هوكشتاين راجع… معركة ديبلوماسية خاسرة للبنان

لبنان الكبير

للمرة الثانية تفوح رائحة زيارة محتملة للمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين إلى لبنان، ولكن وفق ما يتردد فإن الزيارة ليست متعلقة بالحدود البحرية، على الرغم من أنه قد يطل على المنصة في البلوك رقم 9، بل يبدو أنها متعلقة بالحدود البرية. وتنقل جهات سياسية أن هوكشتاين عائد الشهر المقبل وقد يسبق عودة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وسيحمل معه طرحاً بشأن الحدود البرية، وعلى الأرجح سيعارضه الثنائي الشيعي الذي يعتبر أن الحدود البرية مرسمة أساساً، ولا حاجة الى طروح جديدة. ولا تستبعد مصادر سياسية لـ “لبنان الكبير” أن تتم مفاتحة الضيف الأميركي بملف الرئاسة، كون البوادر حول عودة لودريان تبدو سلبية.

أما على جبهة وزارة الخارجية، فيخوض لبنان معركة ديبلوماسية لاجراء تعديل على قرار التمديد لـ “اليونيفيل”، المستنسخ من العام الماضي، بحيث يرفض لبنان الرسمي السماح بحرية مطلقة للقوات الدولية من دون تنسيق مع الجيش اللبناني، ولكن يبدو أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بو حبيب يخوض معركة خاسرة، لأن دولاً معنية ترى أن التعديل المقترح هو لمصلحة “حزب الله” وليس لبنان.

وعلى صعيد الملفات الأمنية، أشارت مصادر واسعة الاطلاع على قضية مقتل الياس الحصروني لـ “لبنان الكبير” الى أن خلفية قتله قد تكون بسبب نشاطه في ملف الأراضي واحتلالها في عين ابل وجوارها، حيث سعى القتيل الى المحافظة على أراضي أولاد ملته من أن تستولي عليها قوى الأمر الواقع، علماً أنه كان يحظى بعلاقة جيدة مع كل القوى الموجودة في المنطقة الجنوبية.

إلى ذلك، وفيما تشير مصادر “التيار الوطني الحر” الى تقدم الحوار بين “حزب الله” والتيار حول اللامركزية، تشتعل الجبهة بين التيار وحركة “أمل” من خلال مقدمات نشرات الأخبار والمواقف التصعيدية لمسؤولين من الحزبين. وفيما شنت قناة NBN هجوماً عنيفاً على التيار من باب وزارة الطاقة، فجر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب قبلان قبلان فضيحة متعلقة بفواتير الكهرباء، في ضوء مباشرة النيابة العامة المالية تحقيقاً بشأن فواتير مزورة، رابطاً الأمر بإباحة وزارة الطاقة للشركات المكلفة بإدارة قطاع الكهرباء منذ انفجار مرفأ بيروت طباعة إصدار فواتير الكهرباء للمواطنين، ما يدفع الى التساؤل عن مصداقية هذه الفواتير وإن كانت تطبع فاتورتان، كونها ليست مختومة بختم شركة “كهرباء لبنان”.

وقال قبلان: “الآن وفي كل الأراضي اللبنانية فواتير الكهرباء تطبع في مطابع خاصة وعلى مسؤولية الشركات الخاصة وتوزع منها، فكيف يمكن لهذا الأمر أن يستقيم؟ هذه فضيحة كبرى على مستوى الكهرباء ويجب أن تتوقف كل هذه الفواتير ويعاد النظر بها ويجب أن تعود مؤسسة كهرباء لبنان نفسها إلى طباعة الفواتير ولا تترك هذا الأمر لصالح الشركات والمؤسسات الخاصة التي تدير قطاع الكهرباء”.

في الشأن الرئاسي وعودة لودريان الشهر المقبل، رأى النائب أديب عبد المسيح أن “لا بوادر لانتخاب رئيس في أيلول المقبل، ونحن في مرحلة راوح مكانك”. ولفت في حديث إذاعي الى “أننا حريصون على التأكد من النتائج التي تفيد اللبنانيين قبل أي حوار، ولا مشكلة في ايصال أي رئيس من خلال العملية الديموقراطية”، معتبراً أن “الموفد الفرنسي جان إيف لودريان أخطأ في ايصال الرسالة الى المجلس النيابي، وبيان المعارضة شاف وواف للرد عليها”.

أما النائب سيزار أبي خليل فشدّد على “أهمية التحاور بين الفرقاء السياسيين للوصول الى تفاهمات”. وفي تناقض مريب حول طريقة انتخاب زعيمه جبران باسيل للرئاسة، أكد أبي خليل “تأييد التيار الوطني الحر لجلسات مفتوحة متتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية”.

وعن الرسالة التي ينتظر الموفد الفرنسي الاجابة عن أسئلتها قبل نهاية آب الجاري، ذكر أبي خليل بأن “التيار كان بادر سابقاً في إحدى زيارات لودريان وسلمه ورقة الأولويات الرئاسية ورؤيته في الملف”. وإذ شدد على أن “التيار يطمح الى أوسع اتفاق ممكن مع جميع القوى السياسية الأخرى بما يصب في مصلحة البلد”، كشف عن “اجتماع مع اللقاء الديموقراطي الأسبوع المقبل”، مؤكداً أن “اسم جهاد أزعور لا يزال متقاطعاً عليه طالما الفريق الآخر لم يذهب الى البحث في اسم ثالث ويصر على اسم مرشحه سليمان فرنجية، ونستبعد وصول قائد الجيش لأن الموضوع يحتاج الى تعديل دستوري”.

في المقابل، أشار عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن الى “انقسام كبير حول ما يريده كل فريق من أجل انتخاب الرئيس، ففريقنا يريد انتخاب رئيس يجمع ويأخذ البلد الى الاستقرار ويحافظ على عناصر القوة، وفريقهم يريد أن يأخذ البلد الى عدم الاستقرار، فريقنا يريد أن يحافظ على عناصر القوة وفريقهم يريد أن يفرط بهذه العناصر”. وقال: “منفتحون على الحوار ومرشحنا الوزير سليمان فرنجية”، سائلاً: “كيف يكون لبنان قوياً في وقت تمنع فيه أميركا تسليح الجيش الا بالمقدار الذي تريده؟ فالترسيم لم يحصل بفضل النوايا، بل حصل بفضل معادلة القوة”.

صحياً، ردّت وزارة الصحة العامّة في بيان، على “ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام حول انتشار مرض الصفيرة ألفا في محافظة بعلبك – الهرمل”، مؤكّدةً أنّ “مرض التهاب الكبد الفيروسي الألفي مستوطن في لبنان، ما يعني تسجيل حالات في أكثر من منطقة لبنانية سنوياً على مدار العام”. وأوضحت أن “لبنان سجل ارتفاعاً في عدد الحالات من بداية العام ٢٠٢٣ وحتى تاريخه مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي لا سيما في أقضية طرابلس، عكار، المنية الضنية وبعلبك، حيث شهدت بلدة عرسال تحديداً ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد الحالات. وقذ سجل لبنان لغاية تاريخه 1785 حالة، منها 204 في بعلبك”، مشيرة الى أن “فريق الترصد الوبائي التابع للوزارة يقوم بجمع عينات مياه من المناطق الأكثر تسجيلاً للحالات من أجل فحصها في مختبرات المياه التابعة للمستشفيات الحكومية”.

الى ذلك، ذكر مصدر أمني ليبي، أن “قارباً لبنانياً على متنه عدد من المهاجرين غير النظاميين، تعرض لإطلاق نار، ما أدى إلى إصابة اثنين من ركابه”. وأوضح أن مصير ركاب ذلك المركب “لا يزال مجهولاً”، بعد جر القارب إلى شاطئ في أقصى الشرق الليبي.

شارك المقال