نتنياهو يريد نصراً كاملاً على ايران… إشارات اسرائيلية متناقضة تجاه لبنان

لبنان الكبير / مانشيت

الكل بإنتظار ما ستنتهي اليه جولة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للتصرف وفقاً لنتائجها وسط مخاوف من أن فشلها سيدفع المنطقة نحو تصعيد على الجبهات كافة، خصوصاً مع تداعي فرص “صفقة التبادل” بين إسرائيل وحركة “حماس” ورفع بنيامين نتنياهو شعار النصر التام على إيران في قطاع غزة، مع التحضير لمعركة “رفح” التي تنذر بالكثير من الدم والكثير من الاحتمالات المتفجرة في أكثر من اتجاه، مع البدء عملياً بتهجير مليون ونصف المليون فلسطيني عبر الحدود مع مصر.

بالنسبة الى لبنان، برزت أمس إشارات متناقضة، مع تسريبات اعلامية اسرائيلية عن نقل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين رسالة ايجابية من بيروت عن إمكان توسيع انتشار “اليونيفيل” والجيش اللبناني على الحدود، لتتبعها مواقف اسرائيلية عن أن الوقت ما عاد يحتمل تأجيل الحل الديبلوماسي، وعن الاضطرار لاعادة مستوطني الشمال الاسرائيلي الى منازلهم ولو بالقوة.

بلينكن في السعودية

إلى ذلك، اجتمع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز أمس مع بلينكن، الذي بدأ من الرياض جولة ديبلوماسية لمنطقة الشرق الأوسط، تشمل كذلك مصر وقطر وإسرائيل، إضافةً إلى الضفة الغربية. وجرى خلال الاجتماع استعراض أوجه العلاقات الثنائية، وآفاق التعاون المشترك، بالاضافة إلى بحث تطورات الأوضاع الاقليمية والجهود المبذولة تجاهها بما يحقق الأمن والاستقرار.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن ولي العهد وبلينكن أكدا على الشراكة الاستراتيجية، وتناولا الحد من التوترات الاقليمية بما فيها وقف هجمات الحوثيين التي تقوّض حرية الملاحة في البحر الأحمر. وأشارت الى أن بلينكن أكد أهمية تلبية الاحتياجات الانسانية في غزة ومنع توسع الصراع في المنطقة.

كذلك أعلن وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان أنه بحث هاتفياً مع نظيره الأميركي لويد أوستن أمس في العلاقات الاستراتيجية الثنائية والتعاون العسكري بين البلدين.

وقال الأمير خالد عبر منصة “إكس” ان الاتصال تناول أيضاً “المستجدات الاقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها، والتأكيد على أهمية تهدئة الأوضاع في المنطقة بما يحقق الأمن والاستقرار”.

نتنياهو

وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس أن “النصر الكامل” للجيش الاسرائيلي في قطاع غزة سيوجّه “ضربة قاضية” لحركة “حماس” وجماعات أخرى مدعومة من إيران. وقال أمام قادة من الجيش، حسب مكتبه: “النصر الكامل سيوجه ضربة قاضية إلى محور الشر المؤلّف من إيران وحزب الله والحوثيين وبالطبع حماس”.

وشدد نتنياهو على أن حركة “حماس” قدمت “مطالب لن تقبل بها إسرائيل بشأن إطلاق سراح الرهائن في قطاع غزة”، مشيراً إلى أن الشروط “يجب أن تكون مماثلة للاتفاق السابق”، الذي شهد تبادل نسبة من الرهائن مقابل أسرى فلسطينيين خلال هدنة نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحسب ما نقل عنه حزب “الليكود” الذي يتزعمه.

“الأونروا”

وبعد الاتهامات التي طالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة مراجعة مستقلة لتقويم جهودها في ما يتصل بضمان حياد عمل الوكالة.

وأوضح بيان نشرته الأمم المتحدة أن مجموعة مراجعة عمل الوكالة ترأسها وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة كاثرين كولونا وتعمل مع ثلاث منظمات، مشيراً إلى أنها ستبدأ عملها في 14 فبراير/ شباط الجاري، ومن المتوقع أن تقدم تقريراً مؤقتاً إلى غوتيريش أواخر مارس/ آذار المقبل.

وأضاف أن من المتوقع أن يكتمل التقرير النهائي لمجموعة المراجعة بحلول أواخر أبريل )نيسان( المقبل، لافتاً إلى أنها ستنظر في مدى كفاءة آليات الوكالة واجراءاتها لضمان الحياد والرد على ادعاءات حدوث انتهاكات، وستجري بالتوازي مع تحقيق يجريه مكتب أممي في مزاعم تورط 12 من موظفي “الأونروا” في هجمات السابع من تشرين الأول.

ونقل البيان عن غوتيريش القول إن الاتهامات ضد الوكالة الأممية “تأتي في ظل ظروف صعبة جداً لتقديم المساعدات لمليوني شخص في قطاع غزة”.

ورحب بتعيين مجموعة عمل الوكالة المستقلة. وقال عبر حسابه على منصة “إكس”: “أتطلع إلى الاستنتاجات والتوصيات التي سترد في التقرير، والذي سيُعلن للجميع”.

أضاف: “المراجعة الخارجية المستقلة ستجري بالتوازي مع تحقيق يجري حالياً من مكتب خدمات الرقابة الداخلية التابع للأمم المتحدة”. لكنه حذر من أن الوكالة ستضطر على الأغلب الى وقف عملياتها في غزة والمنطقة كلها بحلول نهاية شباط الجاري إذا ظل التمويل معلقاً.

الحرب على غزة

ميدانياً، دوى القصف المدفعي في مناطق شرق رفح وخان يونس، وأكد المكتب الاعلامي التابع لحكومة “حماس” أنه تواصل على وسط وجنوب القطاع الساحلي، بما في ذلك على مسافة قريبة من المستشفيات.

وأعلنت “كتائب عز الدين القسام” مهاجمة قوات إسرائيلية جنوب غرب مدينة غزة. في حين أعلن الجيش الاسرائيلي أن جنوده في شمال ووسط قطاع غزة “قتلوا مئات الإرهابيين” في الأسبوع الماضي ويشتبكون مع مسلحين من “حماس” في منطقة خان يونس.

أما في جنوب لبنان فقد استمر القصف المبتادل، واللافت استهداف اسرائيل عناصر حركة “أمل” بالاضافة إلى “حزب الله”، فقد نعت الحركة خلال يومين 5 من مقاتليها، استهدفت مواقعهم في الجنوب.

شارك المقال