قذائف “الحزب” تهدد لبنان بـ “الطوفان”

لبنان الكبير / مانشيت

أولى القذائف إنطلقت بالأمس وأشعرت اللبنانيين بالقلق من تصرف متهور يقوم به “حزب الله”، خصوصاً بعدما أعلن عن مهاجمة ثلاثة مواقع إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا، ليأتيه الرّد مباشرةً من الجانب الاسرائيلي مطلقاً قذائف مدفعية على الأحراج في الجنوب، ومدمراً الخيمتين المنصوبتين للحزب منذ عدّة أشهر. وسارع الحزب الى نصب خيمة جديدة وفي الموقع نفسه بعد هذا الاستهداف، ما جعل إسرائيل تنصح رعاياها في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية بإخلاء منازلهم. كل هذه الأحداث جعلت المواطنين يشعرون بخطر محدق وبحرب جديدة تدخلنا في مرحلة صعبة نحن بغنى عنها لا سيما وأن طائرات الاستطلاع لم تغب لحظة عن سماء الحدود، وكل هذا يزيد من المآسي اللبنانية والأوضاع على المستويات كافة. وكان مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان، هدد قائلاً: “طلبنا من دول عدة إبلاغ حكومة لبنان أننا سنحملها مسؤولية أي هجوم لحزب الله”، مع العلم أن الجيش الاسرائيلي كان أشار في وقت سابق الى أن ليس هناك تهديد وشيك في الوقت الحالي على الجبهة الشمالية.

في ظل كل هذه الأجواء التصعيدية والقصف التي تعرضت له خراج بلدات شبعا وحلتا وكفرشوبا والهبارية، وبعدما وقع عدد من الجرحى نتيجة هذا القصف، إنتشر الجيش اللبناني في المناطق الحدودية، وأعلن عن قيامه بتسيير دوريات وبمتابعة الوضع عن كثب بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل”.

وحرب “الطوفان” وصلت الى مصر على ما يبدو، بحيث لبى شرطي نداء الأقصى مطلقاً النار على سائحين إسرائيليين في الاسكندرية، ما أدى الى مقتلهما. فيما دعت حركة المقاومة الاسلامية “حماس”، الشعب الفلسطيني في جميع الساحات والمحاور إلى النفير والاشتباك مع القوات الاسرائيلية، والمستوطنين في جميع أنحاء البلاد.

جراء كل هذه الأوضاع، وللمرة الأولى منذ أكثر من خمسين عاماً، أعلن مجلس الوزراء الاسرائيلي، رسمياً “حالة الحرب في البلاد جراء هجمات حركة حماس التي أودت بحياة نحو 600 إسرائيلي وأكثر من ألفي مصاب”، وهذا الرقم لم تشهده إسرائيل من قبل، ما جعل الأوضاع تزداد توتراً.

في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن “313 شخصاً على الأقل استشهدوا من بينهم 20 طفلاً وأصيب ما يقرب من ألفين في ضربات جوية إسرائيلية على قطاع غزة منذ يوم السبت”.

كما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” أن السلطة الفلسطينية قدمت، مذكرة تدعو إلى عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية.

وإزاء هذه التطورات، توجه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى موسكو لإجراء محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بخصوص الوضع في غزة بعد أن شنت حركة “حماس” أكبر هجوم على إسرائيل منذ سنوات.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن أنقرة عازمة على “تكثيف الجهود الديبلوماسية لوقف القتال بين إسرائيل والفلسطينيين”، مؤكداً أن “حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الاقليمي”.

وأعلنت الرئاسة المصرية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من الملك الأردني عبدالله الثاني بن الحسين، حول الأوضاع في فلسطين. وصرّح المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأنه تم التوافق على “مواصلة وتكثيف التشاور والتنسيق بين مصر والأردن بهدف تعزيز جهود تحقيق التهدئة، وصولاً الى دفع مسار التسوية الشاملة والعادلة للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يضمن إرساء السلام والاستقرار في المنطقة”.

أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فأعلن أن “لدينا تقارير تفيد بأن العديد من الأميركيين قتلوا في اسرائيل”، مشيراً إلى أن بلاده “تعمل على التحقق من ذلك”.

أضاف: “ليس لدى الولايات المتحدة أي دليل على تورط إيران في التصعيد الفلسطيني – الإسرائيلي”. وبحسب بلينكن، فإن حركة “حماس” ما كانت لتكون بالقوة التي هي عليها الآن من دون مساعدة إيران، على الرغم من خضوعها لعقوبات من الولايات المتحدة.

شارك المقال