“حماس” تتخلى عن “وقف الحرب”… أميركا تنتقم… هوكشتاين يقر بصعوبة الاتفاق الحدودي

لبنان الكبير / مانشيت

تزامناً مع مقترح الهدنة الذي يبدو أنه مقبول لدى اسرائيل و”حماس” مع ورود معلومات عن تنازل الحركة عن شرط وقف إطلاق النار للسير به، الأمر الذي من شأنه خفض التصعيد في المنطقة، وهو ما يسعى إليه المجتمع الدولي، شنت الولايات المتحدة الأميركية هجمات انتقامية في سوريا والعراق على مواقع تابعة للحرس الثوري وفصائل موالية لايران، وذلك رداً على مقتل ٣ جنود أميركيين الأسبوع الماضي في الأردن بهجوم قامت به فصائل تابعة لايران. ويبدو أن الانتقام لم ينتهِ بعد، وفق ما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، قائلاً: “ردنا بدأ اليوم، وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها”. وشدد على أن العمليات هي فقط رد على الاعتداء، وأن بلاده لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم. وقد أثارت الضربات ردود فعل مختلفة من دول العالم، بين داعم ومندد ومتخوف من أن تؤدي إلى توسع الصراع.

لبنانياً، لا يزال الجمود السياسي مخيماً على البلد، وسط ترقب لما قد ينتج عن حراك اللجنة الخماسية الدولية، وممثلها المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الذي سيزور لبنان بعد الاجتماع المقرر عقده في الرياض، وتسبقه جولة لسفراء “الخماسية” على القوى اللبنانية، لينقلوا آراءها إلى اداراتهم قبل الاجتماع.

ويسود الترقب أيضاً لزيارة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين إلى تل أبيب، وعلى أساس ما سيصل إليه مع المسؤولين الاسرائيليين، قد يزور بيروت بعدها. والتقى هوكشتاين الوفد النيابي اللبناني الذي زار واشنطن، وأشارت مصادر الوفد لموقع “لبنان الكبير” إلى أن حديثهم مع المستشار الأميركي تمحور حول صعوبة “الاتفاق على النقاط الحدودية المختلف عليها بين لبنان واسرائيل، في ظل الحرب وعدم تطبيق الـ 1701″، موضحة أنه تم خلال اللقاء التأكيد أن كل شيء مرتبط بانتخاب رئيس للجمهورية، و”الخماسية” لن تتمكن من تحقيق خرق في هذا الملف من دون إرادة اللبنانيين.

وقالت المصادر انهم سألوا هوكشتاين إن كان سيزور لبنان بعد اسرائيل ولكنهم لم يتلقوا جواباً، إلا أنه أكد أن “موضوع الحدود البرية والخط الأزرق لا يزال ضمن أولويات الادارة الاميركية، وموضوع غزة هو الموضوع الأساسي، ووقف اطلاق النار بهدنة تمتد الى 45 يوماً حتى الوصول الى حل ووقف كامل لاطلاق النار، هكذا كانت النوايا المبطنة وليست 45 يوماً بل الهدف استمراريتها”. وشدد هوكشتاين على أن 7 تشرين الأول شكل “أزمة للادارة الأميركية والاسرائيلية وكان ضربة تلقتها اسرائيل وجعلها تتصرف بطريقة مجنونة”.

وكانت الولايات المتحدة ردت على الهجوم الذي استهدف قواتها، بتنفيذ غارات جوية في العراق وسوريا على أكثر من 85 هدفاً مرتبطاً بالحرس الثوري الايراني والفصائل التي تدعمها طهران وسط أنباء عن مقتل نحو 40 شخصاً.

ويُتوقع تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية الأميركية في الأيام المقبلة، كما أكد الرئيس بايدن، قائلاً في بيان: “ردنا بدأ اليوم. وسيستمر في الأوقات والأماكن التي نحددها”.

وتابع: “الولايات المتحدة لا تسعى إلى صراع في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر في العالم. لكن دعوا كل من جاء لإلحاق الضرر بنا أن يعلم ما يلي: إذا تسببت في ضرر للأميركيين فسوف نرد”.

ولاقت الهجمات دعماً من حلفاء أميركا، وتخوفاً من الاتحاد الأوروبي، وتنديداً من ايران وحلفائها. ورأى المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني في بيان أن الهجمات الأميركية تمثل “مغامرة وخطأ استراتيجياً آخر ترتكبه الحكومة الأميركية ولا نتيجة لها سوى ازدياد التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة”.

واستدعى العراق القائم بأعمال السفارة الأميركية في بغداد لتقديم احتجاج رسمي. وقالت وزارة الخارجية العراقية في بيان: “العراق أكد مجدداً رفضه أن تكون أراضيه ساحة لتصفية الحسابات بين الدول المتخاصمة؛ إذ إن بلدنا ليس المكان المناسب لإرسال الرسائل واستعراض القوة بين المتخاصمين”.

وأعلنت قوات “الحشد الشعبي” العراقية، أن 16 من أعضائها قتلوا بينهم مقاتلون ومسعفون. وأشارت الحكومة في وقت سابق الى أن هناك مدنيين من بين 16 قتيلاً سقطوا.

وعلى الرغم من شن هذه الضربات، تقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها لا تريد حرباً مع إيران ولا تعتقد أن الأخيرة تريد حرباً كذلك، على الرغم من تزايد ضغوط الجمهوريين على الرئيس بايدن لتوجيه ضربة مباشرة الى ايران.

وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن “أننا لا نريد صراعاً في الشرق الأوسط أو أي مكان آخر لكن الرئيس وأنا لن نتهاون مع أي هجمات على القوات الأميركية”.

وقال البيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبلغت العراق بالضربات قبل تنفيذها. وفي وقت لاحق، اتهمت بغداد الولايات المتحدة بـ”التدليس”، قائلة إن مزاعم واشنطن عن التنسيق مع السلطات العراقية “ادعاء كاذب يستهدف تضليل الرأي العام الدولي”.

ووصفت بريطانيا الولايات المتحدة بأنها حليفتها “الراسخة”، مؤكدة أنها تدعم حقها في الرد على الهجمات.

في غزة، تواصل القصف الاسرائيلي العنيف، وسط تزايد المخاوف من توغل الجيش في مدينة رفح التي تعج بالنازحين. واستهدف وابل من الغارات الجوية والقصف المدفعي خان يونس، أبرز محاور الهجوم الاسرائيلي حالياً.

أما عن مقترح الهدنة، فيبدو أن المفاوضات أدت الى تنازل “حماس” عن شرط وقف اطلاق النار، وستكتفي بضمانات يقدمها الوسطاء في هذا الخصوص، لكنها ستتمسك بـ”الأثمان المطلوبة” لإنجاز الصفقة، بما في ذلك اختيارها أسماء المفرج عنهم من السجون الاسرائيلية، وحجم المساعدات للقطاع، وحرية الحركة، وعودة الغزيين إلى منازلهم في كل مكان، من ضمن شروط أخرى.

شارك المقال