لودريان ضائع ودريان لـ”يتنازلوا”… والسعودية تفتح باب آسيا الوسطى

لبنان الكبير

المشهد المحلي أخذ خطوة إلى الوراء بعد اجتماع المجموعة الخماسية في الدوحة، فاللقاء الذي يعتبر فعلياً نعياً للمبادرة الفرنسية، أصاب موعد عودة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت بالضياع، اذ بعدما كان مقرراً عودته أواخر الشهر الجاري، أفيد بأن زيارته تأجلت إلى منتصف آب المقبل، ما قد يعني تزامن زيارته مع وجود المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين الذي سيشرف على بدء أعمال الحفر في الجهة اللبنانية من البلوكات البحرية، ويدفع الى التساؤل عما إذا كان هذا التأجيل مقصوداً بعد انتهاء صلاحية التفويض السعودي – الأميركي لفرنسا بالملف اللبناني.

وقد برز المشهد الاقليمي أمس، وتحديداً في السعودية، حيث انطلقت أعمال قمتين في جدة، اللقاء التشاوري الـ18 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي، والقمة الخليجية مع دول آسيا الوسطى، وفيما يغيب لبنان عن قمم الكبار، تنعقد القمة التي تبحث تعزيز التعاون والتنسيق في مختلف المجالات، في ظل تزايد الاهتمام والتنافس الاقليميين والدوليين بدول آسيا الوسطى الخمس (أوزبكستان وتركمانستان وطاجيكستان وقرغيزستان وكازاخستان)؛ نظراً الى موقعها وأهميتها الجيو- استراتيجية، والثروات الطبيعية التي تمتلكها هذه الدول بما يؤهلها لقفزات تنموية كبيرة، وهو أمر يدركه جيداً ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي ألقى كلمة في افتتاح القمة، أكد فيها ضرورة تكثيف الجهود لمواجهة كل ما يؤثر على أمن الطاقة وسلاسل الإمداد الغذائية العالمية.

وبينما لا تزال ردود الفعل الممانعة على بيان “الخماسية” في الدوحة مستمرة، تحدث الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله في الليلة الأولى لاحياء ذكرى عاشوراء، وطغى على خطابه الشق المتعلق بالذكرى. ودعا إلى الاطلاع على التاريخ والافادة منه، مشدداً على “قراءة تاريخ لبنان لنستفيد من عبر التاريخ حتى لا نكرر تلك التجارب وحتى لا يعود الشعب اللبناني إلى الحروب الأهلية”. وأشار إلى أنّ “التاريخ مليء بالخيبات وهناك قوانين وسنن حاكمة ثابتة في التاريخ وتتعلق بالمجتمع ومن يتحداها يخسر ومن يوظف هذه القوانين يربح”.

فهل كلام نصر الله رد مبطن على البيان الصادر من الدوحة؟ وهل هو تهديد باشعال حرب بعد البيان الذي لم يكن لصالح أجنداته؟ علماً أن بيان “الخماسية” شدد على اتباع الأطر الدستورية.

في المقابل، رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في بيان، أنه “أصبح من الثابت والجلي موقف أصدقاء لبنان الذين التقوا في الدوحة، في إطار اللجنة الخماسية يوم الاثنين الماضي، والذي تظهر في بيان ارتكز على الدستور اللبناني والقرارات الدولية ومقررات جامعة الدول العربية والأولوية اللبنانية السيادية والإصلاحية لأي رئيس جمهورية وسلطة سياسية، وبالتالي هذا البيان أسقط نهائياً محاولة بعض من هم في الداخل، ولا سيما محور الممانعة، الرهان على موقف أصدقاء لبنان إما لانتخاب مرشح الممانعة أو لانتزاع مكاسب غير مشروعة، بغية إنهاء تعطيلهم للانتخابات الرئاسية”.

ودعا جعجع قوى الممانعة إلى “وقف تضييع الوقت الثمين على اللبنانيين من خلال رهانهم على عامل الوقت، سعياً إلى تغيير المعادلات، باعتبار أن هذا العامل لم يعد قابلاً للصرف”، مطالباً الرئيس نبيه بري بأن “يدعو سريعاً إلى جلسة انتخابات رئاسية، بدورات متتالية، تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية”.

غير أن رئيس الهيئة الشرعية قي “حزب الله” الشيخ محمد يزبك اعتبر أن “خلاص لبنان لا يكون إلا بالوحدة والتمسك بقوته وقدرته وبثلاثية جيشه وشعبه ومقاومته”، لافتاً الى أن “أميركا تريد أن تتحكم وتريد أن تذل الآخرين، لذلك لا خلاص إلا بعودة الثقة بين اللبنانيين الذين يصنعون استقلالهم من خلال إرادتهم وحبهم للبنان”.

أما مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان فرأى أن “الانقسام بين الكتل النيابية ما زال عمودياً ولو تعددت أيضاً الجلسات، ومن دون أي تفاهم ولا تنازل ولا حوار لن نصل إلى نتيجة، وسوف يطول الفراغ الرئاسي، لا بد من حل. المساعدة الخارجية العربية والصديقة تساعد، ولكن الحل لدينا في المجلس النيابي”، مناشداً القوى السياسية “التنازل عن مصالحها الذاتية لمصلحة لبنان الوطن ومؤسساته الدستورية، ولا يمكن أن يكون الحل إلا بالتنازل المتبادل بين الجميع”.

وفي أول رد رسمي على البند ١٣ في قرار البرلمان الأوروبي، وجه وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب رسالة إلى نائب رئيس المفوضية الأوروبية، مفوض الشؤون الخارجية وسياسة الأمن، جوزيب بوريل، ندد فيها بالقرار، مشدداً على “ضرورة إطلاق حوار بناء وشامل بين لبنان والاتحاد الأوروبي حول الملفات كافة، وخصوصاً ملف النزوح السوري، الذي بدأ يشكل تهديداً ليس على التركيبة الإجتماعية اللبنانية والإستقرار الإقتصادي وحسب، بل أيضاً على إستمرار وجود لبنان ككيان”.

على صعيد آخر، لا تزال قضية الطفلة الضحية لين طالب تتفاعل في الرأي العام اللبناني، تحديداً بعد توقيف جدها والد أمها. وعلى الرغم من أنه لم يصدر أي شيء رسمي عن سبب توقيف الجد، إلا أن الرأي العام طالب بانزال أشد العقوبات به في حال كان هو المعتدي، وسط معلومات تتحدث عن تحرش لفترة طويلة بالطفلة قبل الاعتداء الذي أدى الى مقتلها.

وفي شأن انساني آخر، انشغل الرأي العام اللبناني بقضية طفلة وجدت مرمية في القمامة في طرابلس. وفي التفاصيل أن كلباً كان يجر كيساً أسود اللون، وسمع أحد المارة صوت بكاء يصدر منه، فسارع الى أخذ الكيس ليتبين له أن بداخله طفلة حديثة الولادة، ونقلها فوراً إلى المستشفى الاسلامي.

شارك المقال