بإنتظار “هدنة غزة”… خطر التهجير باتجاه مصر… وتوسع الحرب على لبنان

لبنان الكبير / مانشيت

لا تغيير جوهريا على وضع المنطقة غداة الضربات الأميركية على “محور الممانعة” في العراق وسوريا إذ جاءت محدودة النتائج والأهداف، وكأنما كان هدفها فقط رفع شعبية الرئيس الأميركي جو بايدن المتراجع رصيده في سنة الانتخابات، كما إعطاء اسرائيل فرصة لاعادة ترتيب أوراقها لحرب غزة، ميدانيا للاستعداد لمرحلة “رفح” وعنوانها دفش فلسطينيي قطاع غزة، بعدما حشرتهم في هذا الجزء، للهجرةْ هربا من المجازر المحتملة، عبر الحدود لتواجه مصر تدفق نحو مليون ونصف مليون فلسطيني يحملون معهم خطر تحقق الخطر التاريخي: التوطين في سيناء.

ولا يبدو أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن يحمل معه جديدا في جولته الى المنطقةْ، وهي الخامسة له منذ ٧ تشرين الأول، وسيقوم بمهمة “البوسطجي” بأمل تثبيت هدنة طويلة نسبيا تبقي الواقع الميداني لمصلحة اسرائيل كليا، في وقت كانت الصفقة وفقا لاقتراح “اجتماع باريس” تصطدم بمعارضة اليمين الاسرائيلي المتطرف وسط تقارير عن خلافات بالرؤية بين قيادتي “حماس” في الداخل والخارج.

ثمة “إنسداد” لا بد من تنفيسه على “مستوى” كبير، فاستهداف “رفح” وتهجير الغزيين ليس تطورا عاديا في المشهد الإقليمي، وما سيكون عليه عند “جني” حصاد “الطوفان” ولا يمكن أن يغطي عليه، وعلى المأزق الداخلي لرئيسر الوزراء الاسرائيلي بنيلمين نتنياهو، سوى دخان هائل ستوفره بالتأكيد “حرب مع حزب الله” على امتداد لبنان لا الجنوب فقط.

الخشية من حرب اسرائيلية على لبنان، تتجاوز “المشاغلة” الحالية، ما زالت قائمة وبقوة، ولا تتوقف إسرائيل عن التهديد للضغط لإعادة ترتيب الوضع على جبهتها الشمالية، بما يضمن عودة المستوطنين إلى المستوطنات.

ومن شأن الضربات الأميركية، رغم عدم شمولها “حزب الله” اعطاء اسرائيل سقفا تستقوي به على المستوى الاقليمي اذ يبقى “حزب الله” هو الأداة الأكبر والأفعل للنفوذ الايراني في المنطقة، وبالتالي فان أي تسوية يُراد لها أن تدوم وتفرض منظومة أمنية – سياسية جديدة للشرق الأوسط لا يمكن تحققها طالما “الخطر الايراني” قائما كما هو اليوم”.

صحيفة “الشرق الأوسط” نقلت أمس عن مصدر دبلوماسي غربي قوله إن الهمّ الجنوبي يجب أن يبقى محط اهتمام المجتمع الدولي، ويتصدر حالياً ما عداه من ملفات عالقة، وإن كنا لا نزال نراهن على الدور الموكل إلى اللجنة الخماسية لتوفير كل الدعم والمساندة للنواب لانتخاب رئيس للجمهورية، لأنه ليس هناك من جهة تنوب عنها في إخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم.

ويبقى القرار 1701 أساسا لمنع الوضع من التدحرج لحرب شاملة، وهو ما يشدد عليه الموفدون الأجانب، لكن على أساس وقوف «حزب الله» خلف الدولة في مفاوضاتها غير المباشرة، على غرار ما فعله يوم قرر الوقوف خلفها في مفاوضاتها غير المباشرة مع إسرائيل، التي أدت إلى ترسيم الحدود البحرية بين البلدين بوساطة أميركية تولاها آموس هوكشتاين، ما يفتح المجال لاحقا لمفاوضات تؤدي لتحقيق المطالب الحدودية المحقة للبنان.

بري: الجنوب والرئاسة

عام وأربعة أشهر مضت ولم يستطع نواب الأمة التوافق على رئيس ينقذ البلاد من أزماته المتواصلة وينهي دوامة الشغور. أبواب قصر بعبدا لا تزال مغلقة بإنتظار همة النواب للتوصل الى الرئيس، ولا تزال البلاد تقف على مفترق الطرق. وبين مطالبة البعض بفتح مجلس النواب والدعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس بدورات متتالية، وتشدد البعض على الحوار قبل كل شيء، أطل رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس وحسم هذا الجدل مؤكداً ان “لا جلسات متتالية من دون تشاور أو حوار”، مشدّداً على أن الرئيس سعد الحريري هو الناجح الأكبر في الانتخابات النيابية.

وشدّد بري على أنه: “إذا كان لديهم أي طريقة أخرى يؤمنوها لي أنا حاضر، فمن دون تشاور نكرر الجلسات من غير القدرة على انتخاب الرئيس، فلا استطيع أن أمنع مقاطعة أي فريق لأي جلسة لأنه حق دستوري، ولا يستطيع المجلس أن يؤمن نصاب الـ٨٦ الا بالتوافقات والتفاهمات، وانا لا أطالب بالإجماع، أنا أتكلم عن التوافق لتأمين نصاب الـ86 فلو عقدتُ خمسون جلسة متتالية لن نصل الى رئيس، لذلك طرحت الحوار لمدة اقصاها ٧ ايام… يفترضوا اني عم ببلفهن ويجوا يحرجوني”.

وأشار بري الى انه “سمع من كل السفراء أن لا فيتو على أي اسم ومن ضمنها السعودية، وتوافقنا أن انتخاب الرئيس يتطلب توافقا، وتمنوا تسميتها تشاور، لا حوار، وكنت متجاوبا مع كل ما يخدم الملف الرئاسي، وقلت انه اذا اقتضى الأمر فليترأس نائب رئيس المجلس الحوار ولا مشكلة لدي… اتفقت مع الخماسية على أن يساعدوننا على انتخاب من نسميه نحن كلبنانيين، لا من يسمونه هم. الخماسية هذه المرة موحدون وقالوا لي: ليس لدينا مرشح على الاطلاق ولا عندنا فيتو على اي اسم ونحن مستعدون لمساعدتكم بما تريدون”.

وفيما تتجه الانظار نحو الرئيس سعد الحريري وعودته الى بيروت لاحياء ذكرى استشهاد والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال بري: “أهلاً وسهلاً بعودتك للعمل السياسي عندما تقرر، والإنتخابات الاخيرة أثبتت أن سعد الحريري هو الناجح الأكبر على الرغم من إعتكافه، فمن النهر الكبير الى الناقورة حصد 24% من الطائفة السنية من غير أن يشارك في الانتخابات”.

و شدد على القرار 1701 باعتباره حلا لتجنب الحرب عبر الالتزام التبادل والمتزامن به من لبنان واسرائيل وساعتها “يصبح الحنوب مثل بيروت”.

بلينكن في المنطقة

وبدأ بلينكن أمس جولته إلى منطقة الشرق الأوسط، التي تشمل 4 دول هي: المملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر، وإسرائيل، إضافة إلى الضفة الغربية، وهي الرحلة الخامسة التي يقوم بها منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وتستهدف مواصلة المفاوضات الدبلوماسية المستمرة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين لدى «حماس»، والتوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بتوصيل المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة.

وقال مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، لبرنامج «واجه الأمة» على شبكة «سي بي إس» إن زيارة بلينكن واجتماعاته مع الحكومة الإسرائيلية تستهدف التأكد من وصول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزة، بوصفها «أولوية قصوى»، مضيفاً: «نريد أن نضمن حصول الفلسطينيين في غزة على الغذاء والدواء والمياه والمأوى، وسنواصل الضغط حتى يتم ذلك”.

سوليفان شدد، أيضاً، على أن «الاتفاق على وقف الحرب بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن المدنيين الذين تحتجزهم الحركة، ليس وشيكاً»، وأن «الكرة في ملعب حماس… في نهاية المطاف، هذا يعود إلى حماس»، مشيراً إلى أنه «ليس هناك ما يضمن التوصل إلى اتفاق”.

وأوضح أنه «عندما أجلس هنا اليوم، لا أستطيع أن أخبرك بأننا قاب قوسين أو أدنى»، وفق ما نقلته وكالة «بلومبرغ”.
وكانت «بلومبرغ»، قد نقلت، الأسبوع الماضي، عن مصادر مطلعة على الجهود الدبلوماسية، القول إن المفاوضات تتقدم بشأن اتفاق يعتقد المشاركون، بأنه قد يكون خطوة كبيرة لإنهاء 4 أشهر من الحرب منذ أن هاجمت «حماس» إسرائيل في 7 تشرين الأول..

ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل و«حماس» تتفقان على مسار العمل. وقال نتنياهو أمس: «لن نوافق على كل صفقة، ليس بأي ثمن. عديد من الأشياء تقال في وسائل الإعلام، كما لو كنا قد وافقنا عليها، مثل ما يتعلق بإطلاق سراح الإرهابيين، فإننا ببساطة لن نوافق عليها».

وقال سوليفان أن الولايات المتحدة ستواصل ردها ضد المجموعات الموالية لطهران في العراق وسوريا”، قائلاً: “الأمر لم ينته بعد، نعتزم تنفيذ ضربات إضافية واتخاذ المزيد من الإجراءات لمواصلة بعث رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة سترد عندما تتعرض قواتها لهجوم”.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا أعلنتا عن قصف عشرات الأهداف في اليمن ردا على هجمات متكررة يشنها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وتأتي الغارات المشتركة في اليمن غداة سلسلة ضربات أميركية أحادية ضد أهداف مرتبطة بإيران في العراق وسوريا ردا على مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين في هجوم بطائرة مسيّرة في قاعدة بالأردن في وقت سابق.

واكدت مصادر مطلعة على الجهود الديبلوماسية ان المفاوضات تتقدم بشأن اتفاق يعتقد المشاركون أنه قد يكون خطوة كبيرة لإنهاء أربعة أشهر من الحرب، لكن من غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل وحماس تتفقان على مسار العمل.

وفي المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لن نوافق على كل صفقة، وليس بأي ثمن. العديد من الأشياء تقال في وسائل الإعلام ، كما لو كنا قد وافقنا عليها، مثل ما يتعلق بإطلاق سراح الإرهابيين، فإننا ببساطة لن نوافق عليها”.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن ضربات استهدفت 13 موقعا في اليمن يستخدمها الحوثيون لمهاجمة الملاحة في البحر الأحمر.

واشار المتحدث العسكري باسم الحوثيين العميد يحيى سريع الى أن “هذه الاعتداءات لن تثنينا” عن مساندة غزة، بينما نددت إيران بالضربات الأميركية والبريطانية باعتبار أنها “تتعارض” مع هدف واشنطن ولندن المعلن بتجنّب “اتساع رقعة الحرب والنزاع في المنطقة”.

شارك المقال