إعتكاف الحكومة غير وارد… و”حزب الله” يناقش ورقة باسيل

لبنان الكبير

الفوضى عنوان المرحلة المقبلة في لبنان، في حال إستمرت الأوضاع كما هي من دون انتخاب رئيس للجمهورية، وفي ظل الفراغ والشغور في مؤسسات الدولة ومراكزها المهمة، خصوصاً اذا إعتكفت حكومة تصريف الأعمال عن القيام بواجباتها، ففي الأسبوع الماضي استمعنا الى الكثير من الخطابات السوداوية التي تنذرنا بخطورة المرحلة التي وصلنا اليها وصعوبتها بفضل عجز داخلي عن التوافق على رئيس وإنهاء هذا الفراغ القاتل والمستمر منذ أكثر من عشرة أشهر.

“من الصعب الاستمرار على هذا المنوال، اللهم إني بلغت”، عبارة ترددت على لسان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فهل تصبح قولاً وفعلاً في الفترة المقبلة؟

في هذا السياق، نفت مصادر حكومية عبر “لبنان الكبير” أن يكون الرئيس ميقاتي متجهاً الى الاعتكاف، واصفةً خطاباته في الآونة الأخيرة بأنها “تدق ناقوس الخطر لايضاح الى أي مدى وصلت الأمور في هذه المرحلة”.

وأكدت هذه المصادر أن “حكومة تصريف الأعمال ستستمر في القيام بواجباتها، وتتحمل مسؤوليتها في ظل الانهيار المالي الكبير الذي نعاني منه، لأنه لا يمكنها الاعتكاف فهذه تكون بمثابة لعنة تاريخية حلّت على الشعب اللبناني بحيث ستشهد الأمور مزيداً من الفوضى العارمة”.

وبالحديث عن الفوضى، لا تزال الاوضاع رئاسياً على حالها، فلا توافق على حوار جامع ولا على مواصفات رئيس ولا على مرشحي الممانعة، لتبقى الأنظار شاخصة نحو شهر أيلول وما سيحمل في طياته من مبادرة فرنسية جديدة قد يطلقها المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان.

ولكن الأهم، تطور العلاقات التي تشهدها الساحة الداخلية بين “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، بعدما أعلن رئيس التيار جبران باسيل ورقة شروطه التي قدمها الى الحزب، غير أنه لم يتلقَ بعد أي جواب رسمي بقبوله بها، ولكن اللافت ما جاء على لسان عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، الذي أكد أنهم يناقشون الورقة المقدمة من التيار ولديهم مرونة متبادلة في تبادل الآراء والأفكار.

وقال فضل الله: “هناك حوار ولقاءات عقدت مع التيار في الأيام القليلة الماضية، ونناقش الورقة التي قدمها. ولدينا وجهات نظر نتبادلها من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الحوار نريده أن يصل إلى نتيجة، ونسعى لكي يصل إلى نتيجة، ولدينا مرونة متبادلة في تبادل الآراء والأفكار، وقد يؤسس ذلك لأرضية مشتركة لتوفير النصاب الدستوري والقانوني لانتخاب رئيس متفاهم ومتفق عليه، وهذا يفتح الباب أمام الحلول والمعالجات في المستقبل”.

أما في ظل التوترات والمشكلات الأمنية التي تحدث في مختلف المناطق اللبنانية، فشهدت عين إبل أمس تجمعات ومسيرات نظمها أهالي المنطقة، للمطالبة بالكشف عن قتلة ابنهم الياس الحصروني، وبالحماية من الأجهزة الأمنية والقوات الدولية بموجب القرار 1701.

وربطاً بهذه الاحتجاجات، اتهم رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “حزب الله” بصورة مباشرة بجريمة عين إبل، قائلاً: “الجريمة وقعت في عمق مناطق سيطرة حزب الله حيث لديه كامل السيطرة الأمنيّة والعسكريّة، والجميع يتذكّر ماذا حصل منذ قرابة الستة أشهر مع إحدى دوريات اليونيفيل التي أضاعت الطريق فتم إيقافها مباشرةً بعد دقائق وللأسف قتل جندي ايرلندي فيها، فماذا برأيكم أن تأتي مجموعة سيارات لا تقل عن ثلاث أو أربع سيارات في عمق مناطق سيطرة حزب الله وفي داخلها 8 أشخاص على الأقل، ويقوموا بخطف شخص معيّن ويسوقوه إلى مكان آخر ويقوموا بقتله؟ وعلى الرغم من كل هذا الوقت الذي استغرقته هذه الجريمة إلا أنه، وحتى الساعة، لا يعرف حزب الله عنها شيئاً”.

أضاف جعجع: “من الصعب على أي شخص تصديق هذا الأمر، وإذا كانوا هم لا يعرفون فنحن نعرف أن هذه عمليّة قتل متعمّدة، وعلى الرغم من أنني أفضّل كما دائماً، إنتظار أطول فترة ممكنة من أجل أن يكون ما نقوله مؤكداً، إلا أنه وبكل صراحة، كل أصابع الإتهام متجهة نحو حزب الله، إنطلاقاً من ظروف حدوث الجريمة”.

وعلى صعيد موازٍ، ساد التوتر في مخيم عين الحلوة، بعد توجيه دعوتين الى تنظيم مسيرتين، الأولى تحت عنوان “معاً نحمي المخيم”، والثانية تهدف الى تسليم مرتكبي جريمة إغتيال أبو أشرف العرموشي ورفاقة، ولكن على الفور أعلنت هيئة العمل الفلسطيني المشترك إلغاءهما حرصاً على أمن المخيم واستقراره.

الى ذلك، توجه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد إلى معطلي انتخاب الرئيس بالقول: “أنتم تخالفون الدستور وتهدمون الجمهورية وتبعثرون السلطة، أنتم تعطّلون الحياة الاقتصاديّة والماليّة، وتفقّرون الشعب وتهجّرونه إلى أوطان غريبة. خافوا الله ولعنة التاريخ”.

وتابع الراعي: “لقد شكرنا الله على عودة الممارسة الديموقراطية في اختيار الرئيس انتخاباً بين متنافسين ظهوراً جلياً في جلسة 14 حزيران الماضي الانتخابية، لكن لم نفهم لماذا بُترت الجلسة بعد دورتها الأولى الأساسية، بمخالفة واضحة للمادة 49 من الدستور، وفي هذه الأيام تسمعونهم يتكلمون عن سؤال وجواب ولقاء وحوار؟ فالحوار الحقيقي والفاعل هو التصويت في جلسة انتخابية دستورية ديموقراطية، والمرشحون موجودون ومعروفون”.

أما متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة فتساءل: “كيف تستقيم الأمور في دولةٍ بلا رأسٍ، وبحكومةٍ مستقيلةٍ، وبمجلسٍ نيابيٍّ مشرذم؟ السنة الدراسيّة على الأبواب، والأحمال على أكتاف الأهل ثقيلة، والوضع الإقتصاديّ ما زال متردّياً، وقدرة اللبنانيين على التحمّل أصبحتْ ضعيفة، فهل فكّر المسؤولون بهذا الوضع؟ ألمْ يحنْ الوقت بعد لانتخاب رئيسٍ وتشكيل حكومةٍ تتولّى إيجاد الحلول؟”.

شارك المقال