في عاشرة الطوفان: فشل المبادرات الانسانية… تحذير أممي من اتساع رقعة الحرب

لبنان الكبير / مانشيت

تواصلت الغارات الاسرائيلية على قطاع غزة في اليوم العاشر لـ “طوفان الأقصى”، مع تزايد أعداد الضحايا بصورة كبيرة فيما نزح أكثر من مليون شخص من القطاع المحاصر، بالتزامن مع استكمال إسرائيل استعداداتها لغزو بري، وتوجيه رسائل عالية اللهجة إلى إيران و”حزب الله” بعدم التدخل، مع تأكيد جيشها استعداده للمواجهة على جبهتين وأكثر.

إلى ذلك، فشلت الجهود الديبلوماسية التي تقودها مصر لاتفاق وقف إطلاق نار ولو مؤقت، بهدف إيصال المساعدات إلى غزة بسبب رفض اسرائيل، التي أكدت ذلك عبر قصفها معبر رفح مرتين أمس، فيما تتهدد غزة كارثة إنسانية، وفق ما تؤكد المنظمات الحقوقية العالمية، بينما ترفض مصر التي تستضيف السبت قمة دولية لبحث “تطورات القضية الفلسطينية”، تدفق عدد كبير من اللاجئين إليها، وتسعى فقط الى إجلاء الرعايا الأجانب وإدخال المساعدات الانسانية للقطاع، مع تأكيد رئيسها عبد الفتاح السيسي وجوب بقاء سكان غزة صامدين وموجودين على أرضهم.

أما لبنان الذي يشهد كل يوم تطورات على حدوده الجنوبية وقصفاً متبادلاً بين اسرائيل و”حزب الله”، فقد تعرض أمس لطوفان من نوع آخر، بحيث أغرقت الأمطار شوارعه في مشهد اعتاده اللبنانيون في السنوات الأخيرة، وأدت أيضاً إلى انهيار مبنى في منطقة المنصورية علق تحت أنقاضه عدد من الأشخاص، فيما اشتعلت طرابلس بالمعنى الحرفي، بعد أن قضى حريق على بسطات السوق القديمة فيها.

وفي ما يعتبر أخطر تحذير حتى اللحظة من جهة دولية، طالبت وزيرة خارجية كندا ميلاني جولي مواطنيها بالتفكير في مغادرة لبنان، بينما لا تزال الرحلات الجوية متاحة، وتزامنت المطالبة مع أمر اسرائيلي بإخلاء سكان 28 قرية في نطاق 2 كيلومتر من الحدود اللبنانية، بينما نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين في البنتاغون أن أميركا تجهز نحو 2000 جندي احتمالاً لنشرهم دعماً لإسرائيل.

وكان “حزب الله” أعلن أمس أنه استهدف دبابة ميركافا و5 مواقع عسكرية اسرائيلية، بينما وجه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست تحذيراً إلى الحزب وطهران أشار خلاله إلى حرب عام 2006 التي أدت إلى نزوح مليون لبناني، وقال: “لا تختبرونا في الشمال. لا ترتكبوا الخطأ نفسه الذي ارتكبتموه من قبل، لأن الثمن الذي ستدفعونه اليوم سيكون أفدح”.

وفي هذا السياق، أشار مصدر مقرب من الممانعة في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “حزب الله يحرص حتى اللحظة على عدم تخطي قواعد الاشتباك”، لافتاً الى أن “المقاومة الفلسطينية مرتاحة لوضعها، وأن التقدم الذي تحققه، تحديداً عبر الاستمرار في إطلاق الصواريخ على الرغم من ضخامة الآلة الحربية الاسرائيلية كبير جداً، وهي أصبحت تثبت معادلة أن الدم يساوي الدم، وليس كما في السابق، عندما كان العربي مقابل ألف اسرائيلي”.

وعن العدد الكبير من الضحايا، رأى المصدر أن “من الطبيعي في أي حرب أن يسقط ضحايا، فكيف إذا كان بإجرام الاسرائيلي؟”. أما عن اتساع رقعة الحرب، فأكد المصدر أنها “ستكون في هذه الحالة حرباً تغير وجه المنطقة بأكملها، ولن يخرج أحد منها سالماً.”

ويتخوّف المجتمع الدولي من هجوم بري إسرائيلي من شأنه أن يشعل المنطقة، ولهذه الغاية يجتمع مجلس الأمن الدولي الاثنين المقبل لبحث الحرب بين اسرائيل وحركة “حماس”، في حين أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ألغى زيارة كانت مقررة إلى ولاية كولورادو في غرب الولايات المتحدة، ما عزز تكهنات صحافية باحتمال زيارته إسرائيل قريباً، إلا أن البيت الأبيض أكد أن ليس في جدول بايدن أية زيارة لاسرائيل في القريب العاجل.

ودعا بايدن مجدداً إلى التهدئة، مشدداً على أن أي تحرك من جانب إسرائيل لاحتلال قطاع غزة مرة أخرى سيشكل “خطأ فادحاً”، فيما تم تقديم مشروع قرار لنواب ديموقراطيين يحث إدارة بايدن على الدعوة الى وقف إطلاق النار في إسرائيل والأراضي الفلسطينية.

وحذّر وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان امس من أن الوقت ينفد “لايجاد حلول سياسية” قبل أن يصبح “اتّساع” نطاق الحرب بين إسرائيل وحماس “حتمياً”.

أما وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان فشدد خلال اتصال مع نظيرته الألمانية على “أهمية التزام جميع الأطراف المتنازعة بما نص عليه القانون الدولي الانساني، بما في ذلك وقف استهداف المدنيين بأشكاله كافة”.

وتتكدس الجثث في جنوب قطاع غزة، ريثما يتم حفر القبور لها، فيما تخزّن جثامين القتلى في مناطق أخرى في برادات سيارات المثلجات، أو دفنها في مقابر جماعية.

وبينما شدد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن على وجوب “ألا يعاني المدنيون جراء فظائع حماس”، بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نتنياهو في النزاع القائم، محذراً من أن يتحول إلى حرب إقليمية.

وأعرب بوتين عن قلقه من “زيادة كارثية” لعدد الضحايا المدنيين في قطاع غزّة ومن تصعيد محتمل للنزاع بين إسرائيل وحركة “حماس” ليتحوّل إلى “حرب إقليمية”، مؤكداً استعداده “لتنسيق الجهود مع كلّ الشركاء من أجل وضع حدّ في أسرع وقت ممكن للأعمال العدائية وتحقيق استقرار الوضع، بما في ذلك من خلال مشروع القرار الذي قدمته روسيا إلى مجلس الأمن الدولي والذي يهدف إلى تحقيق هدنة إنسانية فورية ومتوازنة وغير مسيّسة”. واعتبر بوتين مرة جديدة أن الحلّ المستدام للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني يتمثل في “إنشاء دولة فلسطينية مستقلة”.

شارك المقال