مقتل زعيم “فاغنر” يثير فضول العالم… دول عربية إلى البريكس

لبنان الكبير

الفراغ المسيطر على لبنان لا يعني أن العالم سيقف على خاطره، بل هو يتقدم ويتطور ويتغير، والدليل على ذلك قمة دول البريكس في جنوب إفريقيا، التي قررت دعوة دول جديدة للانضمام إليها، هي الأرجنتين ومصر وإثيوبيا وإيران والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، وعلى الرغم من وعود الصين إلا أن الجزائر لم تحظَ بمقعد، وستدخل العضوية الكاملة للدول الجديدة حيز التنفيذ مطلع العام المقبل.

ولم تكن وحدها قمة البريكس المهيمنة على مساحة المشهد الدولي، حيث لا يزال مقتل زعيم مجموعة “فاغنر” المسلحة يفغيني بريغوجين يثير التساؤلات، ولم تشفع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه الحارة لعائلات ضحايا تحطم الطائرة، فبوتين وفق غالبية المحللين مشهور بالقضاء على معارضيه، ولكن هذه المرة اختار الانتقام السريع من المتمرد على القيادة الروسية، وبهذا أثبت أن الصداقة الشخصية لا تمنعه من الحكم على المعارضين، فيما رجحت مراكز الأبحاث الجيوسياسية حول العالم فرضية التصفية. وقد بدأت وسائل الاعلام الروسية ترسم سيناريوهات عن كيفية حصول عملية الاغتيال، أبرزها عبوة ناسفة زرعت في الطائرة، أو استهداف عبر نظام “س 300″، فيما يلتزم الكرملين الصمت، ولا يعطي رواية للحادثة، في وقت رأى محللون أنه حتى لو كانت حادثة فعلاً، سيبقى بوتين يلمح إلى أنه خلف العملية لإخافة أي معارض محتمل.

في الضفة الموازية من العالم، قام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بتسليم نفسه إلى سجن مقاطعة فولتون في ولاية جورجيا، بعد اتهامه بالتلاعب بنتيجة الانتخابات عام 2020، وقد طالت الاتهامات 18 شخصاً آخرين. وتعني إجراءات التوقيف الكلاسيكية أن تؤخذ بصماته وتُلتقط له صور جنائية، قبل إطلاق سراحه بكفالة قيمتها 200 ألف دولار. وقال ترامب في تصريحات على منصته “تروث سوشال” إنه سيتوجه إلى أتلانتا بعد ظهر الخميس. وكتب: “لم يقاتل أي أحد من أجل نزاهة الانتخابات مثل الرئيس دونالد جاي ترامب. لأنني فعلت ذلك، سأتعرض بكل فخر للتوقيف بعد ظهر الغد في جورجيا”.

وبقي لبنان يعيش حالة ترقب لما بعد الزيارة المتوقعة للمبعوث الفرنسي جان إيف لودريان في منتصف أيلول، وما قد يحصل من خطوات من جانب الخماسي الدولي، بحيث أن نتائج هذه الزيارة باتت معروفة سلفاً، وهي حتمية الفشل الفرنسي في الشأن الرئاسي اللبناني.

في الغضون، بقي الشأن الاقتصادي – المالي – المعيشي متصدراً الحدث في البلد، وعشية مؤتمر صحافي يعقده حاكم المصرف المركزي بالانابة وسيم منصوري اليوم، نشر مصرف لبنان في بيان، خلاصة تقرير التدقيق في مخزون الذهب لديه و”التي تؤكد أنه مطابق للكميّات الموثّقة في بيانات المالية”. وأعلن أنه بناءً على تواصل حاكم مصرف لبنان بالإنابة مع شركة التدقيق العالمية ALS Inspection UK Ltd التي تم تكليفها من شركة KPM بالتعاون مع صندوق النقد الدولي، حصل مصرف لبنان بتاريخ ٢٤ آب ۲۰۲۳، على الموافقة بنشر خلاصة تقرير التدقيق بمخزون الذهب لديه. وعليه، نشر المصرف المركزي الخلاصة المذكورة مع ترجمتها إلى اللغة العربية والتي تؤكد أن مخزون الذهب الموجود في خزائن المصرف المركزي مطابق للكميات الموثقة في بيانات المالية.

في السياق، عقد نواب تكتل “الجمهورية القوية”: جورج عدوان، غسان حاصباني، جورج عقيص، أنطوان حبشي ورازي الحاج، مؤتمراً صحافياً في المجلس النيابي أمس، أشاروا فيه الى أنهم قدموا اخباراً الى النيابة العامة التمييزية حول تقرير شركة “الفاريز اند مارسال” بشأن التدقيق الجنائي في حسابات مصرف لبنان”. كما قدموا اخباراً الى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والمنشأة بالقانون رقم 175/2020 حول تقرير شركة “الفاريز اند مارسال”.

إلى ذلك، تفاعل أمس هجوم مجموعة من “جنود الرب” على مقهى في منطقة مار مخايل بسبب استقباله عرضاً لمجتمع “الميم عين”، بحيث ندد العديد من السياسيين بالأمر. وحدث تباين في الرأي بين من ينادون بالحرية الكاملة، ومن يرفضونها، فاعتبرها الفريق الأول تعدياً على الحريات ورفض الأمر كلياً، أما الثاني فرأى أنه إذا كان هناك من انحلال أخلاقي فيجب على القوى الأمنية معالجته، لا مجموعات مدنية أشبه بالميليشيات.

في شأن إعلامي آخر، قال نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزف القصيفي: “في الآونة الأخيرة كثرت مطالبة وسائل الاعلام والاعلاميين بأن يكونوا على قدر من المسؤولية الوطنية والادبية، فلا ينجروا إلى الفتنة أو يجروا إليها. وهذه مطالبة محمودة ولكنها منقوصة اذا لم تشفع بدعوة السياسيين والفرقاء المتنازعين الى ترشيد خطابهم السياسي والابتعاد عن كل ما يثير الحزازات ويشحن النفوس، لأن أول الحرب كلام”.

في المجال الصحي، دعا نقيب الصيادلة جو سلوم في بيان، الى “التعامل مع الأدوية الزراعية كالدواء العادي، اذ لا تقل خطورتها عن الدواء العادي، وألا تصرف إلا تحت إشراف صيدلي ومراقبة نقابة الصيادلة”، معرباً عن أسفه لأن “يتم تهريب كل أشكال الأدوية في لبنان، من دون أن تكون هنالك خطوات جدية لمنعها، وهذا إن دل على شيء، فعلى رخص حياة الإنسان بالنسبة الى السلطة”.

وكان عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب وائل أبو فاعور كشف عن تهريب المبيدات الزراعية الفاسدة والمسرطنة إلى لبنان، إما عبر الحدود السورية أو عبر مرفأ بيروت، وتقدّم بإخبار أمام النيابة العامة التمييزيّة في هذا الملف، وذكر أسماء الشركات الوهمية والمتورطين وعينة من الأدوية.

شارك المقال