نتنياهو: الحرب أولاً… السعودية: الدولة الفلسطينية أولاً

لبنان الكبير / مانشيت
مخيم خيام في رفح جنوبي قطاع غزة، شباط 2024. (رويترز)

بعدما رمى رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه لرد “حماس” على مقترح صفقة “الرهائن – الهدنة” في وجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، معلناً “النصر التام” سقفاً لحربه على غزة ولبنان، مطلقاً نفير معركة رفح على الرغم من الخوف الأميركي من نتائجها، كان رد “حماس” أثار تفاؤلاً بين الفلسطينيين المحشورين في رفح بامكان تجنب كأس الوحشية الاسرائيلية، وكذلك في لبنان باعتبار أن كثيرين ربطوا بين جنوب لبنان وجنوب قطاع غزة، هدنة أم تصعيداً، فيما رمى الأميركيون ما يشبه “الطعم” بكلام عن مواصلة الجهود الديبلوماسية للتطبيع بين السعودية واسرائيل، وكأن هناك جديداً في هذا المجال، لترد الرياض بكلام قاطع: موقفنا لم يتغير .. أولاً دولة فلسطينية.

بلينكن

ونقل وزير الخارجية الأميركي، خلال لقائه رئيس الحكومة الاسرائيلية إنزعاج الرئيس الأميركي جو بايدن من “حقيقة أن هناك أكثر من 1.2 مليون فلسطيني في رفح، وأنهم لا يفهمون أين سيتم إخلاؤهم في حالة حدوث هجوم عسكري”، ليرد نتنياهو بأن إسرائيل لن تكون قادرة على كسب الحرب من دون تدمير كتائب “حماس” في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، مؤكداً “ندرك المشكلة وسنعرف كيفية التعامل معها”.

وقال نتنياهو لبلينكن ان اسرائيل لن توقف الحرب قبل القضاء على قوة “حماس”.

وحسب وسائل اعلام اسرائيلية أكد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت أنهم سيشنون هجوماً على رفح. وقال لبلينكن: “ان رد حماس السلبي على اقتراح صفقة التبادل سيؤدي إلى استمرار الحرب ووصول قواتنا إلى أماكن أخرى في غزة قريباً.”

وسمع بلينكن الكلام نفسه من رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي، الذي أكد له أن “الهدف هو تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس في رفح وأن الحرب ليست قريبة من نهايتها.”

نتنياهو: الحرب أولاً

وكتأكيد على الرفض الاسرائيلي للمقترحات الأميركية، أعلن نتنياهو في خطاب متلفز، خلال وجود بلينكن في تل أبيب أنه أمر الجيش بـ”تحضير” هجوم على مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، معتبراً أن الانتصار على “حماس” هو “مسألة أشهر”. ورأى أن الرضوخ لمطالب الحركة “سيؤدي الى مجزرة أخرى”.

وكانت “حماس” قدمت مقترحاً لوقف إطلاق النار لإنهاء الصراع المستمر في غزة منذ أربعة أشهر. وقالت إسرائيل إنها تدرس المقترح.

ووفق المقترح يبدو أن هدف “حماس” هو وقف العمليات العسكرية وإنهاء التصعيد بصورة مستدامة وتبادل الرهائن والسجناء وإنهاء حصار إسرائيل لغزة والسماح للسكان النازحين بالعودة إلى منازلهم وزيادة المساعدات الانسانية.

السعودية: الدولة الفلسطينية أولاً

وبعد تصريحات للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أشار فيها إلى مناقشات “إيجابية” بهدف تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل على الرّغم من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس” في قطاع غزة، ردّت الرياض بحزم، وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان إنّ “المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأميركية بأنّه لن تكون هناك علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتمّ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي كافة من قطاع غزة”.

وأضاف البيان: “في ما يتعلّق بالمناقشات الجارية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة بخصوص مسار السلام العربي – الإسرائيلي وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث بإسم مجلس الأمن القومي الأميركي في هذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكّد أنّ موقف المملكة العربية السعودية كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة”.

ولفتت الوزراة في بيانها إلى أنّ “المملكة تؤكّد دعوتها المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي لم تعترف حتى الآن بالدولة الفلسطينية الى أهمية الاسراع في الاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وليتحقّق السلام الشامل والعادل للجميع”.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أمس إن بلينكن أكد لنتنياهو دعم الولايات المتحدة لإقامة دولة فلسطينية “باعتبارها أفضل وسيلة لضمان السلام والأمن الدائمين للاسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء وتحقيق تكامل أكبر للمنطقة”. وشدد بلينكن أيضاً على الحاجة الملحة لتهدئة حدة التوتر في الضفة الغربية والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع.

تراجع الآمال

وفيما ارتفعت الآمال بانهاء الصراع في غزة، منسحباً على الحدود اللبنانية، تراجعت بعد أن أعاد نتنياهو إعلاء السقف، وكرر في تصريحات أمس أن “إسرائيل لا يمكنها التسامح مع وجود قرابة 100 ألف نازح فيها وأن أعداءها يعرفون أنه يتعين إيجاد حل سواء كان ديبلوماسياً أو عسكرياً”.

ميدانياً، استمر القصف المتبادل على الحدود، ولو بوتيرة أخف من قبل، وشن الطيران الحربي صباحاً غارات وهمية فوق بيروت خرق بها جدار الصوت، سمع المواطنون صداه، وأعاد الكرة ظهراً فوق النبطية.

شارك المقال