لعبة قطرية مكشوفة لشق “الخماسية” وحرق لودريان

لبنان الكبير / مانشيت

لا شك في أن “إخوانية” قطر واحتضانها “حماس” أهلها للعب دور الوسيط في كل تفاوض بين إسرائيل و”حماس” قبل “طوفان الأقصى”، وفي موضوع الرهائن الاسرائيليين حالياً، لتستشعر الدوحة أنها عاصمة كبرى عربياً قادرة على فرض أجندتها أينما كان، وفي لبنان حيث تجمح في “اللعب الانفرادي” على حساب “اللجنة الخماسية” التي هي عضو فيها لتتقدم باقتراحات “بيع وشراء” في الاستحقاق الرئاسي.

فيما يترقب اللبنانيون اليوم لقاء سفراء “الخماسية الدولية” مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة، حيث يجري التعويل على اللقاء الدولي لفتح كوة في الملف الرئاسي، قالت مصادر متابعة لموقع “لبنان الكبير”: ان قطر على ما يبدو تحاول اغتنام فرصة الأحداث في غزة لتستثمر بالسياسة، محاولة فرض نفسها كدولة قيادية بين الدول العربية والخليجية، اذ بدأت تروّج لما يؤدي الى انقسام في اللجنة الخماسية، وتتابع “هفواتها” باقتراحات قائمة على لعبة “البيع والشراء”.

وأشارت المصادر الى أن “آخر ابداعاتها يقوم على أمرين: الأول اقتراح هجين يدعو الى عقد اجتماع الخماسية في البرلمان اللبناني، والثاني استبدال الموفد الفرنسي وممثل الخماسية جان ايف لودريان بشخصية أخرى”.

وتوقفت المصادر المتابعة لعمل “الخماسية” عند الأمرين، موضحة لـ”لبنان الكبير” أن “اقتراحات قطر مرفوضة من دول الخماسية”. واعتبرت أن “مشكلة قطر أنها تريد أن تنفرد بمبادرات لا تنسجم مع الطبيعة اللبنانية”.

وتساءلت: “ما الهدف من استبدال لودريان؟ هل هو اقتراح لتلبية أهداف حزب الله، الذي انتقل من العلاقة مع فرنسا ودفاعه عن خياراتها بشأن الرئاسة الى مربع قطري غير منطقي؟”.

وأكدت المصادر أن “ممثلي الخماسية لم يتوافقوا على الاقتراحات التي يتم الترويج لها”، لافتة الى أن “لودريان نجح في أن يكون وسيطاً نزيهاً وممثلاً جدياً في الملف الرئاسي، لكن يبدو أن هناك من يريد البحث عن مصالح خاصة”.

وشددت على أن “الاستحقاق لبناني واللبنانيون ينتخبون رئيس جمهوريتهم، والخماسية أدت عملها بطرح مبادرة تجمع فيها المعايير والمواصفات”.

ووصفت المصادر طرح قطر بأنه أشبه بـ “طاولة وصاية”، مستبعدة موافقة الدول الأخرى عليها.

ووسط كشف “حزب الله” عن صواريخ جديدة، وتزايد السخونة على الجبهة الجنوبية، برز تهديد اسرائيلي جديد للبنان أطلقه وزير دفاعها يوآف غالانت، الذي أعلن عن تحرك جنود الاحتياط في جيشه من جنوب الدولة العبرية في غزة إلى شمالها قرب لبنان استعداداً للعمليات المستقبلية قريباً جداً، وهو ما قد يزيد الضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يتعرض للانتقادات من خصومه في سنة الانتخابات على خلفية الحرب في غزة، والتي أدت إلى تصعيد على جبهات “محور المقاومة”. فبالاضافة إلى عمليات “حزب الله” من لبنان، والتهديد الحوثي للبحر الأحمر من اليمن، شنت الفصائل المدعومة من ايران هجمات على القواعد الأميركية في سوريا والعراق، بحيث لم تكتفِ الأخيرة بهجمات على أرضها، بل استهدفت قاعدة أميركية في الأردن، أدت الى مقتل 3 جنود أميركيين وجرح عشرات آخرين، الأمر الذي دفع الجمهوريين في الولايات المتحدة، وعلى رأسهم المرشح الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، خصم بايدن الأساسي، إلى وصفه بـ”الضعيف”، أمام إيران.

وفيما بدأت المعارك على الحدود يوم أمس في أولى ساعات الصباح، بعدما أعلن “حزب الله” عن استهداف سلسلة مواقع اسرائيلية بصواريخ “بركان” و”فلق 1″، ردت عليها اسرائيل بقصف مدفعي مباشر، وغارات بالطيران الحربي ظهراً، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي أن الجيش “سيتحرّك قريباً جداً” في شمال الدولة العبرية عند الحدود مع لبنان. وأبلغ غالانت الجنود المتمركزين قرب الحدود مع غزة أنهم سيغادرون المنطقة للانتقال إلى الشمال. وقال: “سيتحرّكون قريباً جداً إذ ستُعزز القوات في الشمال”. وأشار إلى أن جنود احتياط سيتركون مواقعهم استعداداً لهذه العمليات المستقبلية.

في الغضون، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية معلومات عن أن مجلس الحرب ناقش أمس عرضاً يشمل هدنة 45 يوماً في غزة مقابل الافراج عن 35 محتجزاً لدى حركة “حماس” في مرحلة أولى.

وفي وقت سابق، كشفت شبكة تلفزيون “إن.بي.سي” الأميركية أن مفاوضين من إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر اتفقوا في الاجتماع الذي عقد في باريس أول من أمس على إطار عمل لإنجاز صفقة جديدة لتبادل الأسرى والمحتجزين بين “حماس” وإسرائيل. ونقلت عن مصدر مطلع قوله إن الاتفاق يشمل وقفاً تدريجياً لإطلاق النار في غزة وإيصال المساعدات الى سكان القطاع وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، مشيرة إلى أن مسودة الصفقة التي تم التوافق عليها ستقدم لحركة “حماس” اليوم.

وذكرت القناة أن الاطار الذي توصل إليه مفاوضو الدول الأربع في اجتماع باريس يشمل إطلاق سراح المحتجزين الأميركيين والاسرائيليين الباقين في غزة على مراحل والبدء بالنساء والأطفال.

ووصف مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاجتماع الذي عقد في باريس بأنه “بناء”. وأضاف في بيان عقب الاجتماع، الذي شارك فيه رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورؤساء المخابرات الاسرائيلية دافيد بارنياع والأميركية وليام بيرنز والمصرية عباس كامل: “لا تزال هناك فجوات كبيرة سيواصل الطرفان مناقشتها هذا الأسبوع في لقاءات متبادلة إضافية”.

وفي واشنطن، يتعرض الرئيس بايدن لانتقادات لاذعة من خصومه الجمهوريين على رأسهم منافسه ترامب، إثر مقتل 3 عسكريين أميركيين في الهجوم على قاعدة أميركية في الأردن تبنته فصائل تابعة لايران في العراق. ووصف ترامب خصمه الديموقراطي بأنه “ضعيف”، مؤكداً أن هذا الهجوم لم يكن ليحدث “أبداً” خلال ولايته.

وعلى الرغم من أن أميركا تلوم إيران على الهجوم، إلا أنها لا تبدو بوارد الدخول في حرب ضدها. وقالت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” إنها لا تعتقد أن إيران تسعى إلى الدخول في حرب مع الولايات المتحدة وإن واشنطن لا تسعى الى الحرب أيضاً. وألقت المتحدثة باسم “البنتاغون” سابرينا سينغ باللوم على إيران في مساعدة الجماعات على مهاجمة الولايات المتحدة، وقالت إن أحدث هجوم يحمل “بصمات” جماعة “حزب الله” (العراق) المدعومة من إيران. وأكدت “لا نسعى إلى الحرب، لكننا سنتحرك ونرد على الهجمات التي تتعرض لها قواتنا”.

وقال السيناتور الجمهوري عن ولاية اركنساس توم كوتون بغضب: “الرد الوحيد يجب أن يكون عسكرياً مدمراً ضد القوى الارهابية الايرانية في إيران والشرق الأوسط. وإلا فإن جو بايدن سيؤكد أنه جبان ولا يستحق أن يكون القائد الأعلى” للقوات المسلحة.

وأعلنت السيناتور الجمهوري النافذة ليندسي غراهام أن “استراتيجية الردع لإدارة بايدن فشلت فشلاً ذريعاً، وقع أكثر من 100 هجوم ضد القوات الأميركية في المنطقة” منذ بداية الحرب بين إسرائيل و”حماس” في 7 تشرين الأول.

شارك المقال