لا حل في نيويورك… جنبلاط يشطح سياسياً

لبنان الكبير

بينما يتواجد مسؤولو لبنان في نيويورك من أجل تأكيد المؤكد بأننا بلد لا يمكنه الاستغناء عن الخارج ويناشده بصورة مستمرة مساندته ومساعدته في شؤونه الخاصة، وبينما تجتمع الدول وتؤكد واشنطن أهمية ضبط الاستحقاق الرئاسي اللبناني في زمان محدد، إستُهدفت السفارة الأميركية في عوكر من خلال رصاص مجهول الهوية لكنه أصابها في العمق، وهذا ما رفضته واستنكرته السلطة اللبنانية مباشرةً.

وبالتزامن مع هذا الاستهداف السياسي بالمباشر، لا يزال الملف الرئاسي اللبناني على حاله بإنتظار الموفدين الدوليين وآخرهم القطري الذي وصل الى بيروت في الساعات الماضية وباشر سلسلة لقاءات وإتصالات بعيداً عن الأضواء. ووسط غياب البيان الخماسي عن لقاء نيويورك الأخير، غرّد رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط قائلاً: “انطباعي الشخصي هو أن بعض أعضاء المجموعة الخماسية يفسد مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان والنتيجة أن الخماسية أصبحت رباعية. فلتشرح لنا السعودية ماذا تريد؟”، مع العلم أن المملكة العربية لطالما أكدت أنها لا تتدخل في الأمور الداخلية وعلى اللبنانيين إختيار رئيسهم.

وفي هذا السياق، أوضحت أوساط الحزب “التقدمي الاشتراكي” عبر “لبنان الكبير” نيّة جنبلاط، مشيرة إلى أن كلامه “كان في سياق تعليقه على فشل اللجنة الخماسية في اجتماع نيويورك وأكبر دليل عدم صدور بيان عن اجتماعها الأخير، فكيف سيساندون لبنان وهم غير متفقين بين بعضهم البعض؟”، معتبرةً أن “كلامه جاء بمثابة مطالبة وحث وتمنٍ على دول اللجنة الخماسية أن تبذل جهوداً اضافية لمساعدة لبنان”.

وأكدت هذه الأوساط أن “التقدمي كان ولا يزال مع دعوة الرئيس نبيه بري الحوارية ولكن لدينا توجهان، الأول أن يحظى الرئيس المقبل بشعبية مسيحية وأن توافق عليه الدول العربية والخليجية، وهذا موقفنا الأساس ولا يتعارض مع الآخر، لكننا سنبقى محل ما نحنا على مصلحة البلد”.

وفي المقابل، وصفت مصادر “القوات اللبنانية” كلام جنبلاط بـ”الشطح السياسي”، مشيرةً الى وجوب “أن يعي وليد بيك جيداً أن من عطل الجلسات الـ12 السابقة ويعطل كل الاستحقاقات الداخلية وأجهض مبادرته الرئاسية هو حزب الله وحليفه الرئيس بري بالاضافة الى إيران، وليست المملكة العربية السعودية أو المعارضة”.

وشددت المصادر على أن “المملكة العربية السعودية تدرك جيداً ما تريده من لبنان، فهي تريد بصورة واضحة تطبيق اتفاق الطائف أولاً، انتظام المؤسسات، الاستقرار والازدهار، وأن ينعم لبنان وشعبه بحياة آمنة وكريمة وهذا ما عملت عليه تاريخياً وتعمل عليه اليوم”، لافتةً الى أن “المملكة لا تريد أن يكون لبنان مسرحاً لدول اقليمية ومساحة مستباحة أو صندوق بريد لايران أو غيرها على مستوى المنطقة، أو أن يكون مساحة فوضى ومتفجرة بل تريده جزءاً لا يتجزأ من العالم العربي والدول العربية وفي صميم الجامعة العربية وقلبها، وأن يكون جزءاً من الشرعية الدولية”.

وفي ظل أصعب الظروف التي يمر بها لبنان، عدّد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي من نيويورك الأزمات الخانقة التي تعصف بالبلد وأولها تعذر انتخاب الرئيس، وما يستتبعه من انعدام الاستقرار المؤسساتي والسياسي، محذراً من انعكاسات النزوح السلبية التي تُعمّق أزمات لبنان، الذي لن يبقَى في عين العاصفة وحده. وكرر الدعوة الى وضع خريطة طريق بالتعاون مع المعنيين كافة من المجتمع الدولي، لايجاد الحلول المستدامة لأزمة النزوح السوري، قبل أن تتفاقم تداعياتها بصورة تخرج عن السيطرة.

وفيما الأوضاع الداخلية متأزمة، عاد السفير السعودي وليد بخاري وخطف الأنظار مجدداً اثر دعوته يوم السبت الى حفل في وسط بيروت بمناسبة العيد الوطني السعودي الـ93، والذي سيكون تحت شعار “نحلم ونحقق”، وستحضره شخصيات تتعاطى الشأن العام والسياسة، وعدد من النواب والوزراء والديبلوماسيين بالاضافة الى بعض الصحافيين.

شارك المقال