“جائحة” الفراغ تطغى على احتفالية الحفر… عين الحلوة يتوتر

لبنان الكبير

على عكس مشهد العام ٢٠٢٠ عندما أطلق رئيس الجمهورية آنذاك ميشال عون عمليات الحفر في البلوك رقم ٤، غاب رأس الجمهورية اليوم فيما حضر مكانه رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والفراغ ثالثهما، وقد طار الرئيسان بالمروحية إلى منصة الحفر “ترانس أوشن”، واعتبر بري أن اليوم هو يوم فرح في ظل العتمة.

هي عتمة الفراغ الذي أصبح متلازمة لبنان العصية على الشفاء، والتي لا يمكن حلها إلا بـ”التنقيب” عبر الأطر الدستورية بجلسات انتخاب متتالية لمجلس النواب، لا عبر طاولة حوار فارغة المضمون إن كانت بمبادرة محلية أو برعاية الأم الحنون التي أصبح من شبه المؤكد أن الزيارة المقبلة لموفدها جان إيف لودريان ستكون لحفظ ماء وجه ديبلوماسية دولته لا حلاً لجائحة الفراغ.

وفيما تم إيجاد لقاح مرحلي لمتحور جائحة الفراغ الذي أصاب رأس المال في البلد عبر نائب حاكم مصرف لبنان وسيم منصوري، يبدو أن اللقاح غير متوافر للوقاية من متحور الجائحة في رأس العسكر، التي بدأت تقترب أكثر يوماً بعد يوم، في ظل فراغ في رأس هيئة الأركان. يأتي هذا الفراغ في ضوء استحقاق أمني خطير عاد وتطور اليوم، بحيث سادت أجواء تشنج وتوتر في مخيم عين الحلوة مجدداً، وأفيد أن حركة “فتح” طلبت من العسكريين التوجه الى النقاط والمكاتب، في حين شهدت بعض المناطق داخل المخيم حركة نزوح كثيفة، خشية اندلاع المواجهات العسكرية من جديد في ضوء التوجه الى عدم تسليم المتورطين في الحوادث الأخيرة، وجرى ذلك بالتزامن مع انعقاد اجتماع فلسطيني في السفارة سيقدم خلاله التقرير في شأن هذه الحوادث.

وتخوفت مصادر مطلعة في حديث لموقع “لبنان الكبير” من أن ينجح من يحاول العبث بالمخيم في استجرار “عصبة الأنصار”، بحيث لن تنحصر المعركة في هذه الحالة بالمخيم فقط، بل ستكون على كامل رقعة مدينة صيدا، كون العصبة منتشرة في جميع أنحاء المدينة.

ولفتت المصادر الى أن الجيش اللبناني اتخذ تدابير تحسباً لأي معركة قد تندلع. وقالت: “يبدو أن هناك اتجاهاً لحزب الله الى القضاء على حالة الاسلاميين في تعمير عين الحلوة، ولكن هذا يفرض تساؤلاً عن حليفة الحزب حركة حماس، التي لها دور كبير في دعم هذه الجماعات وتغطيتها”.

وعلى الصعيد الأمني أيضاً، أفيد أن زيارة وفد أهالي الكحالة الى قائد الجيش العماد جوزيف عون أول من أمس، أعقبها مثول الشبان الأربعة من أبناء الكحالة أمام مديرية المخابرات في اليرزة برفقة فريق من المحامين للاستماع اليهم بصفة شهود أمس. وأشارت معلومات صحافية إلى أن ٤ محامين رافقوا أبناء الكحالة الى التحقيق، واحد عن البلدية وثلاثة ممثلين عن ثلاثة أحزاب مسيحية، “القوات” و”التيار الوطني الحر” و”الكتائب”.

وقال مختار الكحالة عبدو بو خليل في حديث اذاعي، تعليقاً على لقاء وفد من البلدة قائد الجيش: “نحن على مقربة خاصة من الجيش اللبناني ومستعدون للمثول أمام العدالة ليأخذ التحقيق مجراه ولنا الثقة الكاملة بقيادة الجيش وعناصره”، مضيفاً: “حين نرى البذلة العسكرية نرتاح فكيف الحال لو رأينا قائد الجيش بحد ذاته؟”.

الى الخط الديبلوماسي – الأمني، أرجأ وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب زيارته التي كانت مقررة اليوم الى نيويورك للمشاركة في الاتصالات الجارية بشأن التمديد للقوات الدولية “اليونيفيل” ودعم موقف لبنان الذي يطالب بتعديلات على مشروع قرار التمديد المطروح على مجلس الأمن الدولي قبل اتخاذ القرار النهائي في 31 آب الجاري. وتضاربت المعلومات حول سبب تأجيل الزيارة، الذي عزاه البعض إلى عدم وجود اعتمادات مالية، فيما نقل مقربون من حبيب أن التأجيل مرده أسباب تقنية وإدارية.

وفي المواقف، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “ما نريده رئيس دولة لا يلعب النرد بالجمهورية ولا يستثمر بالنزعة الطائفية، رئيس صناعة نيابية لا صناعة دولية، رئيس مواطنة لا مقاسمة، رئيس وطن لا رئيس توطين، رئيس تسوية وحوار لا رئيس لوائح وإنذار، رئيس إصلاح لا رئيس فساد، رئيساً يجمع لا رئيساً يفرق، رئيس طائفة الله لا رئيس طوائف وخنادق، رئيساً أصيلاً لا رئيساً وكيلاً، رئيساً حكماً لا رئيساً يتحكم، رئيس مصالح وطنية لا رئيس هيمنة دولية”.

في المقابل، اعتبر الرئيس السابق ميشال سليمان في بيان، أن “الهفوة الديبلوماسية لممثل فرنسا السيد لودريان اذا كانت خطيئة، فهي عرضية. اما انتهاك الدستور والقوانين والتنكر للالتزامات وعدم احترام الأصول الديموقراطية وتشريع أبواب الدار لتدخل الخارج من ممثلي الشعب اللبناني فهي خطيئة لا بل خطايا مميتة”.

شارك المقال