تحذير قبرصي من تداعيات انهيار لبنان… وهدنة بري الفلسطينية تهتز

لبنان الكبير

عادت الجبهات السياسية إلى ما كانت عليه قبل زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان، المعارضة تطالب بجلسة انتخابات رئاسية مع دورات مفتوحة، والممانعة تطالب بالحوار، وفيما الأنظار موجهة إلى نيويورك، حيث يعقد ممثلو “الخماسي الدولي” اجتماعاً على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، علّه يحقق خرقاً في الجدار الرئاسي في هذه الأجواء، برز تحذير قبرصي من خطورة انهيار لبنان، الأمر الذي يعني تدفق اللاجئين إلى أوروبا.

والانهيار يمكن تجنبه بإجراء الاصلاحات اللازمة، إلا أن وفد صندوق النقد الدولي الذي كان في زيارة الى لبنان، وجد أن المكان الوحيد الذي حصل فيه تغيير هو الحاكمية الجديدة لمصرف لبنان، أما الاصلاحات المطلوبة من السلطة، فلا تزال قيد البحث والأخذ والرد، تحديداً في ظل شلل العمل المؤسساتي بسبب حسابات سياسية ضيقة، وأجندات لقوى سياسية دمرت البلد.

وسط هذه الأجواء، يبدو أن الاتفاق الذي رعاه رئيس مجلس النواب نبيه بري لوقف الاقتتال في مخيم عين الحلوة قاب قوسين أو أدنى من الانهيار، فلا المدارس المحتلة أخليت، ولا أي مطلوب سُلّم، فيما حركة “حماس” تحاول الحصول على مكتسبات في رام الله على ظهر عاصمة الشتات “الحلوة”، وقد شهد المخيم حركة نزوح بعد ورود معلومات عن أن الجنون سيعود، والكلام سيكون للرصاص والقذائف.

واللافت أمس كان التحذير القبرصي من انهيار لبنان، خوفاً من تدفق اللاجئين إلى أوروبا، بحيث أعلنت سلطات البلد العضو في الاتحاد الأوروبي أنّها طلبت من الاتحاد مراجعة وضع سوريا، إن كانت لا تزال غير آمنة ولا يمكن إعادة طالبي اللجوء إليها.

تأتي هذه الخطوة في أعقاب موجة من الهجمات ذات الدوافع العنصرية على الأجانب في الأسابيع الأخيرة، وسط تزايد المشاعر المعادية للمهاجرين في الجزيرة المتوسطية.

ولفت وزير الداخلية كونستانتينوس يوانو الى أنه سيحاول إقناع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة بإنهاء وضع سوريا كدولة غير آمنة لا يمكن إعادة اللاجئين إليها. وقال في رسالة إلى نائب رئيسة المفوضية الأوروبية مارغريتيس سخيناس، إنه أثار أيضاً الحاجة الملحة الى مساعدة لبنان الذي لجأ إليه نحو 2,5 مليون سوري.

أضاف: “المعلومات المتوافرة لدينا من السلطات في لبنان هي أن هناك زيادة في عدد السوريين الذين ينتقلون اليه، ولبنان حاجز. إذا انهار لبنان، فستواجه أوروبا بأكملها مشكلة”.

وفيما تنتظر القوى السياسية مطلع الأسبوع وصول الموفد القطري، علّه يستطيع تليين موقف الممانعة والتخلي عن التمسك بمرشح “التحدي”، تحديداً لأن قطر على علاقة أكثر من جيدة مع إيران، عادت المواقف التصعيدية لتبرز مجدداً، فقد أشار نائب الأمين العام لـ “حزب الله” الشيخ نعيم قاسم إلى أن “الأحجام القيادية والسياسية معروفة، ولن يتمكن المتوترون ‏وأصحاب التصريحات اليومية عالية السقف إلا من التدهور والخراب ونحن نريد مع الشرفاء إعمار البلد وإنقاذه. يبدو أن الأمور لم تنضج بعد، ولكن الوقت لن يأتي بالمعجزات، كل وقت نخسره يزيد الخسائر بلا فائدة”، متمنياً “أن يستيقظ ضمير هؤلاء المعاندين من أجل أن يتعاونوا مع أبناء وطنهم لانجاز هذا الاستحقاق”.

ورأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن أن “اللبنانيين ينتظرون أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، ومن يتحمل تأخير الانتخاب هو من يرفض الحوار والتفاهم، ويصرّ على تحقيق أجندة ليست في مصلحة لبنان، بل هي في مصلحة المطالب الأميركية من لبنان”.

وفي السياق نفسه، اعتبر عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب علي خريس أن “من يرفض الحوار خصوصاً في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة، لا يريد انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو يسعى الى إبقاء أزمة البلد مفتوحة، لا سيما وأن أزمات البلد تتفاقم أكثر فأكثر”، مؤكداً أن “الوقت ليس لمصلحة أحد، فتعالوا إلى كلمة سواء، واستجيبوا لدعوة الرئيس بري لأجل الحوار وانتخاب رئيس للجمهورية”.

وعلى وقع الانقسام الحاصل في البلد، غادر رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب مع وفد رسمي الى نيويورك، للمشاركة في إفتتاح الدورة الـ ٧٨ للجمعية العامة للأمم المتحدة والنشاطات التي تقام على هامشها، وستعمل محركاتهم على استشراف آراء الخماسي الدولي، الذي سيحضر ممثلوه هناك، وينقلونها إلى القيادات السياسية في البلد، علّ هناك ما يمكن أن يحقق خرقاً في جدار الأزمة.

وتلتئم الجمعية العامة في ظل غياب ملحوظ للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، فضلاً عن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ.

وعليه، ستكون الولايات المتحدة مع الرئيس جو بايدن، العضو الوحيد الدائم في مجلس الأمن الممثل على أعلى مستوى، الأمر الذي يعتبر بعض الديبلوماسيين أنه مؤشر سيئ بالنسبة الى المنظمة الدولية.

شارك المقال