“الخماسية” تنشق افريقياً… كلام دولي معسول عن النزوح دون حل

لبنان الكبير

يبدو أن الخماسي الدولي أصيب بعدوى الانقسام اللبناني إذا صح ما نقل عن خلاف أميركي – فرنسي خلال اجتماع اللجنة الدولية في نيويورك، وهو خلاف ليس على مصلحة لبنان، بل غضب فرنسي من الأداء الأميركي في القارة الافريقية، بعد تراجع نفوذ فرنسا في أكثر من دولة إثر الانقلابات التي حصلت في الفترة الأخيرة. ويأتي هذا الخلاف على وقع تأجيل قطر زيارة موفدها إلى لبنان وإعلان قائد الجيش جوزيف عون عدم اكتراثه بالرئاسة.

في نيويورك، حضر لبنان بتمثيل تصريف الأعمال، وأثار خطر النزوح السوري القديم والمستجد منه، لا سيما في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها البلد، ورد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بكلام معسول لا يقدم ولا يؤخر، لا يعيد اللاجئين ولا يستطيع حتى توقيف تدفقهم بطرق غير شرعية، عبر معابر خارج سلطة سيادة الدولة تتحكم بها قوى الأمر الواقع وبعض العصابات.

في الشأن الرئاسي، ومن سيدني أستراليا أوضح البطريرك الماروني بشارة الراعي كلامه الذي صرّح به في لبنان عن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلاً: “هناك لغط حول ما قلناه، وأنا دائماً أقول وقبل دعوة الرئيس بري ان الحوار هو في التصويت في المجلس النيابي. الحوار هو الانتخاب، والتوافق هو الانتخاب. وانا لم أقل انني مع الحوار، بل قلت اذا تم الحوار بعد موافقة الجميع عليه، والمجلس النيابي اليوم في حالة انتخابية، وفي الانتخاب يتحاورون”.

ولفت الراعي إلى أن “لا مبرر ألا يكونوا قد انتخبوا رئيساً للجمهورية منذ أيلول الماضي عملاً بالماده ٧٣ من الدستور”، مجدداً دعوته المجلس النيابي الى “عقد جلسات متتالية وفقاً للدستور ومن دون تعطيل النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية”.

وفي السياق نفسه، أشار عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم الى أن “قائد الجيش العماد جوزيف عون يؤكد أنه خارج السباق الرئاسي، وأن همه الأساس والوحيد هو المؤسسة العسكرية، وإبقاؤها بعيداً من السجالات السياسية القائمة، لكن ذلك لا يعني انسحابه أو رفضه الرئاسة”. ورأى كرم في حديث اذاعي أن “لا ارتباط بين اجتماع الخماسية والحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري”، مشدداً على أن “أي حوارات مباشرة أو غير مباشرة، تجري بين الفرقاء في الداخل تنتج رئيساً للجمهورية، انطلاقاً من احترام الدستور، والدعوة الى جلسة بدورات متتالية، وهذا ما يدعو اليه أصدقاء لبنان”. وأكد “استمرار تقاطع قوى المعارضة على اسم جهاد أزعور حتى هذه اللحظة”، معتبراً أن “المعركة في لبنان اليوم ليست رئاسية إنما معركة بقاء الدولة اللبنانية أو سيطرة الدويلة على الدولة”.

وفي نيويورك، اجتمع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع الأمين العام للأمم المتحدة في مقر الأمانة العامة. وجدد غوتيريس خلال اللقاء “تأكيد التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني”، معرباً عن تقديره لـ”سخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين”. وأكد أنه “سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للأسر الأكثر فقراً في لبنان وحل أزمة النازحين”.

أما رئيس الحكومة فشكر الأمم المتحدة على “دعمها للبنان على الصعد كافة”، وغوتيريس على “دعمه الموقف اللبناني خلال عملية التجديد لولاية اليونيفيل”. وجدد “تأكيد التزام لبنان بالقرارات الدولية”، داعياً الأمم المتحدة الى “دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته”. وأعرب عن “قلق لبنان من ارتفاع أعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمل المزيد خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادة التي يعاني منها”.

تربوياً، دعا وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي “الأسرة التربوية بكل مكوناتها إلى الاستعداد للعام الدراسي الجديد، وطي صفحة التعطيل القسري الذي فرضته ظروف قاسية أرخت بظلالها على العام الدراسي المنصرم”. وقال: “تحسساً منا بالمستوى المتدني للرواتب، وتجاوباً مع المراجعات الكثيرة التي تمت معنا، وإظهاراً للنوايا الحسنة التي تضمرها وزارة التربية نحو جميع الأساتذة والمعلمين، وضماناً لبداية عام دراسي هادئة، نعلن وقف العمل بقرارات حسم الرواتب التي اتخذت سابقاً والقرارات المحالة إلينا راهناً، على أمل أن يشكل هذا الإجراء عامل دفع جديداً لكل أفراد الهيئة التعليمية من أجل عام دراسي مكلل بالنجاح”.

وفي تنويه إضافي مستحق، أشاد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان خلال استقباله المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، بـ”الجهود المميزة التي يقوم بها اللواء عثمان في عمله الدؤوب واستقامته في أداء واجبه الوطني”، منوهاً بـ”الانجازات التي تقوم بها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بكل أجهزتها لحماية السلم الأهلي ونشر الاطمئنان والأمان في لبنان”. فيما أكد عثمان أن “المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي على جهوزية دائمة في حفظ الأمن والاستقرار على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، وهي في خدمة الوطن والمواطنين في كل المناطق اللبنانية، وتعمل بأجهزتها كافة بصورة منتظمة من دون أي كلل أو ملل”.

شارك المقال