الحريري في السراي: “بشوفكن بـ14 شباط”… المنطقة عند حافة رفح

لبنان الكبير / مانشيت

“بشوفكن بـ14 شباط”… هي الجملة الوحيدة التي خرجت للإعلام من قبل الرئيس سعد الحريري، لكنه قال الكثير باختياره السراي الحكومي مقصده الأول، بعد عودته الى لبنان لإحياء الذكرى الـ19 لإغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، مؤكداً الثابت الدائم في سياسته الوطنية: الحرص على الرئاسة الثالثة مقاماً وتمثيلاً وصلاحيات، بقدر حرصه على بقية الرئاسات والمؤسسات للحفاظ على الانتظام وفقاً لدستور الطائف، الذي أرساه الرئيس الشهيد.

بدأ الحريري نهاره باكراً واستقبل عدداً من الشخصيات وسيلتقي اليوم شخصيات سياسية وروحية وديبلوماسية واقتصادية، وغداً سيكون بين جمهوره ومناصريه على ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، ثم يلتقي في بيت الوسط وفوداً شعبية من بيروت ومختلف المناطق.

وتلقى الحريري أمس دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو، تسلّمها من نائب وزير الخارجية ‏الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ‏ميخائيل بوغدانوف ‏خلال لقاء جمعه فيه مؤخراً، وذلك في سياق “تواصل دائم مع القيادة ‏الروسية، وتشاور دائم حول الأوضاع في المنطقة ‏والاقليم معها” على حد قول المبعوث الخاص للحريري إلى روسيا ‏جورج شعبان أمس.

وأعلن شعبان، في حديث لوكالة “سبوتنيك” أن “هناك لسعد ‏الحريري دعوة لزيارة موسكو وسيتم تحديد موعدها في ‏الوقت المناسب، وسلم الدعوة نائب وزير الخارجية ‏ميخائيل بوغدانوف، خلال لقاء جمعه مؤخراً مع الرئيس ‏الحريري”.‏

وعما إذا كانت زيارة الرئيس الحريري مرتبطة ‏بزيارات لسياسيين لبنانيين إلى موسكو كمبادرة روسية ‏تسعى الى تقريب وجهات نظر القوى السياسية اللبنانية، قال ‏شعبان: “روسيا تعمل دائماً في سبيل ‏استقرار لبنان وسيادته واستقلاله، وهي تتواصل مع كل ‏الأطراف في لبنان وحريصة على عدم توسع رقعة ‏الحرب في المنطقة، وخصوصاً في لبنان وسوريا، وهي ‏على تواصل دائم مع القوى الأساسية الفاعلة من أجل عدم ‏توسيع الحرب، وتبذل جهوداً كبيرة في هذا الاتجاه، و‏حريصة دائماً على انتخاب رئيس جمهورية بأسرع وقت، ‏من خلال التشاور بين اللبنانيين والحوار في ما بينهم على ‏المواضيع الأساسية”.

رفح

وتشغل الحرب المتوقعة على رفح العالم، في ظل اصرار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على شن عملية برية لـ “القضاء” على حركة “حماس” واعتبار الأمر يحقق “نصراً” له، فيما يحذر المجتمع الدولي من “كارثة انسانية” ستحل في المدينة التي نزح اليها نحو مليون ونصف المليون نازح، وسط مخاوف من أن يؤدي الهجوم إلى توسع الحرب في المنطقة.

وفيما دعت الدولة العبرية قبل بدء الهجوم هيئات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى المساعدة في عمليات إجلاء المدنيين من مناطق الحرب في قطاع غزة، هددت “حماس” بأن العملية ستقوّض فرص تبادل المحتجزين لديها.

وتتخوف مصر من أن تدفع إسرائيل الفلسطينيين الفارين من رفح لالى عبور سيناء. وذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن مسؤولين مصريين “حذروا من إمكان تعليق معاهدة السلام” المستمرة منذ عقود بين مصر وإسرائيل، إذا أقدمت الأخيرة على ذلك، إلا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري علق على ما يتم تداوله بالقول: “لقد حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ40 عاماً الماضية، والتي تمت بموجبها إقامة العلاقات بين البلدين”.

أضاف: “دائماً ما تحافظ مصر على التزاماتها ما دام الأمر تبادلياً بين الطرفين… ولذلك سأستبعد أي تعليقات تم الإدلاء بها في هذا الشأن”. وجدد تأكيد “موقف القاهرة الرافض لأي تهجير قسري لسكان قطاع غزة، وتصفية القضية الفلسطينية من خلال العمليات العسكرية المزعومة في مدينة رفح جنوب غزة”.

وحذر شكري من العواقب الوخيمة لتوسيع العمليات العسكرية الاسرائيلية في جنوب قطاع غزة، قائلاً: “مدينة رفح تأوي حوالي 1.4 مليون نازح واستهدافها ينذر بكارثة إنسانية وشيكة. فاستهداف رفح وعرقلة إسرائيل دخول المساعدات يسهم بشكل مباشر في الدفع الى تهجير الشعب الفلسطيني”. ودعا “الأطراف الدولية الى تحمل مسئولياتها القانونية والانسانية والسياسية لدرء مخاطر تنفيذ مثل هذا الأمر”.

مواقف

ورأى المفوض السامي لحقوق الانسان لدى الأمم المتحدة فولكر تورك، أن احتمال التوغل الاسرائيلي الكامل في رفح أمر “مرعب”، وأضاف: “يمكن أن نتصور ما ينتظرنا”.

وقال تورك في بيان: “إن أي توغل عسكري محتمل واسع النطاق في رفح – حيث يتجمع نحو 1.5 مليون فلسطيني على الحدود المصرية من دون أن يتوافر لهم أي مكان آخر يفرون إليه – أمر مرعب، نظراً الى احتمال سقوط عدد كبير جداً من القتلى والجرحى المدنيين، وهنا أيضاً معظمهم من الأطفال والنساء”.

وأعرب وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، عن “قلق عميق” إزاء احتمال قيام إسرائيل بعملية عسكرية في رفح، معتبراً أنه ينبغي أن يتوقف القتال على الفور حتى يكون بالإمكان إدخال المساعدات وتحرير الرهائن، يليه “التقدم نحو وقف دائم ومستدام لإطلاق النار”.

بوريل

وفيما أشار مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل يوم السبت إلى أن الهجوم على رفح سيكون بمثابة “كارثة إنسانية لا توصف”، محذّراً من أنه قد يثير “توترات خطيرة مع مصر”، دعا أمس الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في مساعداتها العسكرية لاسرائيل بسبب العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الحرب في غزة.

وأشار بوريل إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن قال الأسبوع الماضي إن رد إسرائيل على هجوم حركة “حماس” في 7 تشرين الأول”تجاوز الحد”، وقال مسؤولون أميركيون مراراً إن عدد المدنيين الذين قتلوا في غزة كبير للغاية.

وقال بوريل للصحافيين بعد اجتماع لوزراء مساعدات التنمية في الاتحاد الأوروبي في بروكسل: “حسناً، إذا كنتم تعتقدون أن عدداً كبيراً للغاية من الناس يقتل، فربما يتعين عليكم تقليل إمدادات الأسلحة لمنع قتل هذا العدد الكثير جداً من الناس”، مضيفاً: “إذا كان المجتمع الدولي يعتقد أن هذه مذبحة وأن عدداً هائلاً من الناس يقتل فربما يتعين علينا إعادة التفكير في تقديم الأسلحة”.

جنوب لبنان

جنوباً، اعلن الدفاع المدني اللبناني عن سقوط 4 قتلى جراء قصف إسرائيلي على منزل في مارون الراس، فيما استهدفت مسيرة إسرائيليّة سيارة بالقرب من مستشفى بنت جبيل الحكومي ما أسفر عن وقوع اصابات. وأشار الجيش الإسرائيلي الى استهداف سيارة “في داخلها عناصر من حزب الله” في منطقة مارون الراس، وشن سلسلة غارات على طول الحدود اللبنانية.

في المقابل، نعى “حزب الله” اثنين من عناصره هما محمد باقر حسان وعلي أحمد مهنّا، وأعلن عن استهداف التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بصاروخ موجّه واصابته مباشرة.

شارك المقال