“طوفان” الاجرام الاسرائيلي… القتيل الفلسطيني يكسر “السيوف الحديدية”؟

لبنان الكبير / مانشيت

عشية وصول الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة لدعم اسرائيل والمشاركة في قمة رباعية في العاصمة الأردنية عمان لمناقشة الحرب بين “حماس” واسرائيل بعد 11 يوماً من الطوفان، لم تستطع الآلة الحربية الاسرائيلية كبح تعطشها للدماء، فتفننت “السيوف الحديدية” في الاجرام بارتكاب جريمة حرب موصوفة عبر استهداف المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، موقعة أكثر من 500 ضحية، وسط توقعات أن يزداد العدد بعد جلاء الغبار، ليتغير فوراً المشهد أمام الأشلاء ويبدأ ضمير العالم بالتحرك.

وفي حين قد تكون هذه المجزرة المروعة سبباً لوقف الغزو البري الاسرائيلي للقطاع المحاصر، كونها تحرج الرئيس الأميركي أمام الرأي العام العالمي، كان الجو في اسرائيل يتحدث عن تحديات على جبهات عدة في حال بدأ الغزو، ويلمح إلى جبهة الشمال حيث يرى العديد من الاسرائيليين أن الردع يتآكل، بينما تتخوف جهات أخرى من حدوث أزمات إنسانية في القطاع، الذي تم غزوه مرتين سابقاً ولم يُقضَ على “حماس”.

وأدان الرئيس سعد الحريري المجزرة الاسرائيلية وكتب عبر منصة “اكس”: “حسبنا الله ونعم الوكيل… جريمة اسرائيلية جديدة ضد الانسانية تضاف الى سجل اسرائيل الاجرامي. المجتمع الدولي بكل مؤسساته مطالب بوضع حد لهذا الاجرام المتمادي”.

وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري على المجزرة بالقول: “الادانة للكيان الاسرائيلي على سفكه الدم الفلسطيني مساء اليوم (امس) في المستشفى المعمداني في قطاع غزة وعلى النحو الذي حصل وحدها لا تكفي. بعد قانا والمنصوري وقبلهما دير ياسين وصلحا وحولا وبحر البقر، هي… هي إسرائيل تصفع الانسانية على وجهها بجريمة إبادة لا تصدق، مئات الشهداء وعداد القتل الاسرائيلي لا يتوقف، فهل يصحو ضمير العالم لكبح جماح آلة الابادة الإسرائيلية، التي صدقوني لا تستهدف الشعب الفلسطيني إنما تستهدف البشرية والإاسانية على حد سواء؟”.

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي: “مئات الشهداء في مستشفى المعمداني في غزة بفعل الاجرام الاسرائيلي والضمير العالمي الساكت عن الظلم والحق. فالى متى؟”.

وأعلن ميقاتي في مذكرة اعتبار اليوم الأربعاء “يوم حداد وطني على الشهداء والضحايا الذين يسقطون بنتيجة المجازر والاعتداءات التي يرتكبها العدو الاسرائيلي وآخرها المجزرة التي استهدفت المدنيين العزل في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة وشكّلت وصمة عار في سجل الانسانية”.

واعتبر الحزب “التقدمي الاشتراكي” في بيان أن “جرائم إسرائيل تفضح وحشيتها المدعومة بغطاءٍ دولي شريك في الإجرام. الاعتداء الآثم على المستشفى المعمداني في غزة جريمة حرب موصوفة، وفوق كل ذلك ثمة من يريد تجريم الضحية. كل الرحمة لشهداء فلسطين، والادانة للصمت الدولي المتواطئ، وكل الإدانة لدولة الارهاب – إسرائيل- التي توقّع اسمها بدماء أبناء غزة”.

كما دانت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان “بأشد العبارات جريمة الحرب البشعة التي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى المدنيين الفلسطينيين في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة بعد تعرضه للقصف الاسرائيلي”، مشيرة الى أن “اسرائيل تضرب مرة جديدة عرض الحائط بالقانون الدولي، وترتكب جريمة حرب ضد الانسانية لشعب محاصر تتم إبادته بصورة جماعية ومتعمدة. يدعو لبنان مجدداً الى التدخل الفوري للمجتمع الدولي لوقف المجازر الاسرائيلية وإطلاق النار، بغية إدخال المساعدات الانسانية والطبية الى قطاع غزة، ومعالجة الجرحى والمصابين”.

توازياً، نقل مراسل “الشرق الأوسط” في تل أبيب أن القادة العسكريين الاسرائيليين مصرون على الغزو البري، مع اعتمادهم على الدعم الأميركي، إلا أن هناك تحديات تتمثل برد “حماس” والفصائل الفلسطينية، والخطر المتمثل بـ “حزب الله” شمالاً، وحشدت لأجله اسرائيل 130 ألف جندي وأخلت عشرات القرى الحدودية فيما لوحظ حشد مقابل من الحزب.

وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دعا إلى دعم دولي واسع النطاق في الحرب التي تخوضها بلاده ضد حركة “حماس” في قطاع غزة. وقال خلال لقائه المستشار الألماني أولاف شولتس: “يجب على العالم أن يقف متحداً خلف إسرائيل من أجل هزيمة حماس”.

فيما توقع مستشار الأمن القومي الاسرائيلي تساحي هنغي أن “تتدخل” الولايات المتحدة إذا تصاعدت الحرب في غزة إلى حد دخول إيران و”حزب الله” إلى جانب “حماس”، مؤكداً أن “إسرائيل لن تكون وحدها، القوة الأميركية موجودة هنا وجاهزة”.

ومن المقرر أن يصل الرئيس الأميركي اليوم إلى العاصمة الأردنية حيث يعقد لقاء رباعي يضم نتنياهو والعاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي انسحب بعد مجزرة المستشفى.

وفيما يشكل التدخل الإيراني في الحرب هاجساً لدى أميركا وحلفائها، كان الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي يؤكد أن البيت الأبيض لا يرى أي دليل في هذه المرحلة على ضلوع متزايد لإيران في الحرب بين إسرائيل و”حماس”.

أما في لبنان فلا تزال الحدود الجنوبية تشهد سخونة بين اسرائيل و”حزب الله”، وهي مضبوطة على وقع قواعد الاشتباك. وأعلن الحزب عن عمليات استهداف لـ 8 مواقع حدودية أمس، ونعى 5 من مقاتليه قضوا خلال المناوشات على الحدود، فيما أعلنت اسرائيل إصابة عسكريين ومدني إثر إطلاق صاروخ مضاد للمدرعات من لبنان.

إلى ذلك، أعلن الصليب الأحمر اللبناني نقل 4 جثث لأشخاص قضوا في القصف الاسرائيلي على الحدود، تبيّن لاحقاً أنهم فلسطينيون حاولوا التسلل إلى إٍسرائيل.

وفي السياق، أشار الناطق الرسمي بإسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي في تصريح الى “أننا فتحنا خلال الأيام الأخيرة، أبوابنا مرات عدة للمدنيين المعرضين لتهديد وشيك بالعنف، ويوم أمس تحديداً، وكذلك في الأيام السابقة، تم توفير المأوى للمدنيين في أحد مواقع الكتيبة الغانية بالقرب من الضهيرة”.

سياسياً، قال الرئيس بري خلال لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقررين: “أمام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الاسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان نحن أمام فرصة لإنتخاب رئيس للجمهورية فهل نتلقفها؟”.

أما المعارضة فأرادت مناقشة الوضع على الحدود خلال الجلسة، إلا أن بري منعها ما دفعها إلى إصدار بيان، انتقدت فيه عدم امتلاك الحكومة اللبنانية قرار الحرب والسلم، ومحذرة من جر لبنان إلى حرب لا قدرة له عليها.

شارك المقال