الكل بانتظار لقاء اليرزة السني

لبنان الكبير

بلد اعتاد تأجيل مشكلاته والهروب بها إلى الأمام، من الطبيعي أن يؤجل العام الدراسي شهراً بانتظار تبلور المشهد في الملف الرئاسي، الذي تعيش حيثياته تناقضاً بين الفريقين المنقسمين في البلد، فالممانعة تؤكد أن تبني الموفد الفرنسي جان ايف لودريان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري يأتي انسجاماً مع الخماسي الدولي، فيما المعارضة ترى أن تبنيه المبادرة هو انقلاب فرنسي على الخماسي الدولي الذي يدعو الى احترام الأطر الدستورية بانتخاب رئيس، وهذا لا يتم إلا عبر الدعوة مباشرة إلى جلسات مفتوحة في مجلس النواب.

وينتظر الفريقان اللقاء الذي دعا إليه السفير السعودي وليد بخاري في دارته في اليرزة اليوم، وسيجمع النواب السنة مع الموفد الفرنسي في حضور مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وعند الموقف السني بعدها يبنى على الشيء مقتضاه.

جولة الاقتتال الثانية في مخيم عين الحلوة اشتدت أمس وطالت الاشتباكات قياديين من تنظيماته، وهي تتخذ أبعاداً تتخطى المخيم، بحسب ما ألمح قيادي في حركة “حماس”، بحيث يبدو أن الاشتباكات متعلقة بالسلطة الفلسطينية ووراثة الرئيس محمود عباس.

في حارة حريك حط لودريان والتقى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وتطرق الحديث إلى “المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين ‏حول الموضوع الرئاسي”، وفق ما أفادت العلاقات الاعلامية في “حزب الله”. واعتبر لودريان أن “طرح الرئيس بري للحوار‎‎‏ يصب في ‏السياق نفسه، ويكمل المساعي الفرنسية في هذا الصدد”.‏ فيما شدد رعد على “أهمية الحوار والتواصل بين اللبنانيين ‏بإعتباره السبيل الوحيد المتاح للخروج من الوضع الحالي في الموضوع الرئاسي”. وجرت مناقشة عامة للآليات والخطوات المرتقبة على هذا الصعيد.

وكان لودريان التقى رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، في حضور رئيس الحزب رئيس كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب تيمور جنبلاط وعضو الكتلة النائب وائل أبو فاعور، وتناول البحث المستجدات الرئاسية. وقال وليد جنبلاط بعد اللقاء: “دائماً لدى حزب القوات وجهة نظر مختلفة عن وجهة نظرنا ونحن نفضّل وجهة نظر الرئيس نبيه برّي ولودريان القائمة على الحوار”.

ورداً على سؤال إن كان “اللقاء الديموقراطي” أُبلغ بتوقيت عقد جلسة للحوار، أجاب: “لم نُبلغ بشيئ، وكل شي بوقته”.

وعمّا إذا كان لودريان يدعم رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، قال جنبلاط: “لم ندخل بالأسماء ولا تدخلوني بلعبة الأسماء. بعض الفرقاء المحليين لا يريد حلاً ولنسأل الذين يغرّدون على التلال”.

بعدها، التقى الموفد الفرنسي عدداً من النواب التغييريين في قصر الصنوبر وأولم على شرفهم. وقال النائب ياسين ياسين بعد لقائه لودريان: “حاول إقناعنا بحوار برّي وقلت له شخصياً إن هذا الحوار غير دستوري وهو أجابنا بأن لا حلّ إلّا به فإمّا الحوار أو خطر وجودي على لبنان”.

واستقبل لودريان في قصر الصنوبر ممثليْ كتلة “تجدّد” النائبين ميشال معوض وفؤاد مخزومي. وأصدرت الكتلة بياناً عقب اللقاء أشارت فيه إلى أن “الحوار لا يعني أبداً تشريع طاولات خارجة عن المؤسسات، لطالما أسست لأعراف هجينة شكلت وتشكل انقلاباً على الدستور، وصادرت المؤسسات”، مجددة تأكيد “الموقف الموحد مع شركائها في المعارضة على الرفض المطلق للمشاركة في مثل هذه الطاولات”. وأوضحت أنها عرضت للموفد الفرنسي “أفكاراً تصلح لأن تشكل بدائل دستورية للخروج من الأزمة”.

وعصراً، زار لودريان الصيفي حيث اجتمع مع رئيس حزب “الكتائب” النائب سامي الجميّل، الذي شدد على أن “أي حوار ليس فيه تطمين لضحية العمل الانقلابي لحزب الله هو تكريس لانتصار الجلاد على الضحية”. وقال: “نحن بحاجة الى تطمين وإلا نعتبر المسار انقلابياً لا يمكن إلا أن يؤدي إلى سيطرة حزب الله على القرار السياسي في لبنان”.

وتمنى الجميل أن “يأخذ لودريان الملاحظات وهو في مرحلة بلورة المبادرة التي سيقوم بها وهي توافقية لكن يفكر في ترجمتها عملياً، وأن تأخذ الترجمة كل الملاحظات والمخاوف وأن يكون هناك تطمين حقيقي للمعارضة وليس تطميناً لمن يعطل البلد ويسيطر عليه ولديه ميليشيا وسلاح ومتهم بالقتل هنا وهناك”.

أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع فأشار بعد لقائه لودريان إلى أن “من عطل إنتخاب الرئيس حتى اليوم هو محور الممانعة”. وقال: “بإسم الحوار يعطّلون الانتخابات الرئاسية، ولو أن نظريتهم صحيحة فلماذا ينسحبون من الجلسات؟”.

أضاف: “من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منا مساعدتكم في تضييع الوقت”. واعتبر أن “الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية الى الحوار سمّ في الدسم”، لافتاً الى أن “الوقت الحالي هو لانتخاب رئيس للجمهورية وليس لتضييع الوقت بالحوارات التي هي قائمة كل اليوم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”.

وتابع جعجع: “لا لجلسات متتالية، بل جلسة واحدة ودورات متتالية، ولن نشارك في الإلهاء عن الانتخابات الرئاسية”. وشدد على أن “ليس لدينا فيتو على اسم قائد الجيش جوزيف عون وكل شيئ في وقته”.

أمنياً، وفي سياق اشتباكات عين الحلوة، قطعت القوى الأمنية الطريق للقادمين من الجنوب باتجاه بيروت وجرى تحويل السير في منطقة الزهراني باتجاه الخط البحري، وذلك بسبب الرصاص الطائش جراء الاشتباكات المندلعة في المخيم، فيما كان القيادي في حركة “حماس” موسى أبو مرزوق يصرح بأن ما يحصل في عين الحلوة هو تدمير للمخيم تحت عنوان مكافحة الإرهاب ولكن من دون نتائج حقيقية تذكر، بينما أكد المسؤول الفتحاوي عزام الأحمد أن هناك من يريد توسيع الفوضى والتصادم.

شارك المقال