الراعي يرحب بالحوار….وجعجع: على بعبدا ما بفوتوا

لبنان الكبير

قبل أيام من الموعد المبدئي للزيارة الثالثة للموفد الفرنسي الخاص جان إيف لودريان الى لبنان، إزدادت التساؤلات حيال عجز القوى الداخلية عن التلاقي على طاولة واحدة لتسهيل عملية انتخاب الرئيس المقبل، ولا تزال حتى هذه اللحظة دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى حوار لمدة أسبوع فقط، محل أخذ ورد، فالقوى المؤيدة للثنائي الشيعي والوسطية مرحبة بهذه الدعوة، لتبقى قوى التغيير منقسمة ومشرذمة، في حين أن قوى المعارضة وتحديداً “القوات اللبنانية” أكدت رفضها القاطع لكل أنواع الحوار جملة وتفصيلاً. ويبقى اللافت ما أعلنه البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي من الديمان عن أن الحوار يتطلب الصراحة والاقرار بالأخطاء الشخصية، وهو إن حصل من الضروري حضوره من دون أحكام مسبقة.

وصعّد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من حدة مواقفه أمس، في خطاب قداس “شهداء المقاومة اللبنانية”، اذ أكد رفضه القاطع للحوار وللمس بالدستور، معتبراً أن جريمة قتل الياس الحصروني مؤشّر الى الحوار الذي يبشّر به محور الممانعة منذ أشهر وأشهر، خصوصاً بعدما تبيّن أن هذه الجريمة مُنظمة. ووصف فريق الممانعة بـ “الفريق الاجرامي بإمتياز”، قائلاً: “حان الوقت ليتخذ اللبنانيون القرار، فهل لبنان الذي نعيشه حالياً هو لبنان الذي نريد؟ هل هذا لبنان الذي تعبنا وضحّينا وسهرنا ليالي وسنوات وقروناً من أجله؟ هل هذا لبنان الذي استشهدنا من أجله عشرات آلاف المرات؟”.

ولم يسلم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية من لسان جعجع، الذي أكد أن الثنائي الشيعي يستخدم التعطيل من أجل إيصال مرشحه لكنهم في الواقع عاجزون عن إيصاله، متسائلاً: “لماذا عندما وصلنا إلى الانتخابات الرئاسية ما بقا يمشي الحال، وبات يعد هذا المجلس مقسوماً، وأصبحنا بحاجة إلى حوار وصار بدا جمعية عمومية للأمم المتحدة؟ فلو كان محور الممانعة يملك 65 صوتاً لمرشحه أكان دعا إلى الحوار؟”. ورأى أن “هذا المحور غير قادر على ايصال مرشحه، في الوقت الذي لا يقبل بغيره”.

أضاف: “مستعدون لتحمل الفراغ لأشهر لكننا لسنا مستعدين لتحمل ثقالة دمّن وفسادهم وعلى بعبدا ما بفوتوا”.

وبعدما رفضت غالبية القوى المسيحية كل أشكال الحوار، رأى البطريرك الراعي في عظة الأحد أن على نواب الأمة أن يشاركوا في الحوار من دون أحكام مسبقة. وقال: “الحوار المدعوون إليه نوّاب الأمّة، إذا حصل على الرغم من التجاذبات بين القبول والرفض، إنّما يقتضي أوّلاً المجيء إليه من دون أحكام مسبقة وإرادة فرض أفكارهم ومشاريعهم ووجهة نظرهم من دون أي إعتبار للآخرين، ويقتضي ثانياً روح التجرّد من المصالح الشخصيّة والفئويّة، ويقتضي ثالثاً اعتماد الدستور واعتباره الطريق الوحيد الواجب سلوكه، ويقتضي رابعاً الصراحة والإقرار بالأخطاء الشخصيّة والبحث عن الحقيقة الموضوعيّة التي تحرّر وتوحّد”.

وعلق عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك عبر حسابه الخاص على منصة “اكس” على كلام الراعي، بالقول: “عذراً سيدنا الراعي لم نفهم دعوتَك النواب في عظة اليوم (امس) الى تلبية الحوار، لأننا عززنا موقفَنا بمضمون عظتك السابقة والتي قلت فيها إن: لا أحد يفهم لماذا بُتِرَت جلسة حزيران الانتخابيّة بمخالفة المادّة 49 من الدستور، والحوار الحقيقي والفاعل هو التّصويت في مجلس النواب لانتخاب رئيس”.

وتأييداً لدعوة بري الأخيرة، اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن “المطلوب تلبية نداء الرئيس نبيه بري للحوار من دون شروط مسبقة، لأن البلد مُلْك الميثاقية لا ملك النّزعات الانقسامية، ولا تسوية رئاسية من دون حوار، ولا محل للاستسلام السياسي، ووحدة لبنان خط أحمر، وصبرنا لا نهاية له، ولبنان المنيع منيع للأبد”.

شارك المقال