اسرائيل تفصل بين لبنان وهدنة غزة… 17 ألف طفل فقدوا أهلهم في القطاع

لبنان الكبير / مانشيت

فيما تستمر السخونة على الحدود الجنوبية، وبانتظار مآل المساعي الدولية والاقليمية للاتفاق على هدنة جديدة، حذّر وزير الدفاع الاسرائيلى يوآف غالانت، أثناء قيامه بجولة في شمال إسرائيل، من أنه في حالة التوصل الى أي توقف للحرب بين إسرائيل و”حماس” في غزة فإن ذلك لن ينطبق على الأعمال القتالية المستمرة مع جماعة “حزب الله” في لبنان، في الوقت الذي أشارت تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” إلى أن أكثر من 17 ألف طفل في قطاع غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عنهم، وسط استمرار الحرب والقتال لا سيما في جنوب القطاع، الذي تشتد فيه المعارك تحديداً في خان يونس.

وأشار بيان أصدره مكتب غالانت إلى أن وزير الدفاع، بعد لقائه قوات من “وحدة جبال الألب” التابعة للجيش الاسرائيلي في جبل الشيخ قال: “إذا كان حزب الله يعتقد أنه عندما يكون هناك وقف لإطلاق النار في الجنوب، فإنه سيوقف إطلاق النار وسنوقفه أيضاً، فهو يرتكب خطأ كبيراً”.

أضاف: “أقول هنا بصراحة: لن نوقف إطلاق النار، حتى نصل إلى وضع يمكن في إطاره استعادة الأمن لسكان الشمال، وعندما يتم التوصل الى مثل هذا الوضع سواء من خلال ترتيبات ديبلوماسية أو وسائل عسكرية، يمكن أن يسود الهدوء بيننا.”

في هذه الأثناء، ينتظر لبنان عودة الرئيس سعد الحريري المرتقبة منتصف الشهر بمناسبة الذكرى السنوية لاغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، تزامناً مع مطالبات شعبية بعودته لا سيما في الشارع السني لما تشكله الحريرية من رمزية وطنية عموماً وسنية خصوصاً، وتوازياً مع انتشار اللافتات في الشوارع تطالب الحريري بالعودة عن تعليق العمل السياسي، عله يستطيع بعلاقاته الدولية كبح جماح اسرائيل التي تصر على الاستمرار في شن الهجمات على لبنان حتى لو توقف القتال في غزة، من أجل الوصول إلى وضع يمكن في إطاره “استعادة الأمن لسكان الشمال” كما عبّر وزير دفاعها خلال جولة على الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة.

وفي سياق زيادة الضغط الأميركي على ايران، فرضت الولايات المتحدة عقوبات تستهدف برنامجي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في إيران وكذلك مسؤولين قالت إنهم تورطوا في اختراق بنية تحتية أميركية.

وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنها فرضت عقوبات على أربع شركات يقع مقرها في إيران وهونغ كونغ بسبب توفيرها مواد وأدوات تكنولوجية لبرنامجي الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة في إيران. وأشارت الوزارة الى أنها فرضت أيضاً عقوبات على شركة يقع مقرها في هونغ كونغ بسبب بيعها سلعاً أولية إيرانية لكيانات صينية، لافتة الى أنها فرضت عقوبات على ستة مسؤولين في القيادة الالكترونية التابعة للحرس الثوري الايراني بسبب أنشطة ضارة استهدفت بنى تحتية حيوية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى.

وفي العراق، توعّدت “حركة النجباء”، وهي فصيل عراقي بارز موال لإيران، أمس، القوات الأميركية بمواصلة الهجمات ضدّها في الشرق الأوسط، على الرغم من تهديدات واشنطن بالرد على مقتل ثلاثة من جنودها في هجوم بطائرة مسيّرة في الأردن.

في سوريا، قُتل ثلاثة مقاتلين موالين لايران على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت فجر الجمعة محيط العاصمة السورية دمشق للمرة الثانية هذا الأسبوع.

وفي طهران، ذكرت وكالة أنباء “مهر” أن بين القتلى الثلاثة مستشاراً عسكرياً إيرانياً، موضحة أن “أحد مستشاري الحرس الثوري سعيد عليدادي استشهد” في الغارة.

وتتواصل المعارك بين الجيش الاسرائيلي وحركة “حماس” في قطاع غزة على الرغم من مؤشرات “أولى” إلى إمكان التوصل الى هدنة جديدة وإطلاق سراح رهائن. ويحتدم القتال خصوصاً في محيط مستشفيي ناصر والأمل اللذين يكتظان بالجرحى والنازحين.

وأعلنت جمعية الهلال الأحمر في بيان أن القصف وإطلاق النار يتواصلان في محيط مستشفى الأمل التابع للجمعية في خان يونس، مشيرة الى “تسرّب مياه الأمطار على النازحين” داخل بعض أجزاء المستشفى بسبب تضرّر المباني نتيجة القصف. وحذّرت من “دخول مرضى الكلى في خطر جراء تعذر نقلهم الى مستشفيات أخرى” بسبب استمرار تطويق الآليات الاسرائيلية للمستشفى.

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي الذي زار خان يونس الخميس إنّه تمّ توجيه “ضربة قاسية” الى “حماس” خلال الحرب، مشيراً إلى مقتل “10 آلاف من إرهابيي حماس، وجرح 10 آلاف آخرين”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” قالت إن تقديراتها تشير إلى أن ما لا يقل عن 17 ألف طفل في قطاع غزة فقدوا ذويهم أو انفصلوا عنهم، بما يمثل 1% من إجمالي النازحين في القطاع وعددهم نحو 1.7 مليون نسمة.

ونقل بيان للمنظمة عن مدير الاتصالات في مكتب “اليونيسف” في فلسطين جوناثان كريكس قوله في مؤتمر صحافي: “هذه بالطبع مجرد تقديرات نظراً الى استحالة جمع المعلومات والتحقق منها في ظل الأوضاع الأمنية والانسانية الراهنة”.

وأوضح كريكس أن الصحة النفسية للأطفال تتأثر بشدة، حيث “تظهر عليهم أعراض مثل مستويات عالية للغاية من القلق المتواصل وفقدان الشهية، ولا يستطيعون النوم، ويعانون من نوبات انفعالية أو يشعرون بالفزع في كل مرة يسمعون فيها أصوات الانفجارات”.

وأشار إلى أن “اليونيسف” قبل الحرب كانت تعتبر أن أكثر من 500 ألف طفل يحتاجون بالفعل إلى خدمات الصحة النفسية والدعم النفسي والاجتماعي في غزة، لكن تقديراتها حالياً تشير إلى أن جميع الأطفال تقريباً في القطاع يحتاجون إلى تلك الخدمات، أي أكثر من مليون طفل.

وفي التحرك الدولي والاقليمي لوقف الحرب وتمددها، بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في اتصال هاتفي بينهما التطورات في قطاع غزة “والجهود المبذولة للتعامل مع تداعياتها الأمنية والانسانية”.

وأفادت وكالة الأنباء السعودية بأن الوزيرين بحثا أيضاً خلال الاتصال “القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.

شارك المقال