لبنان غرق بطوفان ثلاثي… بري يحصر الرئاسة بمرشحه

لبنان الكبير / مانشيت

لا يكفي لبنان تبعات “طوفان الأقصى” وطوفان الفراغ الدستوري، ليطوف الفساد وقلة الوعي، فتغرق المناطق بالمياه، وتتسبب بانهيارات في الطرق في مؤشر فاضح على البنى التحتيّة المهترئة، وعمليات الترقيع الفاشلة، التي تنتهجها شبه الدولة.

يمكن أن تُعزى كل الكوارث في البلد إلى الحالة غير الطبيعية التي يعيشها، فلا يمكن للجسم أن يستمر من دون رأس، وفي هذا السياق، ألغى رئيس مجلس النواب نبيه بري كل المرشحين لصالح مرشحه رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، مشيراً إلى أنه يدعو إلى جلسة عندما توافق بقية الأطراف على ترشيحه.

في هذه الأثناء، لا تزال المنطقة تعيش تبعيات الحرب الاسرائيلية على غزة، التي أدت إلى اشتعال عدة جبهات في المنطقة، وفيما الاشتباكات ترتفع حيناً وتنخفض حيناً آخر في جنوب لبنان، وصلت إلى درجة الغليان في البحر الأحمر عقب الهجمات الحوثية على السفن “دعماً لغزة”. وبعد القصف البريطاني – الأميركي المزدوج منذ يومين على اليمن رداً على ضرب الملاحة في البحر، قررت الولايات المتحدة استكمال القصف منفردة أمس، بالتزامن مع توجيه رسالة لالى إيران الداعمة لجماعة الحوثيين.

جنوباً وبعد ليل ساخن أول من أمس، أطلق الجيش الاسرائيلي عشرات القذائف المدفعية الثقيلة على القرى والبلدات، ونفذت الطائرات الحربية ظهر أمس هجوماً على منزل في بلدة يارين، دمرته بالكامل، بينما سقطت قذائف مدفعية على بلدات عدة. وأفاد الاعلام الاسرائيلي بأن الجيش شن هجوماً استباقياً على جنوب لبنان وأن المقاتلات هاجمت أهدافاً لـ”حزب الله”، بينما أعلن الحزب استهداف عدة مواقع في الأراضي المحتلة.

في الغضون، أشار رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي إلى أن جنوب لبنان “سيظل منطقة قتال طالما يعمل حزب الله انطلاقاً منه”، محذراً من أن الحزب “قد يحول أراضي لبنان بأكملها إلى منطقة قتال”. وقال إن هذا سيكبد الحزب “ثمناً باهظاً”.

ولفت هاليفي إلى أن “الجيش صادق على خطط لمواصلة القتال في قطاع غزة وزيادة الضغط على حركة حماس”، معتبراً في بيان أن هذا الضغط سيؤدي إلى تفكيك “حماس” واعادة المحتجزين الاسرائيليين في غزة. وأشار إلى أن “هذا الضغط وحده أتاح حتى الآن إعادة العديد من هؤلاء المحتجزين”.

وفيما اشتدت المعارك وسط غزة وجنوبها، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن محكمة العدل الدولية لن تردع إسرائيل عن مواصلة حربها في قطاع غزة حتى تحقيق النصر الكامل.

وأعلن الجيش الاسرائيلي أن قواته قتلت العديد من المسلحين في خان يونس جنوباً وفي وسط قطاع غزة، وأنه يتحقق من التقارير حول الغارة في رفح.

وقالت “حماس” إن مقاتليها أطلقوا النار على طائرة هليكوبتر إسرائيلية في خان يونس.

وفي وسط قطاع غزة، اندلعت معارك عنيفة بالأسلحة وقصف بالدبابات ونفذت غارات جوية إسرائيلية على مخيمات البريج والنصيرات والمغازي للاجئين. وأشار الجيش الاسرائيلي الى أنه استهدف مسلحين ومركز قيادة تابعاً لحركة “حماس” في هذه المخيمات.

وشوهدت القوات الاسرائيلية أيضاً على أطراف دير البلح الواقعة إلى الغرب، والتي كانت إسرائيل تطلب من السكان النزوح إليها.

وفي لبنان، أدت الامطار الطوفانية الى تشكل السيول في بعض المناطق وانهيارات للتربة في مناطق أخرى، وعمل الدفاع المدني على انقاذ مواطنين علقوا في سياراتهم في خلدة وآخرين من منازلهم في العبدة – منيارة والكنيسة.

وفي عكار، أدّت الأمطار الغزيرة إلى فيضان مجرى النهر الكبير صباح أمس، ما خلّف أضراراً في الأراضي الزراعية. واقتحمت السيول أراضي المزارعين وممتلكاتهم ومنازلهم في خراج البلدات اللبنانية الواقعة على ضفة النهر، ومنها حكر الضاهري والسماقية والعريضة والمسعودية.

وسجل فجر أمس انهيار سقف منزل في منطقة ساحة الدفتردار في طرابلس على قاطنيه ما أدى الى سقوط جريحة، كما غرق مخيم للنازحين السوريين في عكار بسبب السيول الناتجة عن الأمطار.

وفي سوريا، أفيد عن وفاة عائلة لبنانية من 4 أشخاص في محافظة طرطوس، جراء انزلاق سيارة كانت تقلهم من فوق جسر قرية الجويميسة إلى سيل مائي. وتنحدر العائلة من منطقة جبل محسن.

شارك المقال