“بيت الوسط” مفتوح… وقطار حضور الحريري ينطلق

لبنان الكبير / مانشيت

رجع سعد الى بيروته، مسبوقاً بإجماع لبناني على أن غيابه أفقد سياسة البلد نكهة اعتدال شكلت في الشدائد بوصلة وطنية لدولة مؤسسات متطورة قادرة على احتضان عيش مشترك حقيقي، خارج الاصطفافات المذهبية والطائفية التي أوصلت البلد الى جهنم.

رجع سعد الحريري الى لبنان الذي يمر بأيام صعبة على كل الصعد، معيشياً وسياسياً، وسط طوفان الحرب الإسرائيلية – الفلسطينية في قطاع غزة، حيث جنوب لبنان جبهة مشتعلة بزعم “المشاغلة”، فيما إسرائيل تخرق كل قواعد الإشتباك، وتتمادى باعتداءاتها عميقاً في الأراضي اللبنانية، مع تهديدات يومية بجعل حدودها الشمالية آمنة للمستوطنين سلماً أو حرباً.

ووسط هذا الوضع المعقد، المفتوح على احتمالات خطيرة، تقترب الذكرى الـ19 لإغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في 14 شباط، ليستحضر اللبنانيون زعيماً لعب دوراً في طي صفحة الحرب الأهلية، وزرع الأمل بإعادة لبنان الى موقعه الطبيعي المتقدم عربياً وإقليمياً، مسخراً علاقاته وإمكاناته لحماية هذا الوطن.

ذكرى ستحمل هذه السنة مضامين كثيرة لجهة دلالة استحضار الرئيس الشهيد في هذه الظروف التي تمر بها الأمة العربية والاسلامية، بهامته اللبنانية والعربية والاسلامية، ولجهة دلالة حضور الرئيس سعد وسط مناشدات وتمنيات بأن يعلق قراره تعليق العمل السياسي الآن أو في أقرب وقت، لأن جمهوره الأزرق وكل لبنان بحاجة اليه.

ببيان مقتضب أعلن المكتب الاعلامي “وصول الرئيس الحريري الى بيروت حيث يشارك في ذكرى جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ظهر يوم الأربعاء في الرابع عشر من شباط الحالي”.

انهيار مبنى الشويفات

واستفاق الشعب اللبناني بالأمس على خبر إنهيار مبنى مؤلف من 5 طبقات في صحراء الشويفات، من دون وقوع إصابات، بعدما تم اخلاؤه قبل هذه الحادثة بحوالي عشر دقائق عندما ظن سكانه أن هزة أرضية ضربت البلاد، ليسارعوا الى اخلائه. وأعطى المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار توجيهاته الى العناصر، وشدد على ضرورة التنبه واخلاء المبنيين السكنيين الملاصقين للمبنى الذي سقط.

عبد اللهيان في سوريا

وبعدما أنهى وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان زيارته الى لبنان وجولاته التي قام بها على المسؤولين، توجه الى سوريا والتقى الرئيس بشار الاسد، وبحث معه في العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية بين البلدين والاعتداءات الاسرائيلية على الأراضي السورية والتطورات في المنطقة. وأكد عبد اللهيان أن “موضوع غزة الآن يعتبر القضية الأساسية ليس على صعيد المنطقة وحسب، وإنما على الصعيد الدولي أيضاً”، مشيراً إلى أن “سوريا هي في الصفوف الأمامية في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته”.

سجال بو صعب وميقاتي

وفي ظل الشغور المسيطر على غالبية مؤسسات الدولة، والتعطيل الممنهج الحاصل في البلد، لا تغيب حرب البيانات بين المسؤولين، وتحديداً بين نواب “التيار الوطني الحرّ” ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، فلا يزال “التيار” غير متقبل للتمديد لقائد الجيش جوزيف عون وتعيين رئيس للأركان في الأيام الماضية. واعتبر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أن “الرئيس ميقاتي إدعى أنه استشار رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس وحصل على رأيٍ قانوني ايجابي حيال المخالفة الدستورية الأخيرة التي قام بها بتعيين رئيس للأركان من دون موافقة وزير الدفاع، بعدما عمّم هذا الرأي على من شاركه في مجلس الوزراء في هذه الجريمة الدستورية بحقّ دستور الطائف، ليتبيّن أنّ ادعاءه وكلامه عاريان عن الصحة إذ انّ القاضي فادي الياس لم يعطِ أيّ رأيٍ مسبق بهذا الموضوع”. وقال: “هذه الفضيحة تؤكد أنّ ألاعيب رئيس الحكومة في هذا الموضوع قد انكشفت”.

وسارع المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي الى اصدار بيان أوضح فيه أن “مجلس الوزراء منذ أن صدر قراره بتعيين اللواء حسان عودة رئيساً للأركان، إنبرى عدد من السياسيين والصحافيين الى شن حملة على القرار واتهام رئيس مجلس الوزراء والحكومة بمصادرة صلاحيات رئيس الجمهورية والانقلاب على اتفاق الطائف. كما أطلق البعض خياله لسيناريوهات مزعومة عن تواصل بين دولة رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس”، مشيراً الى أن ميقاتي “لم يستشر رئيس مجلس شورى الدولة بشأن مسالة التعيين، ولم يحصل أي تواصل بينهما بشأن هذا الملف أو غيره، وبالتالي فان كل ما يقال خلاف ذلك عبارة عن تحليلات وتلفيقات معروفة الاتجاهات”.

قصف متواصل

اما ميدانياً، فيواصل الجيش الإسرائيلي استهداف مناطق الحدود الجنوبية، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل بصورة كاملة.
وأعلن في بيان، أنه هاجم بنى تحتية ومباني عسكرية لـ”حزب الله” في لبنان.

ولفت في بيانه الى أن طائرات حربية هاجمت أهدافاً لـ”حزب الله” في قرية مروحين، وكذلك هاجم الجيش مواقع عسكرية للحزب في قرى راميا ويارون وشيحين.

غارة تستهدف عناصر من “أمل”

وأدت الغارة على شيحين إلى تدمير منزل، ما أسفر عن مقتل مقاتلين من حركة “أمل”، التي نعتهم في بيان. وتحدثت معلومات ميدانية عن نجاة فرق الاسعاف في “جمعية الرسالة” والصليب الأحمر اللبناني بعدما استهدف الجيش الاسرائيلي تحركاتهم بعدد من القذائف أثناء مرورهم الى مكان الغارة في شيحين.

وبذلك، يرتفع عدد عناصر الحركة الذين قضوا في الجنوب إلى 8 مقاتلين منذ بدء الحرب. وفي الوقت نفسه، لم تسفر غارة مماثلة على بلدة حولا عن وقوع إصابات، على الرغم من أنها أدت إلى تدمير مبنى بالكامل.

ونفذ الطيران الاسرائيلي، غارات وهمية في المناطق الجنوبية، وخرق جدار الصوت فوق مناطق صور والنبطية والزهراني، فيما حلق فوق بيروت وكسروان.

اسرائيل تنقل الفرق النظامية الى الحدود

وأعلنت إذاعة الجيش الاسرائيلي، أن رئيس هيئة الأركان هيرتسي هاليفي، قرر نقل واحدة من أكبر الفرق النظامية في الجيش، من قطاع غزة، لتتمركز على مشارف الحدود اللبنانية.

وأوضحت الاذاعة أن نقاشاً جرى في المؤسسة العسكرية تناول هذا الأمر وسط وجهات نظر متعددة، إلا أن رئيس الأركان قرر في النهاية سحب الفرقة إلى الحدود اللبنانية.

وتعقيباً على القرار، نقلت الاذاعة عن المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، قوله إن الجيش يحرز تقدماً في القتال في غزة، وفقاً لخطة الحرب التي وافق عليها المستوى السياسي، وإن توزيع القوات المقاتلة في الساحات كافة يتم وفق الخطة والاحتياجات العملياتية في مختلف القطاعات.

مصر تحذر

في الغضون، حذرت مصر من “عواقب وخيمة” لهجوم عسكري إسرائيلي محتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة بالقرب من حدودها.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان: “طالبت مصر بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والاقليمية للحيلولة دون استهداف مدينة رفح الفلسطينية”.

بايدن وخطة “قابلة للتنفيذ”

وأعلن البيت الأبيض في بيان، أن الرئيس جو بايدن أكد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة وجود خطة ذات مصداقية و”قابلة للتنفيذ” لضمان أمن النازحين في رفح قبل القيام بعملية عسكرية هناك.

وأشار البيت الأبيض الى أن بايدن دعا خلال اتصال هاتفي مع نتنياهو إلى اتخاذ خطوات عاجلة لزيادة حجم المساعدات الانسانية للمدنيين الفلسطينيين.

كما طالب بايدن بضرورة البناء على ما أحرز من تقدم في مفاوضات تبادل المحتجزين في غزة.

وكانت هيئة البث الاسرائيلية ذكرت أمس أن نتنياهو أبلغ مجلس الحرب بوجوب إنهاء العملية العسكرية البرية المزمعة في رفح قبل حلول شهر رمضان في آذار المقبل. وأمر أيضاً الجيش والأجهزة الأمنية بعرض خطة مزدوجة على مجلس الحرب لإخلاء المدنيين من رفح و”القضاء على كتائب حماس” فيها، حسب تعبيره.

الراعي في عظة الأحد

وبالعودة الى الداخل، فلا دعوة الى جلسة لانتخاب الرئيس المقبل، وسط حالة من الجمود، في حين انتقد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المسؤولين في عظة الأحد، وقال: “لا يستطيع هؤلاء المسؤولون إهمال ما يترتّب عليهم من واجبات من مثل دعم الدواء، وإيفاء الديون المتوجّبة لهذه المؤسّسات، وتحسين إدارة الصندوق الوطنيّ للضمان الإجتماعيّ، وإخراج البلاد من أزماتها المميتة بدءاً بانتخاب رئيس للجمهوريّة كمدخل وحيد وأساسي لحلّ الأزمة السياسيّة المتسبّبة بالأزمة الاقتصاديّة والماليّة والاجتماعيّة والتجاريّة”.

أضاف: “نقول معكم لهم: كفى مخالفات للدستور قاتلة للدولة، من أجل مصالح فرديّة أو فئويّة أو حزبيّة أو طائفيّة أو سياسيّة، وكلّها مدانة ومرفوضة. فابدؤوا أوّلاً بانتخاب رئيس للدولة لكي تنتظم كلّ المؤسّسات. وبما أنّه لا توجد سلطة غير الدستور توجب على المجلس النيابي رئيساً ونوّاباً، انتخاب الرئيس خلال شهرين قبل انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، وبما أن الدستور حالياً هو معطّل عمداً، فإنّا نتوجّه إلى ضميرهم الوطنيّ، رئيساً وأعضاء، لعلّ وخز الضمير يستحثّهم”.

شارك المقال