لبنان يرفع الكأس… ضربة ايرانية موجعة لأميركا في سوريا

لبنان الكبير / مانشيت

لبنان المحاط بأجواء الحرب والخراب، تلقى أمس جرعة فرح سريعة بفوز فريق “الرياضي” ببطولة دورة دبي الدولية لكرة السلة، للمرة التاسعة في تاريخ هذه الدورة، بعد مباراة شيقة حبست أنفاس اللبنانيين حتى الثانية الأخيرة حين أتى الفوز بثلاثية من العتيق “سمعة”، فتابعنا رفع كأس البطولة ثم عدنا بسرعة الى متابعة الأخبار المنذرة بأخطار كبيرة.

وفيما الحملة الاسرائيلية ضد “الأونروا”، بإنخراط دول غربية عدة، تتفاعل تحقيقاً لنية مبيتة طويلاً، لشطب قضية اللاجئين وحق العودة، في تركيبات ما بعد حرب غزة، طغى على المشهد الاقليمي مساء أمس خبر هجوم بمسيرة على قاعدة عسكرية أميركية في سوريا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وجرح عشرات، ليخرج الرئيس الأميركي جو بايدن متهماً جماعات موالية لايران، ومتوعداً بالرد.

وقال بايدن: “سنواصل التزامنا بمحاربة الارهاب. لا يساوركم شك في أننا سنحاسب جميع المسؤولين في الوقت والطريقة اللذين نختارهما”.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون”، أن “ما تعرضت له قواتنا في الأردن تصعيد خطير”. وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها عسكريون أميركيون بنيران معادية منذ بدء الحرب بين إسرائيل و”حماس” في غزة، وسيزيد هذا الحادث من التوترات في المنطقة ويغذي المخاوف من توسع نطاق الحرب إلى نزاع يشمل إيران بصورة مباشرة.

وقال مسؤول أميركي إنه يجري تقويم حالة 34 عسكرياً على الأقل للاشتباه في إصابات رضية بالدماغ. فيما أعلن مسؤولان آخران أن بعض المصابين في صفوف القوات الأميركية جرى إجلاؤه من القاعدة لتلقي مزيد من العلاج.

وأشار مسؤول رابع الى أن الطائرة المسيرة قصفت منطقة قريبة من الثكنات العسكرية، وهو ما قد يفسر سقوط هذا العدد الكبير من القتلى إذا صحت التصريحات.

وأعلن وزير الاتصال الحكومي الأردني الناطق الرسمي باسم الحكومة مهند مبيضين أن الهجوم على القوات الأميركية وقع داخل الأراضي السورية قرب حدود المملكة. وأكد أن “الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية قرب الحدود السورية لم يقع داخل الأردن”، موضحاً أن “الهجوم استهدف قاعدة التنف في سوريا”.

وبعد قرار وقف التمويل الأميركي لـ “الأونروا”، ناشد مسؤولون في الأمم المتحدة الدول إعادة النظر في قرار وقف تمويل الوكالة، وتعهدوا بمعاقبة أي موظف يثبت ضلوعه في الهجمات التي شنتها “حماس” على إسرائيل، محذرين من أن المساعدات المنقذة للحياة التي تقدمها الوكالة لنحو مليوني شخص في غزة صارت مهددة. وأوقفت تسع دول على الأقل، من بينها أكبر المانحين الولايات المتحدة وألمانيا، تمويل الوكالة التابعة للأمم المتحدة بعد مزاعم إسرائيلية بضلوع 12 من موظفيها الذين يبلغ عددهم 13 ألفاً في غزة في هجمات السابع من تشرين الأول.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: “في الوقت الذي أتفهم فيه مخاوفهم، إذ أفزعتني أنا شخصياً هذه الاتهامات، فإني أناشد بشدة الحكومات التي علقت مساهماتها أن تعمل على الأقل على ضمان استمرارية عمليات الأونروا”. وتعهد بمحاسبة “أي موظف في الأمم المتحدة ضالع في أعمال إرهابية”، مشيراً إلى أن “ذلك يمكن أن يشمل الملاحقة الجنائية، وهي خطوة نادرة بالنسبة الى المنظمة العالمية لأن معظم الموظفين يتمتعون بحصانة لكن غوتيريش له سلطة إسقاطها”.

كما حث المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني الدول على “إعادة النظر في قراراتها قبل أن تضطر الأونروا الى تعليق استجابتها الانسانية”.

أما وزير الخارجية المصري سامح شكري فقال: “فوجئنا” بقرارات وقف تمويل “الأونروا”، وذلك سيعرض الفلسطينيين للمزيد من المعاناة. وتساءل: “ما إذا كان هذا مرتبطاً بسياسة العقاب الجماعي على المدنيين في غزة”، مشيراً إلى أن “مثل هذه الأسئلة يمكن الاستمرار في طرحه”.

كما حضت وزارة الخارجية التركية الدول التي أوقفت التمويل على إعادة النظر في قراراتها.

واتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إسرائيل بقيادة “حملة ظالمة” ضد “الأونروا” بهدف “تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين”.

في المقابل، دعا وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس إلى استبدال الوكالة، وحث المزيد من الدول على تعليق التمويل.

ولم تظهر بعد أي علامة على استجابة الدول لدعوة الأمم المتحدة إلى استئناف المساعدات. ومع ذلك، أعلنت النروج وايرلندا أنهما ستواصلان تمويل الوكالة.

داخلياً، عادت أجواء التوتر لتُخيّم على الحدود الجنوبية، وفي آخر التطورات الميدانية، استهدفت غارة إسرائيلية حربية أطراف بلدتي مروحين ورامية. ودوت صفارات الانذار في كريات شمونة في اصبع الجليل عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية.

كذلك قام الجيش الاسرائيلي بتمشيط بلدة كفركلا بالأسلحة الرشاشة، وكان طيرانه الحربي شنّ غارة بالصواريخ استهدفت أطراف بلدة زبقين في منطقة العاصي.

واستهدف القصف المدفعي بلدتي شيحين ويارون، وحلقت مسيرة معادية على علو منخفض فوق منطقة مرجعيون، كذلك شنّ الطيران غارة جوية بالصواريخ مستهدفاً أطراف بلدة مجدل زون.

الى ذلك، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد: “يعرب لنا أهالي القرى الحدوديّة في الجنوب عن وجعهم لتخلّي الدولة عنهم وعن واجباتها ومسؤوليّاتها تجاههم. فهم بكبارهم وصغارهم يعيشون وطأة الحرب المفروضة عليهم والمرفوضة منهم إذ يعتبرون أن لا شأن للبنان واللبنانيّين بها. ويكتبون إلينا: نعيش ضغوط الحرب النفسيّة وتسحق أعصابنا أهوال الغارات اليوميّة وأصوات القذائف المدويّة. وأطفالنا محرومون من وسائل الترفيه ولا يتلقون تعليماً مدرسياً منتظماً إلا عن بُعْد بسبب الإقفال القسري لمدارسنا الذي فرضته الحرب الحالّية”.

شارك المقال