موازنة مكروهة… سجالات من عيار “تافه”… وجميل يستحضر عنجر

لبنان الكبير / مانشيت

اجتمع نواب الأمة. ليتهم ما اجتمعوا. لا ليس اللبنانيون في هذا الدرك ليكونوا هم أولياء عليه. تافه. سلبطة. عصابات ومافيات. كلمات ترددت في المحفل التشريعي في بث مباشر. مسرحية مضحكة مبكية. واكتملت “الشرشحة” باطلالة النائب “جميل” على برلمان الأمة، مستحضراً عنجر وسيدها الغازي.

واختلف “التغيير” مع رئاسة المجلس حول أحقية الكلام بإذن أو من دون إذن، فانتفضت كتلة الرئاسة الخاصة دفاعاً عن رئيسها، ليندلع سجال حاد، استعملت فيه ألفاظ من عيار “تافه” و”مافيات”، ويحسمها الرئيس بأنه لن يحقق حلم “الحلم الآتي” بالبطولة الشعبوية ويطرده خارج القاعة. وانتهى الاشكال من المسافة صفر، بعد أن أكد عدد من النواب حتى المعارضون للرئيس نبيه بري أنه يحق الكلام بالنظام بعد أن يعطي الرئيس الإذن للطالب، وهذا ما فعله لاحقاً، وتلا النائب التغييري خطابه المكرر نفسه في كل جلسة حول عدم دستورية التشريع في ظل الفراغ الرئاسي.

والغريب في القوى السياسية اللبنانية أنها كلها ضد الموازنة إما كلياً أو جزئياً، إلا أن جميعها في الوقت نفسه كانت تتباهى بأن نوابها عملوا على تعديل الموازنة في لجنة المال والموازنة، كالمثل الشعبي الشهير “بدي ياه وتفو عليه”. أما رئيس اللجنة النائب ابراهيم كنعان الذي فنّد الموازنة بنسف غالبيتها، فقال كلاماً شطب من محضر الجلسة، “دولة بلا حسابات هي دولة بلا ذمة، ودولة بلا ذمة هي دولة بلا شرف”. وتساءل كنعان “إلى متى ستستمر الحكومات المتعاقبة في العمل على وسم دولتنا بهذه الصفة؟”.

وعلى الرغم من السجالات لم تخلُ الجلسة من تودد بين الأضداد، فنائب رئيس حزب “القوات اللبنانية” النائب جورج عدوان أبدى اعجابه بأداء وزير “حزب الله” وزير الأشغال علي حمية، مثنياً على موازنته التي تؤمن ايرادات للدولة، وبرز التنسيق أيضاً بين عدوان و”التيار الوطني الحر” عبر قناة نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب.

أما الجلسة المسائية فكان عنوانها الخطاب الباسيلي، الذي نسي أن تياره عطل جلسة نيابية كانت أدرجت “الكابيتال كونترول” على جدول أعمالها، فذكره رئيس المجلس بذلك. وتطرق رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل إلى ملف الرئاسة، مشيراً إلى أن “لا رئيسَ للجمهورية ولا بالعروض ولا بالضغوط، ونريد رئيساً بالتفاهم وليس بالفرض”، فرد بري: “هاي أول شغلة منيحة بتعملها”.

وستستمر نقاشات الموازنة في جلسة ثانية اليوم، وقد تحتاج إلى جلسة ثالثة لكثرة النواب طالبي الكلام.

وبينما لم يسجل الميدان اللبناني ما يذكر، غير القصف الاسرائيلي المعتاد على عدد من القرى، واستهداف “حزب الله” بضعة مواقع في الأراضي المحتلة، يبرز الميدان الغزاوي، حيث لا تزال اسرائيل تعيش الصدمة من الضربة التي تلقتها أول من أمس. وقال مسؤول كبير في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” إن قذائف دبابات قصفت مركزاً تدريبياً تابعاً للأمم المتحدة يأوي عشرات الآلاف من النازحين في خان يونس امس الأربعاء، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن تسعة فلسطينيين وإصابة 75 آخرين، وذلك مع تقدم القوات الاسرائيلية في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة.

وأعلن توماس وايت مدير شؤون “أونروا” في قطاع غزة أن فريقاً من الوكالة مُنع من الوصول إلى المركز.

وذكر مسؤولون فلسطينيون أن القوات الاسرائيلية عزلت المستشفيات الرئيسة في جنوب غزة خلال هجومها، وأغلقت طريق الخروج الرئيسي أمام مئات الآلاف من سكان المدينة ومن نزحوا إليها.

وقال الجيش الاسرائيلي في معرض تعليقه على القصف: إن المنطقة قاعدة مهمة لمسلحي حركة “حماس”.

أضاف في بيان: “ان تفكيك إطار العمل العسكري لحماس في غرب خان يونس هو السبب الرئيسي وراء هذه العملية”.

وذكر مارتن غريفيث منسق الأمم المتحدة للاغاثة في حالات الطوارئ يوم الثلاثاء أن 24 شخصاً قتلوا في ضربات على مستودع مساعدات ومركز للأمم المتحدة ومنطقة إنسانية في خان يونس، كما تعرض مركز لتوزيع المساعدات لقصف شديد.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتهم في وقت سابق إسرائيل بعرقلة وصول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، واعتبر أن “هذا شكل من أشكال الضغط على القطاع وسكانه بسبب الصراع على إطلاق الرهائن. إنهم يستخدمون هذا كوسيلة من وسائل الضغط على السكان”.

شارك المقال