والتعبير عن الرأي. ويبدي الموقع تضامنه الكامل مع الزميلين، ويدعو الزملاء كافة وكل النقابات المعنية بالحريات إلى ذلك، علّنا ننجح في وضع حد لهذا التهديد السافر للاعلاميين.

وأعاد نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي التذكير بالموقف المبدئي الحاسم برفض مثول الصحافيين أمام أي جهة أمنية أو سلطة تحقيق إلا أمام محكمة المطبوعات، داعياً “الزميلات والزملاء إلى صون قيم الحرية والعدالة والديموقراطية، اضافة إلى التقيد بآداب المهنة وأخلاقياتها، واحترام الرأي الآخر والحق في الاختلاف، لأن في ذلك قوة للمهنة وحصانتها”.

وقال القصيفي: “مع الاحترام الكامل لحق أي مواطن بمراجعة القضاء اللبناني في أي قضية نشر، فإن هذه المراجعة لا يمكن أن تكون الا أمام محكمة المطبوعات”. وأكد أن النقابة “ترفض أن يمثل أي زميل أو زميلة في أي دعوى نشر أمام المحاكم الجنائية، أو مكتب جرائم المعلوماتية، أو النيابة العامة التمييزية، وتطلب من الصحافيين والاعلاميين أن يتمسكوا بما أجازته تعديلات العام ١٩٩٤ لجهة حصر مثولهم أمام محكمة المطبوعات فقط. وتحذر النقابة من أي محاولة، أنّى كان مصدرها، للالتفاف على قانون المطبوعات والاجتهاد لإيجاد ثغر تعطي الذرائع لتوقيف الزميلات والزملاء، لأنها سوف تتصدى لهذا الموضوع بكل ما أوتي لها من قوة وعبر كل المنابر مهما كلف الأمر”.

أما في المواقف من الاستحقاق الرئاسي، فقد حض مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان “الأطياف السياسية المعنية بالانتخاب على التعاون والتآلف ونشر روح التسامح والمحبة، ونبذ الفرقة”، مؤكداً أن “لا وطن من دون انتخاب رئيس للجمهورية المؤتمن على مصالحه، واستمرار الشغور الرئاسي هو عدم الاستقرار وتجاوز لكل المفاهيم التي نص عليها اتفاق الطائف”.

ومن مكة المكرمة حيث يؤدي مناسك الحج، قال دريان في بيان عايد فيه اللبنانيين بعيد الأضحى: “علينا جميعاً رفع الصوت عالياً لنقول لأصحاب القرار في انتخاب رئيس الجمهورية ارحموا لبنان واللبنانيين واتفقوا على الانتخاب والتزام الدستور واتفاق الطائف، وسنقف سداً مانعاً أمام الالتفاف حول نصوص الطائف لأن ما يجمعنا كلبنانيين هو الوحدة الوطنية والعيش الواحد واحترام الدستور”.

وأشار الى أن “اللبنانيين ضاقوا ذرعاً بالمحاولات المتكررة لعدم انتخاب رئيس عتيد للجمهورية، فانتخاب رئيس مسؤولية وطنية لا ينبغي التهاون بها مهما كان الخلاف السياسي”.

ويبدو أن مسؤولي “حزب الله”، انتشروا في بقاع البلد حضورياً والكترونياً، لاطلاق سلسلة مواقف تدعو الى الحوار غير المشروط  أبرزها لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم الذي غرّد عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “ثمانية أشهر من التمترس والمواجهة كافية لإثبات عدم جدوى هذا المسار لانتخاب الرئيس. ولم يعد من سبيل إلَّا الحوار للتفاهم والتوافق، والقواسم المشتركة مع تغليب المصلحة الوطنية ليست معدومة وهي أفضل من التقاطع الموقت المسدود الأفق”.

اما رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد فقال: “من يأبى أن يحاورنا لنصل الى رئيس نتفاهم عليه، يقول لا نحاوركم حتى تسحبوا مرشحكم، لماذا نسحب مرشحنا؟ تعالوا نتحاور فإما تقنعوننا بأنه لا يصلح لهذه المرحلة وإما نقنعكم بضرورته في هذه المرحلة. نحن لا نفرض أحداً عليكم فترشيح سليمان فرنجية ووصوله الى الرئاسة يمر بصندوق الاقتراع في مجلس النواب. أنتم تستطيعون انتخاب الرئيس الذي تريدونه، ونحن نقول لكم تعالوا الى التفاهم ولنأتِ بالرئيس الذي نتفاهم عليه”.

في المقابل، لفت عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور إلى “أننا وصلنا بعد جلسة الأربعاء الرئاسية إلى خلاصة مفادها أن التفاهم على الرئيس هو الحل الوحيد”، معتبراً أن “لبنان يعيش اليوم حالة انعدام وزن في الملف الرئاسي في ظل انعدام المبادرات الداخلية، والمرحلة تتطلب سكينة وطنية للوصول إلى بر الأمان، وهي مرحلة حقوق الأفراد وليس المجموعات”. وأكد “أننا لم نساهم في إقرار أو اعتماد الثلث المعطّل، وإنّما فُرض علينا فرضاً، وقانون الانتخاب الحالي دمّر محاولات إحياء الحياة الوطنية”.

تغييرياً، دعا النائب ملحم خلف في حديث اذاعي الى “ضرورة العودة الى الدستور في موضوع انتخاب رئيس الجمهورية بعدما وصلنا الى حال عدمية”، معتبراً أن “اختزال النواب برؤساء كتلهم المرتهنين بدورهم الى الخارج يجب أن يتوقف، والمطلوب تطبيق الدستور عبر انتخاب رئيس داخل مجلس النواب صنع في لبنان”. وأشار إلى أن “ممارسة الطبقة السياسية التقليدية تحملنا الى التفكير في إعادة النظر بالقوانين والدستور، الذي بات وجهة نظر في ظل غياب مبدأ المساءلة ومعايير الديموقراطية”.

على صعيد آخر، قال رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع: “على أثر ما سُرِّبَ عن ايجابية أجواء زيارة وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين إلى دمشق، والذي تبلّغ من وزير الداخليّة السوري استعداد الجانب السوري لتلبية ما يطلبه اللبنانيّون في شأن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، أضحى لزاماً على حكومة تصريف الأعمال وضع روزنامة عمليّة واضحة حول عودة كل النازحين السوريين إلى ديارهم قبل نهاية هذا العام”.

ورأى في بيان، أنّ “أيّ تأخير من هذه الحكومة في هذا الخصوص، لن يكون مبرَّراً وبالتالي سيُعتَبَرُ تواطؤاً لجهة محاولة توطين اللاجئين السوريين في لبنان”، داعياً الى “وجوب تحمّل القوى التي تتشكّل منها الحكومة الحالية ولا سيما حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر مسؤوليّاتها ووضع خطة جليّة لعودة هؤلاء النازحين بأسرع وقت ممكن”.

ولم يمر كلام جعجع مرور الكرام، فقد علّق النائب ميشال المر على جعجع في تغريدة عبر “تويتر” بالقول: “لفتني في هذا الموقف أمران: أولاً، اعتراف بضرورة عودة النازحين بعدما كان أكثر من مسؤول في القوات يرفض الأمر على مدى سنوات! وثانياً، عدم الاعتراض على التواصل مع الحكومة السورية بعدما كان يُخوّن منهم كل من يطرح التنسيق لحل المشكلات التي ترهق لبنان لما فيه مصلحة وطننا!”.

أمنياً، أفاد الاعلام الحربي لـ “حزب الله” أن الحزب أسقط مسيّرة اسرائيلية اخترقت الأجواء اللبنانية في وادي العزية قرب زبقين الجنوبية. اما الجيش الاسرائيلي فقال: “سقطت مسيرة تابعة لنا في الأراضي اللبنانية أثناء قيامها بنشاط روتيني ولا خوف من تسرب معلومات”.

شارك المقال