“مار مارون” بلا “رئيس ماروني”… اسرائيل تتمادى حتى النبطية

لبنان الكبير / مانشيت

يحل “مار مارون” بلا بهجة عيد تفرضها روحانية المناسبة، في وقت تمادت الحالة اللبنانية في غرابتها متعددة الوجوه، بين مضحك كمثل وقوف جبران باسيل مطالباً بسجن رئيس حكومة، وهو الذي أوغل في الموبقات والممارسات المذهبية والعنصرية؛ ومبكٍ كمثل تصدي عسكري بالخدمة لعسكري متقاعد، يجمعهما العوز وتفرقهما زعامات لا تلتفت إلا لمصالحها الضيقة… وكل ذلك مع تمادي الشغور في أعلى مقام ماروني في الدولة اللبنانية التي كان المسيحيون أساساً في ميثاقها الوطني الجامع قبل أن ينقرض “القديسون” ويتحكم “شياطين” بالرقعة السياسية فيتقاتلون ويتحاربون وصولاً الى الوطن – الجهنم.

كان المطارنة الموارنة التمسوا الأربعاء، بمناسبة عيد مار مارون “رحمة الله للوطن المُعذَّب، ورجاء خلاصه وعودته إلى أجواء السلام والاستقرار والازدهار”… وأغفلوا التماس “رحمة السياسيين” لهذا الوطن الذي تضيق مساحته لكثرة أوجاعه وجروحه المفتوحة على امتداد الـ10452 كلم2، حتى صار اللبناني يخجل من الدعاء بأن “تنعاد” الأعياد… تنعاد بكل ما يترافق معها من أحزان؟

وفي الجنوب يتأرجح المشهد بين تصعيد يوصل إلى حرب أو تصعيد لتحسين شروط التفاوض في ربع الساعة الأخير، بعد تخطي اسرائيل قواعد “الحرب المضبوطة” بقصفها سيارة داخل مدينة النبطية قالت انها استهدفت قيادياً في “حزب الله”، وذلك قبل التسوية التي تحاول الولايات المتحدة انجازها، تزامناً مع اعلان مسؤولي الدولة العبرية نيتهم بتوسيع الحرب لتشمل مدينة رفح، التي نزح إليها أكثر من مليون شخص في ظروف انسانية صعبة، حذرت الادارة الاميركية من أن تؤدي إلى كارثة.

وينتظر اللبنانيون ما قد ينتج عن حراك الخماسية الدولية، التي يستأنف ممثلها، المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان حركته ويبدأها من القاهرة يوم غد على أن تشمل جولة مشاورات واسعة بناء على حراك سفراء “الخماسية” في بيروت.

وكانت الحكومة اللبنانية تمكنت أمس من انجاز تعيين رئيس للأركان من خارج جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء، وسط انتقاد عوني للخطوة.

وأفادت معلومات ” لبنان الكبير” أن الصفقة تمت بعد التخلي عن تعيين بقية أعضاء المجلس العسكري بمبادرة من عين التينة.

غير أن هذا التعيين لم يمر مرور الكرام على “التيار الوطني الحر” ومن يمثله في الحكومة، فقد وصف وزير الدفاع موريس سليم الخطوة الحكومية بأنها “مخالفة دستورية” إضافية، غافلاً أو متغافلاً عن التجاوزات الدستورية التي لا تعد ولا تحصى والتي ارتكبها فريقه السياسي خلال السنوات الست من “العهد القوي”.

وقال سليم: “مخالفة دستورية وقانونية جديدة ارتكبها رئيس الحكومة تضاف الى سلسلة مخالفات وتجاوزات ترتكب منذ بدء الشغور الرئاسي، وسيبنى على هذه المخالفة ما يقتضى لحماية المؤسسة العسكرية من التجاوزات التي تستهدفها في وقت يُفترض أن تبقى بعيدة عن المحاصصة والمحسوبيات وتسديد الفواتير السياسية”.

ونفى سليم أن يكون اقترح أي أسماء للتعيينات العسكرية انسجاماً مع رغبة عارمة رسمية وسياسية وروحية بعدم اجراء أي تعيين في الوظائف الشاغرة في غياب رئيس الحمهورية، قائلاً: “المؤسف أن رئيس الحكومة كان في طليعة الرافضين للتعيينات في ظل الشغور الرئاسي!”.

في هذه الاثناء تستضيف العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً وزارياً تشاورياً، يناقش الأوضاع في المنطقة وعلى رأسها التطورات في قطاع غزة، وسيتناول ما يسمى بـ “اليوم التالي” لانهاء الحرب في القطاع، على أن يفضي الاجتماع إلى موقف عربي موحد.

وكان الميدان الجنوبي شهد تصعيداً أمس بعد أن استهدفت مسيرة عمق مدينة النبطية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب على غزة. وفيما نقلت وسائل الاعلام أن الضربة الاسرائيلية استهدفت سيارة مسؤول عسكري في منطقة الجنوب في “حزب الله”، ما أدى الى إصابته بجروح خطرة، واصابة شخص آخر كان برفقته، أعلنت إذاعة الجيش الاسرائيلي، “مقتل القيادي في الحزب عباس الدبس، قائد المنطقة التي أطلقت منها النيران المضادة للدبابات على بلدة كريات شمونة شمال إسرائيل”. وأفادت وسائل إعلام عربية بأن “الدبس كان مرتبطاً بالحرس الثوري الايراني، وساعد إيران في إقامة دفاعات جوية في سوريا”، علماً أن “حزب الله” لم ينعَ أياً من مقاتليه حتى الساعة.

وفي الميدان الفلسطيني، حذرت الولايات المتحدة من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح، التي لجأ إليها أكثر من مليون شخص، من دون تخطيط أو بالقليل من التفكير ستكون “كارثة”.

وقال فيدانت باتيل نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية للصحافيين: “لن ندعم القيام بشيء كهذا من دون تخطيط جاد وموثوق به لأنه يتعلق بأكثر من مليون شخص يحتمون هناك، وأيضاً من دون النظر في آثاره على المساعدات الانسانية والمغادرة الآمنة للأجانب”.

وأشار باتيل الى أن الولايات المتحدة لم تر دليلاً على أن إسرائيل وضعت تخطيطاً جاداً لمثل هذه العملية، على الرغم من اجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع حكومة الحرب الاسرائيلية الأربعاء.

وفي سياق مساعي وقف الحرب، وصل أمس إلى الرياض وزير الخارجية المصري سامح شكري، لحضور اجتماع يفضي إلى موقف عربي موحد بشأن الحرب في غزة، والذي تشارك فيه السلطة الفلسطينية ومصر والأردن والامارات وقطر إضافة إلى المملكة العربية السعودية. وسيناقش المشاركون في الاجتماع مبادرات لما تمت تسميته “اليوم التالي” لإنهاء الحرب على غزة .

وكانت المملكة العربية السعودية أكدت الأربعاء أنه “لن تكون هناك علاقات ديبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة”.

وفي مجريات الحرب، قصفت القوات الاسرائيلية مناطق في مدينة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة وسط تحذير وكالات إغاثة من وقوع كارثة إنسانية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باقتحام إحدى آخر المناطق المتبقية التي لم تدخلها قواتها خلال هجومها البري على قطاع غزة.

وفي خان يونس أعلن الجيش الاسرائيلي أن قواته قتلت في اليوم السابق أكثر من 20 مسلحاً فلسطينياً، وألقت القبض على عشرات المسلحين المشتبه بهم منهم اثنان يقول إنهما ربما شاركا في هجوم “حماس” على إسرائيل.

واستمر القصف الإسرائيلي على مدينتي خان يونس ودير البلح وسط قطاع غزة طوال الليل ما أدى إلى مقتل الصحافي في “تلفزيون فلسطين” نافذ عبد الجواد وابنه.

شارك المقال