لا تفاهم الآن على الرئاسة في كليمنصو… بخاري يتحرك

لبنان الكبير / مانشيت

ما كاد العشاء ينتهي في كليمنصو، حيث استقبل رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب تيمور جنبلاط ووالده وليد، رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية ونجله طوني، حتى فتحت قناة OTV الناطقة باسم “التيار الوطني الحر” النار على اللقاء، معتبرة أنه لن يغير شيئاً في جمود المشهد السياسي، ولن يغير أي لقاء سياسي محلي في المشهد، بما يتوافق مع تمني رئيس مجلس النواب نبيه بري من الخماسية الدولية تحريك الملف، فيما “حزب الله” أكد وإن بطريقة غير مباشرة أن أولويته ليست في لبنان، بحيث لم تتطرق مقدمة قناته “المنار” الى لقاء كليمنصو، على الرغم من أنه يتصل مباشرة بمرشحه للرئاسة.

وعلم “لبنان الكبير” أن الطبق الرئيس على العشاء كان الاستحقاق الرئاسي، فيما كانت المقبلات رئاسة الأركان. وبينما وافق فرنجية على الرأي الجنبلاطي بالنسبة الى الثاني، بقي الطرفان على رأيهما في الأول، إلا أن اللقاء كان مناسبة لاعادة وصل أواصر العلاقة بين الزعيمين، التي أصابها بعض الفتور على خلفية الاستحقاق الرئاسي.

في هذه الأثناء، وفي مؤشر جديد على أن أصدقاء لبنان يحبونه أكثر من سياسييه، أكد سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري من دار الفتوى أن المملكة مع لبنان شعباً ومؤسسات ولن تألو جهداً في تقديم أي مسعى وجهد لحل ما يعانيه لبنان من أزمات متعددة.

وكان بخاري استقبل في مقر إقامته باليرزة أمس، الرئيس السابق العماد ميشال سليمان، وتناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل دعمها وتطويرها وآخر التطورات السياسية الراهنة في لبنان، لا سيما الاستحقاق الرئاسي، إضافة إلى التطورات في غزة والجنوب اللبناني وعدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.

في فلسطين المحتلة، ووسط فشل في تحقيق أهداف الحرب بعد 100 يوم، وشن جبهات عدة هجمات على اسرائيل، بالتزامن مع خلافات تعصف بحكومته، وضرب صورة بلاده دولياً، وخضوعها أمام محكمة العدل الدولية، ما كان ينقص رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلا عملية دهس في عمق عاصمة كيانه، بل في رعنانا المنطقة التي كانت تصنف الأكثر أماناً في الشرق الأوسط، بالتزامن مع بث حركة “حماس” تسجيلاً مصوراً عرضت فيه جثتي رهينتين إسرائيليتين قتلتا بقصف اسرائيلي، ليزيد الضغط عليه، فيما تأييده الشعبي والسياسي في أدنى مستوياته، ما دفع الكثيرين الى توقع انتهاء مسيرته في السلطة بعد انتهاء الحرب، الأمر الذي من شأنه أن يدفع “بيبي” الى إطالة أمدها قدر الامكان عله يستطيع قلب الموازين بانتصار ما، في مكان ما.

عملية دهس مزدوجة نفذها فلسطينيان أدت الى مقتل مستوطن واصابة 19 على الأقل، حصلت في مدينة رعنانا شمال تل أبيب المصنفة من أكثر المدن أمناً في الشرق الأوسط، والأعلى من حيث جودة الحياة في إسرائيل. وقالت اسرائيل إنها اعتقلت اثنين مشتبهاً بهما ينتميان الى عائلة واحدة في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة ودخلا إسرائيل بصورة غير قانونية.

وقال قائد شرطة المنطقة الوسطى آفي بيتون للصحافيين في رعنانا: “لقد خرجا معاً في الوقت نفسه إلى وجهتين مختلفتين وأخذا سيارتين ونفذا سلسلة من عمليات الدهس”.

وكانت حركة “حماس” بثت تسجيلاً مصوراً جديداً عرضت فيه جثتي الرهينتين الاسرائيليتين يوسي شرعابي وإيتاي سفيرسكي. وأظهر المقطع رهينة إسرائيلية ثالثة، تدعى نوا أرجاماني، وهي تقول إن الرهينتين قتلتا في “ضربات للجيش الاسرائيلي”.

إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أن العملية العسكرية المكثفة في جنوب قطاع غزة تقترب من نهايتها، لكن “حماس” لن توافق على إطلاق سراح المزيد من الرهائن من دون مواصلة الضغط عليها.

واعتبر غالانت أن نهاية الحرب يجب أن تكون مقترنة بجهود ديبلوماسية، ويجب بعد ذلك ترك القيادة في غزة للفلسطينيين.

في الغضون، أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى أن الخلافات بين نتنياهو وغالانت توصف بأنها جبهة سابعة للقتال، وهذه الجبهة تؤثر على الحرب في غزة ومعنويات الجنود.

الحرب الانتقامية على غزة فتحت على اسرائيل جبهات عدة، لعل أكثرها ايلاماً هي اليمن، التي تهدد التجارة الاسرائيلية في البحر، وكذلك تهدد الملاحة العالمية، ما دفع أميركا وبريطانيا إلى المبادرة الى قصف مواقع الحوثيين، كمحاولة لردعهم، إلا أن هذا القصف لا يبدو فاعلاً بحيث عادت الفصائل الحوثية واستهدفت سفينة أميركية. وأشارت الجماعة إلى أنها ستستهدف سفن الولايات المتحدة بالاضافة الى السفن المتجهة الى اسرائيل، ووجهت تهديداً صريحاً إلى الأمن الملاحي الأميركي.

وقال المتحدث باسم الجماعة نصر الدين عامر: “ليس بالضرورة أن تكون السفينة متجهة الى إسرائيل حتى نستهدفها، يكفي أن تكون أميركية”. وأشار الى أن الولايات المتحدة “على أعتاب أن تفقد أمنها الملاحي”.

وأكد عامر أن السفن البريطانية والأميركية أصبحت “أهدافاً مشروعة” بسبب الضربات التي شنتها الدولتان على اليمن الأسبوع الماضي.

وكانت شركة “أمبري” البريطانية للأمن البحري ذكرت أن ناقلة بضائع مملوكة للولايات المتحدة قُصفت بصاروخ قرب ميناء عدن اليمني، ما تسبب في نشوب حريق على متنها من دون وقوع إصابات.

وأعلنت شركة “إيجغل بالك شيبنغ” الأميركية أن سفينتها “نسر جبل طارق” للبضائع الجافة استُهدفت “بمقذوف مجهول” في أثناء إبحارها على بعد 100 ميل قبالة خليج عدن وتعرضت حمولتها لأضرار محدودة في أحد مخازن البضائع لكنها مستقرة وتتجه خارج المنطقة”. وقالت الشركة في بيان: “تم التأكد من سلامة جميع البحارة على متن السفينة، التي تحمل شحنة من منتجات الصلب”.

وفي جنوب لبنان، استمرت السخونة بالدوامة نفسها، من دون تصعيد جديد يوم أمس، الجيش الاسرائيلي يقصف القرى الحدودية، و”حزب الله” يستهدف المواقع في الأراضي المحتلة، فيما تنشط الحركة الديبلوماسية الدولية، لمحاولة احتواء التوتر.

شارك المقال