7 أيام بعد الطوفان: عصام عبد الله شاهداً… “نكبة 2” في “سفر التغريبة”

لبنان الكبير / مانشيت

وفي اليوم السادس بعد الطوفان، ازدحمت عناوين الوجع العربي، من تدمير غزة وقتل أهلها، الى خطط التهجير وفتح ملفات “الخيارات البديلة” للقضية الفلسطينية، من شرقي نهر الأردن الى صحراء سيناء… الى الزميل عصام عبدالله الذي غطى أحداثاً حول العالم وعاد سالماً من أكثر البقع خطورة، أبى أن تروي دماءه غير أرض الجنوب، فارتقى شهيداً على يد العدو الاسرائيلي في جريمة ترتقي إلى مستوى جرائم الحرب، بحيث استهدف جيشه تجمعاً لصحافيين قرب الحدود في منطقة مفتوحة، ما تسبب باستشهاد عبد الله وجرح 5 زملاء آخرين، كانوا ينقلون التطورات على الحدود الجنوبية.

هي جريمة تهدف الى ترهيب حراس الحقيقة الذين ينقلون جرائم اسرائيل، التي تستعمل الأسلحة المحرمة دولياً، كالفوسفور الأبيض الذي أحرق غزة وقتل قرابة 1900 فلسطيني، أكثر من 600 منهم أطفال، كأنها “النكبة 2” لفلسطين، وسط دعم من الولايات المتحدة الأميركية التي أرسلت وزيرا الدفاع والخارجية إلى الكيان برفقة حاملة طائرات لتشدد على دعمها للدولة الصهيونية، التي أعلنت عن بدء أولى توغلاتها البرية الموضوعية في غزة، الأمر الذي من شأنه إذا ما تحول إلى غزو شامل، أن يشعل الجبهة الشمالية كما تتوقع غالبية المحللين.

غير أن البيت الأبيض أعلن أن أميركا لم ترصد أي دليل على أن “حزب الله” أو أطرافاً أخرى اتخذوا قراراً بتوسيع الصراع.

واعتبر رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو بنفس المطمئن إلى عدم تطور الحرب أبعد من غزة، أن هذا الهجوم على “حماس”، ليس “سوى البداية”، مضيفاً في بيان مقتضب بثه التلفزيون على غير العادة بعد دخول عطلة السبت المقدسة لدى اليهود: “نهاجم أعداءنا بقوة غير مسبوقة… أؤكد أن هذا ليس سوى بداية”.

وبينما كان وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن يتنقل من تل أبيب إلى عمان وبعدها قطر، مؤكداً أن التركيز ينصب الآن على مناطق آمنة للمدنيين في غزة، أشار مسؤول أميركي كبير الى أن “إحدى المسائل التي تمّت مناقشتها خلال اجتماعات بلينكن في تل أبيب الخميس هي “الحاجة إلى إنشاء بعض المناطق الآمنة التي يمكن للمدنيين أن ينتقلوا إليها، أن يكونوا بمأمن من العمليات الأمنية المشروعة التي تشنّها إسرائيل”، مؤكداً أن “الاسرائيليين ملتزمون بذلك. لقد أوضحوا في اجتماعنا معهم الخميس أنهم ملتزمون بذلك”.

ودعا الجيش الاسرائيلي صباح امس “سكان مدينة غزة كافة الى إخلاء منازلهم والتوجه جنوباً من أجل حماية أنفسهم والتواجد جنوب وادي غزة”، مشدداً على أنه “لن يُسمح بالعودة الى مدينة غزة الا بعد صدور بيان يسمح بذلك”.

وبعيد ذلك، ألقى الجيش الاسرائيلي مناشير باللغة العربية في سماء غزة تطالب السكان بإخلاء منازلهم في المدينة فوراً، وهو الأمر الذي رفضته “حماس”، وكذلك أعلنت السعودية رفضها دعوات التهجير القسري للفلسطينيين.

الا أن حركة نزوح كثيفة سجلت بعد التحذيرات، بحيث نزح الآلاف من غزة باتجاه الجنوب. وأكدت الأمم المتحدة أن حركة النزوح ستشمل 1,1 مليون شخص وستكون لها تبعات “مدمّرة”، فيما تحدث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية عن “إبادة جماعية” ترتكبها إسرائيل في القطاع المحاصر المعرض للقصف المتواصل.

وحذّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال لقائه بلينكن، من “أية محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب بنزوحهم”، مؤكداً ضرورة “عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين”.

وشدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوزير الخارجية الأميركي على “ضرورة وقف العدوان الاسرائيلي على أبناء شعبنا بصورة فورية، وحمايتهم، والرفض الكامل لتهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة، لأن ذلك سيكون بمثابة نكبة ثانية لشعبنا”.

ورأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن مطلب إسرائيل يعدّ “جريمة حرب جديدة”، مؤكداً أنه يحظر “على القوة القائمة بالاحتلال مباشرة نقل قسري للسكان”.

ووصل فجر أمس الجمعة إلى بيروت، وزير الخارجية الايرانية حسين أمير عبد اللهيان، ضمن جولة تشمل سوريا كذلك، والتقى مسؤولين رسميين والأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصر الله، ورأى أن “على واشنطن لجم إسرائيل اذا أرادت تجنب حرب إقليمية”، مشدداً على أن تأكيد أمن لبنان هو أحد أهداف زيارته.

وفيما أعلن “حزب الله” استهدافه 4 مواقع اسرائيلية رداً على الاعتداءات على محيط عدد من البلدات اللبنانية الجنوبية، كان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم يؤكد جهوزية الحزب متى يحين وقت أي عمل للتحرك ضد إسرائيل.

ولاقى استهداف الصحافة واستشهاد الزميل عصام عبد الله استنكاراً واسعاً في الأوساط اللبنانية، بحيث توالت البيانات من المرجعيات والقوى والأحزاب، مستنكرة ما اعتبرته الجريمة الوحشية التي ارتكبتها اسرائيل، والتي تضاف إلى الجرائم المسجلة ضد الشعبين اللبناني والفلسطيني.

شارك المقال