“طبحة” أميركية – أوروبية: ابتعاد الحزب وانتشار الجيش مع حوافز اقتصادية

لبنان الكبير / مانشيت

كأن الطبخة جاهزة ومن إعداد أميركا و4 دول أوروبية، مع رد ايجابي من حركة “حماس” على مقترح “اجتماع باريس” لصفقة “رهائن مقابل هدنة” صارت الكرة في ملعب اسرائيل لتسلم ردها للأميركي، وزير الخارجية أنتوني بلينكن، المتوقع، أو المطلوب منه ومن حلفائه العرب، أن لا يكون مجرد “بوسطجي” ينقل الردود بين الأطراف، بل حكم حاسم لأن الأوضاع لا تحتمل ذلك الانحياز التقليدي الى اسرائيل، بما أن الظرف ما عاد يقتضي حمايتها من أعدائها بل أولاً حمايتها من نفسها، وسط التطرف الذي استحكم بها وأطاح عقوداً من محاولات تطبيع وتقبل وجودها في المنطقة.

وتطفو ضرورة الوصول إلى تهدئة حدودية بعد إعلان الدولة العبرية نفاد وقت الحل الديبلوماسي، وقد حذر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه، من أن اسرائيل قد تشن حرباً على لبنان من أجل إعادة مستوطني الشمال.

وأكثر من الحرب، يثير وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الخوف في المجتمعات المضيفة، لا سيما لبنان، من أن يكون باباً للتوطين. وقال مصدر نيابي واسع الاطلاع لموقع “لبنان الكبير”: “نتمنى من عمق وجداننا أن يكون الأمر مجرد ضغط على لبنان، بسبب المواقف التي يتخذها حزب الله اليوم، ويجب على الدولة اللبنانية وحكومتها إعطاء هذا الموضوع الأولوية القصوى، فلا يمكن ترك 300 ألف فلسطيني من دون مساعدات، واغلاق المدارس والمستشفيات، بحيث أن هذا يعني خلق قنبلة انسانية ستخلق انزلاقات أمنية”.

وفيما تمنى المصدر أن تبقى القضية الفلسطينية ضمن اطارها الانساني، لأنها تكون “طعنة بسمعة المجتمع الدولي والأمم المتحدة”، دعا “حزب الله” إلى “التريث والليونة لتجنيب لبنان كارثة ما بعدها كارثة يعرفها جيداً، فبيئته هي المحيطة بالمخيمات وتجاورها، وهو يعلم كيف الأجواء داخلها، وقد رأينا الاشتباكات الأخيرة المفتعلة في مخيم عين الحلوة، وما كانت آثارها وتداعياتها على البلد”.

وكانت دولة قطر أعلنت أنها تسلّمت رداً “إيجابياً” من حركة “حماس” بشأن مقترح هدنة يشمل الإفراج عن رهائن محتجزين في غزة.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن جهاز الاستخبارات “الموساد” يدرس رد “حماس” على مقترح التهدئة في غزة.

وأشار وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، الذي يقوم بجولة جديدة في المنطقة من منطلق بذل الجهود للوصول إلى تسوية، إلى أن بلاده تراجع المقترح، بينما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن رد “حماس” بأنه “مبالغ فيه”.

أما بشأن الحدود مع لبنان، فقد نقل الاعلام الأميركي بوادر ايجابية بقرب الوصول إلى تهدئة، ويبدو أن اقتراح الموفد الاميركي آموس هوكشتاين الذي كان ضيفاً في اسرائيل يوم الأحد يستند إلى نموذج تفاهمات “عناقيد الغضب” التي تم التوصل إليها عام 1996 بين إسرائيل و”حزب الله” والتي أعلنتها الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى لإنهاء العملية العسكرية الاسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.

ونقل الاعلام عن مسؤولين أميركيين أن الولايات المتحدة و4 دول أوروبية ستعلن عن فوائد اقتصادية لتعزيز الاقتصاد اللبناني لتسهيل الصفقة على “حزب الله”، بالاضافة إلى تمويل الجيش اللبناني لتجنيد آلاف العناصر، الأمر الذي كان عرضه هوكشتاين في زيارته الى لبنان، ومن المتوقع أن تركز التفاهمات على التنفيذ الجزئي لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي أنهى حرب لبنان الثانية عام 2006.

وستتضمن الصفقة التزاماً من كلا الطرفين بوقف المناوشات على الحدود التي تجري منذ هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 تشرين الأول.

وليس من المتوقع أن تلزم التفاهمات “حزب الله” بنقل قواته كافة شمال نهر الليطاني كما يطالب القرار 1701، ولكن على بعد ثمانية إلى عشرة كيلومترات فقط من الحدود الاسرائيلية.

وبحسب ما نقل الاعلام عن المسؤولين، فإن التفاهمات سترتكز على مبدأ “التجميد المكاني”: لن يضطر “حزب الله” إلى سحب قواته، بل يلتزم فقط بعدم إعادتها إلى المناطق الواقعة على طول الحدود التي كانت متمركزة فيها قبل تشرين الأول.

وبدلاً من ذلك سيرسل الجيش اللبناني ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جندي إلى المنطقة الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل، التي سيكون عليها أيضاً أن تتخذ خطوات لنزع فتيل التوترات. وطلبت الولايات المتحدة من إسرائيل وقف التحليق الذي تقوم به طائراتها المقاتلة في الأجواء اللبنانية، بحسب المصادر. ولم ترفض إسرائيل هذا الطلب، وستلتزم أيضاً بسحب بعض القوات التي حشدتها على طول الحدود في الأشهر الأربعة الماضية، بموجب الاقتراح.

شارك المقال