أميركا تحذر “الحزب”… نتنياهو يحصل على “حكومة الطوارئ” وجيشه مرتبك

لبنان الكبير / مانشيت

يبدو أن التخبط الاسرائيلي هو من سيورط المنطقة في حرب، ففي اليوم الخامس لعملية “طوفان الأقصى” يقاتل عناصر الجيش الاسرائيلي خيالاتهم، وتدوي صفارات الانذار في المستعمرات، تحديداً في شمال فلسطين المحتلة ثم يقولون إنها انطلقت بسبب خطأ بشري، فيما تثبت حركة “حماس” نفسها كل يوم أكثر من ذي قبل، فبعد إمطار عسقلان بالصواريخ، استهدفت كتائبها أمس مدينة حيفا واعدة بمزيد من المفاجآت.

وفيما اتفق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وخصمه المعارض بيني غانتس على تشكيل “حكومة طوارئ” ما يؤشر إلى احتمال اجتياح غزة براً الأمر الدي يعتبره “حزب الله” خطاً أحمر، سيفرض دخوله المعركة إلى جانب “حماس” وفتح جبهة الجنوب، نقلت قناة “سي أن أن” عن مسؤولين في الادارة الأميركية، أن الولايات المتحدة وجهت رسالة إلى “حزب الله” من خلال عدد من القنوات بما في ذلك الحكومة اللبنانية ورئيس البرلمان المتحالف مع “حزب الله” نبيه بري، بضرورة البقاء خارج الصراع. وقد تكون زيارة السفيرة الأميركية دوروثي شيا المفاجئة إلى عين التينة أول من أمس جاءت في هذا الاطار. وذكرت القناة أن فرنسا أبلغت “حزب الله” أيضاً، بناءً على طلب إسرائيل، أن عليه البقاء بعيداً عن الحرب وعدم التصعيد أكثر وإلا سترد إسرائيل بصورة كبيرة.

وسط هذه الأجواء، لا تلحظ الولايات المتحدة التي نشرت حاملة طائراتها “جيرالد فورد” لدعم اسرائيل، أي مؤشرات إلى اعتزام فاعلين إقليميين في المنطقة الانضمام إلى هجوم “حماس” على إسرائيل. وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي الجنرال تشارلز براون في مؤتمر صحافي على هامش اجتماع لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل: “لم أرَ أي مؤشرات إلى أن فاعلين إضافيين سيشاركون في الإضرار بإسرائيل”، مضيفاً: “هذا هو أحد الأسباب التي دفعتنا إلى تعديل انتشار قوتنا، لا دعماً لاسرائيل وحسب، بل أيضاً لردع أي عمل مستقبلي”.

وكرّر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، تحذير بايدن لأعداء إسرائيل من مغبة التدخل في النزاع، قائلاً: “لأي دولة، لأي منظمة، لأي شخص يفكر في محاولة الافادة من المعاناة في إسرائيل لمحاولة توسيع النزاع أو محاولة إراقة المزيد من الدماء، لدينا كلمة واحدة فقط: لا تفعلوا”.

إلى ذلك، أكدت مصادر حكومية لوسائل الاعلام أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تلقى عدة اتصالات لمعرفة نوايا “حزب الله”، ونقل اليه رسائل تحذير من أجل تجنّبِ التصعيد.

وكان الحزب استكمل صباح أمس الرد على مقتل ثلاثة من عناصره في قصف اسرائيلي قبل يومين، وذلك عبر استهداف موقع الجراح الاسرائيلي مقابل منطقة الضهيرة بالصواريخ المُوجّهة. وأكد في بيان تبنٍ للعملية أن “المقاومة ستكون حاسمة في ردها على الاعتداءات الإسرائيلية التي ‏تستهدف بلدنا وأمن شعبنا خصوصاً عندما تؤدي هذه الاعتداءات إلى سقوط الشهداء”.

وقد يضطر الحزب إلى الرد بسبب التخبط الذي يشوب عناصر الجيش الاسرائيلي، بحيث تدوي كل بضع ساعات صفارات الانذار في المستوطنات الاسرائيلية الشمالية، وتبدأ وسائل الاعلام العبرية بنشر روايات عن حدث أمني، وآخرها كان مساء أمس، اذ تضاربت المعلومات بين عملية تسلل، ومسيّرات، وطائرات شراعية تحمل مقاتلين تخرق المستوطنات، ليتبين بعدها أن الأمر هو ارتباك بين مجموعتين اسرائيليتين أطلقتا النار على بعضهما البعض.

وينقل الاعلام اللبناني هذه الأخبار عن الاعلام الاسرائيلي، ويضيف اليها من عنده، اذ نقلت مواقع الكترونية أمس أخباراً عن أن السفارة الأميركية في بيروت أصدرت تحذيراً للمواطنين الأميركيين بمغادرة لبنان، بالاضافة إلى إخلاء السفارة، لتعود الأخيرة وتنفي هذه الأخبار، مؤكدة أنها تعمل بصورة طبيعية.

وكما السفارة، كذلك “اليونيفيل” التي اضطر المتحدث باسمها أندريا تيننتي الى التأكيد أنها لا تزال موجودة ومستمرة في عملها على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، بعد انتشار أخبار عن إخلائها مواقعها بناء على طلب من “حزب الله”، فيما سجل ليلاً تكثيف لدوريات “اليونيفيل” والجيش على الحدود الجنوبية.

وكانت قيادة الجيش أعلنت في بيان سابق أن ” وحدة من الجيش عثرت، بعد عملية مسح وتفتيش للمناطق الحدودية، في سهل القليلة على المنصة التي أطلِق منها عدد من الصواريخ يوم الثلاثاء، وكانت تحمل صاروخاً عملت الوحدة المختصة على تفكيكه”.

وتحسباً لمزيد من التطورات، تهافت اللبنانيون على تكديس المواد الغذائية والأولية، وأعلن أمين سر نقابة أصحاب محطات المحروقات في لبنان حسن جعفر في حديث إذاعي أن “ما حصل على الحدود أدى الى التهافت على السوبر ماركات ومحطات البنزين ولكن لا أزمة بنزين ومخزوننا يكفي لعشرين يوماً”، مشيراً الى أن “أحداث غزة أدت الى رفع سعر برميل النفط عالمياً وسنشهد انخفاضاً في سعر صفيحة البنزين يوم الجمعة المقبل في حال لم يرتفع سعر برميل النفط العالمي”.

شارك المقال