صفقة “باسيلية – ميقاتية” شرعنت جلسة الحكومة… “تطهير” في عين الحلوة؟

لبنان الكبير

يبدو أن ما كان منتظراً في عين الحلوة قد تحقق في وقت متأخر من ليلة أمس، فقد دارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية بعدما شنت حركة “فتح” هجوماً مركزأً على حي التعمير في المخيم، فيما يتم التداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخبر عن انطلاق معركة تطهير عين الحلوة من “المرتدين” وسط نزوح كثيف للمدنيين باتجاه صيدا.

وكانت الحياة السياسية شهدت صباحاً تطوراً لم يكن بالحسبان تمثّل في إقرار الحكومة من خارج جدول الأعمال 91 مرسوماً لاستعادة الجنسية اللبنانية من دون اعتراض بحجة “المس بصلاحيات الرئاسة”، ولعل السبب في ذلك يعود إلى أن غالبية الذين استعادوا جنسيتهم هي من المسيحيين بما يبدو أنه صفقة واضحة للوقوف على خاطر الذات الباسيلية، ما يعطي مؤشراً الى شكل العهد الجديد إذا تحققت إرادة الممانعة، وأوصلت مرشحها سليمان فرنجية للرئاسة، بحيث ستزدهر تجارة الملفات والمناصب، بما يمدد عهد “جهنم” ٦ سنوات جديدة، مع كل ما يعنيه ذلك من انهيار وتدمير ممنهج للبلد ومؤسساته.

وفيما أقرت الحكومة اعتماد منصة “بلومبرغ” بديلاً من منصة “صيرفة”، مع ارتباك في الأوساط الاقتصادية حول تبعيات هذه الخطوة، ينتظر اللبنانيون منصة “بري” الحوارية وقدرة رئيس المجلس على تخطي سوق الرفض لها، وفتح باب المجلس للجلسات المفتوحة، وسط تساؤلات عما إذا سيكون الحوار بمن حضر.

ومن المتوقع أن يكون الملف اللبناني على طاولة البحث في اللقاء الذي سيجمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، على هامش لقاء قمة العشرين، الذي تستضيفه الهند.

وهكذا، أقر مجلس الوزراء استخدام منصة “بلومبرغ” لتحل مكان “صيرفة”، في مسعى للحد من اقتصاد الكاش والزبائنية التي وصمت المنصة السابقة، ومحاولة منع المضاربات في السوق السوداء على العملة الوطنية.

غير أن اللافت في الجلسة كان هبوط 91 مرسوماً بـ “الباراشوت” من خارج جدول الأعمال على طاولة الحكومة أقرت جميعاً، بما يبدو أنه مقايضة مع “التيار الوطني الحر”، مقابل القبول بشرعية الجلسة وتعيين النقص في الضابطة الجمركية والمراقبين الجويين.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي افتتح الجلسة بالتأكيد باسمه وباسم الحكومة “أولوية الاسراع في إنتخاب رئيس للجمهورية”، معرباً عن “تأييد الدعوة الى الحوار البرلماني وتشجيع تلاقي القوى السياسية للتشاور والبحث الجاد الذي يفضي الى الاسراع في انتخاب رئيس”. وشكر “الأخوة العرب واللجنة الخماسية والدول الصديقة لسعيهم الدائم الى مساعدة لبنان للخروج من أزماته السياسية والاقتصادية”.

إلى ذلك، رأى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب أن “المشكلة اليوم ليست مشكلة مسلم ومسيحي وليست مشكلة صلاحيات، المشكلة اليوم هي المزايدات بين السياسيين في البيئة الواحدة التي يعتبرونها بيئتهم، وهي مشكلة زعامات تخرب البلد من أجل أن تصل الى مصالح شخصية وفئوية والذي يدفع الثمن هم أبناء البيئة نفسها التي يدعون أنهم يدافعون عنها”.

ودعا خلال حفل أقامه مستشفى الزهراء لمناسبة افتتاح أقسام جديدة فيه، السياسيين الى “التعقل والاستجابة لدعوة الرئيس بري للحوار للخروج من هذه المشكلة كي نخطو خطوة جديدة باتجاه الإصلاح الكامل وباتجاه دولة المواطنة والخروج من الطائفية السياسية لكي لا نكرر أنفسنا وتحصل حرب جديدة كل 15 عاماً”.

على الضفة المقابلة، اعتبر رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميل خلال لقاء مع السفير البلجيكي كوين ڤيرڤايك أن “لبنان مخطوف من حزب الله الذي استولى على المؤسسات وأخذها رهينة، وأن الخروج من هذا الواقع بات أولوية مطلقة ويحتاج الى مقاربة غير تقليدية لاستعادة قرار الدولة”.

وجرى خلال اللقاء نقاش موضوع الاستحقاق الرئاسي و”الدور التدميري الذي ينتهجه حزب الله في لبنان لا سيما أنه مدرج على لائحة التنظيمات الإرهابية في كندا”.

وعلى خط معراب – بكركي، نفى نائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان الكلام عن تباين في المواقف بين بكركي و”القوات”، مؤكداً أنه “ليس دقيقاً ولا صحيحاً”. وأشار الى أن “كلام البطريرك (بشارة) الراعي أُوِّلَ على غير ما يراد به، فهو دعا الى احترام الدستور الذي يدعو الى انتخاب رئيس في جلسة ودورات متتالية وهذا هو موقف القوات الثابت الذي تسير عليه”. وقال: “ضمن حديث البطريرك الراعي عن الاحترام الدقيق للدستور تحدث وشرح مقومات الحوار اذا ما حصل، انّما لم يربط إطلاقاً الانتخاب الذي يجب أن يحصل في أسرع وقت بالحوار، وبالتالي أعتقد أن هناك محاولة لتأويل موقف البطريرك غير صحيحة والأيام المقبلة ستثبت أنّ البعض حاول إعطاء موقفه بعداً غير موجود، فنحن والراعي على تفاهم وتنسيق وعلاقة حقيقية ووطيدة لا تدخل عليها شوائب”.

وفي شأن أمني، أعلنت قيادة الجيش – مديرية التوجيه أنه “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي عبر الحدود البريّة، أحبطت وحدات من الجيش، في تواريخ مختلفة خلال الأسبوع الحالي، محاولة تسلل نحو 1200 سوري عند الحدود اللبنانية – السورية”. ولاحقاً، أشارت في بيان ثانٍ الى أنه “في إطار مكافحة تهريب الأشخاص والتسلل غير الشرعي، أوقفت وحدة من الجيش في منطقة البقيعة – وادي خالد المواطن (خ.ع.) لتورطه مع آخرين في تهريب أشخاص عبر الحدود البريّة، وضبطت في حوزته سلاحاً حربيّاً وكمية من الذخائر وهواتف خلوية. سلّمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوف بإشراف القضاء المختص”.

شارك المقال